رؤيا مغايرة

أطماع توسعية مغلفة بطابع ديني

| فاتن حمزة

علينا‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬لأنه‭ ‬يبين‭ ‬غدر‭ ‬إيران‭ ‬جارة‭ ‬السوء‭ ‬وتآمرها‭ ‬علينا،‭ ‬ولو‭ ‬أردنا‭ ‬سرد‭ ‬مؤامراتها‭ ‬لخرجنا‭ ‬عن‭ ‬المساحة‭ ‬الممنوحة‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭.‬

لكن‭ ‬حسبنا‭ ‬التاريخ‭ ‬المعاصر‭ ‬منذ‭ ‬احتلال‭ ‬إيران‭ ‬أرض‭ ‬الأحواز‭ ‬وتغيير‭ ‬هويتها‭ ‬في‭ ‬عشرينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬وما‭ ‬تبعها‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬احتلال‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬واليمن‭ ‬بالمليشيات،‭ ‬نعم‭ ‬أقولها‭ ‬بملء‭ ‬الفم‭ ‬احتلال،‭ ‬فمن‭ ‬صادر‭ ‬قرار‭ ‬الآخر‭ ‬فهو‭ ‬محتل‭.‬

الأطماع‭ ‬التوسعية‭ ‬المغلفة‭ ‬بطابع‭ ‬ديني‭ ‬لن‭ ‬تتوقف‭ ‬من‭ ‬جارة‭ ‬السوء،‭ ‬وعلاجها‭ ‬الوحيد‭ ‬ألا‭ ‬نضيّع‭ ‬البوصلة،‭ ‬فعدونا‭ ‬ذكي‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬نار‭ ‬هادئة‭ ‬وله‭ ‬وسائل‭ ‬خبيثة‭ ‬لتغير‭ ‬الوعي‭ ‬وتخريبه‭ ‬حتى‭ ‬يجعل‭ ‬الآخر‭ ‬عميلاً‭ ‬لا‭ ‬شعوريا‭ ‬له‭.‬

من‭ ‬يتحدث‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإيراني‭ ‬للأحواز؟‭ ‬وهي‭ ‬أضعاف‭ ‬مضاعفة‭ ‬في‭ ‬المساحة‭ ‬عن‭ ‬فلسطين،‭ ‬فإيران‭ ‬تاجرت‭ ‬بقضية‭ ‬فلسطين‭ ‬وشكلت‭ ‬الجيوش‭ ‬والفيالق‭ ‬باسمها‭ ‬كفيلق‭ ‬القدس،‭ ‬وصدعت‭ ‬رؤوسنا‭ ‬بتحرير‭ ‬فلسطين‭ ‬ومحو‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬الخارطة،‭ ‬لكن‭ ‬وجدنا‭ ‬فيلق‭ ‬القدس‭ ‬هذا‭ ‬يسفك‭ ‬دماء‭ ‬الأبرياء‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬واليمن‭ ‬والقائمة‭ ‬قابلة‭ ‬للزيادة،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬نره‭ ‬حتى‭ ‬ساعة‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬في‭ ‬القدس‭!.‬