خطوات تعليمية رائدة وصولا لبناء “أكاديميات صناعة الروبوتات”

| محمد الحلِّي

في‭ ‬قراءة‭ ‬للتأثيرات‭ ‬الكبيرة‭ ‬لجائحة‭ ‬كورونا‭ ‬على‭ ‬القطاعات‭ ‬التعليمية‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬اطلعت‭ ‬على‭ ‬تقرير‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬“الإندبندنت”‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬قدرة‭ ‬الأنظمة‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬التأقلم‭ ‬ووضع‭ ‬الحلول‭ ‬الفعالة‭ ‬والخطط‭ ‬البديلة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الجائحة،‭ ‬والاختلاف‭ ‬الكبير‭ ‬والتفاوت‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الأزمة‭ ‬الشديدة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عام‭ ‬كامل،‭ ‬حيث‭ ‬تفاوتت‭ ‬هذه‭ ‬الأنظمة‭ ‬بين‭ ‬التفوق‭ ‬والإيفاء‭ ‬بالمتطلبات‭ ‬الأساسية‭ ‬للتعليم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المراحل‭ ‬الدراسية،‭ ‬وبين‭ ‬الضعف‭ ‬والتوقف،‭ ‬وصولا‭ ‬لانهيار‭ ‬بعض‭ ‬الأنظمة‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬كانت‭ ‬تفاخر‭ ‬بـ‭ ‬“نظامها‭ ‬التعليمي‭ ‬العريق”‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬وضع‭ ‬الخطط‭ ‬البديلة‭ ‬لأوقات‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث،‭ ‬والاعتماد‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬التقليدي‭ ‬المباشر،‭ ‬وقارنتها‭ ‬بتفعيل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الانتقال‭ ‬السريع‭ ‬للتعلم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬المنصات‭ ‬والاحتياجات‭ ‬اللازمة‭ ‬لإنجاح‭ ‬المرحلة‭ ‬بتوجيهات‭ ‬ومتابعة‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬التوجيهات‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬استمرار‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬مقترنا‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬أبنائنا‭ ‬الطلبة‭ ‬التي‭ ‬شكلت‭ ‬ومازالت‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التهاون‭ ‬فيها‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬شكلت‭ ‬هذه‭ ‬الانتقالة‭ ‬خطوة‭ ‬رائدة‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬حيث‭ ‬بنت‭ ‬“التربية”‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬نظاما‭ ‬مستداما‭ ‬بتوفير‭ ‬الأجهزة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬المختلفة‭ ‬مثل‭ ‬الكاميرا‭ ‬الوثائقية‭ ‬وأجهزة‭ ‬التصويت‭ ‬في‭ ‬الحصص‭ ‬المدرسية،‭ ‬وإدخال‭ ‬الأدوات‭ ‬الرقمية‭ ‬المتنوعة‭ ‬التي‭ ‬اعتاد‭ ‬عليها‭ ‬أبناؤنا‭ ‬الطلبة‭ ‬وبذلك‭ ‬تم‭ ‬تطبيقها‭ ‬بسهولة‭ ‬أثناء‭ ‬الجائحة،‭ ‬وما‭ ‬رافقها‭ ‬من‭ ‬خطوات‭ ‬تطويرية‭ ‬للمناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مستمرة‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬وبجهود‭ ‬مضاعفة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لنقل‭ ‬“البوابة‭ ‬التعليمية”‭ - ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬عليها‭ ‬شخصيا‭ ‬مسمى‭ ‬المنصة‭ ‬التعليمية‭ ‬الوطنية‭ ‬للدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬لعبته‭ ‬أثناء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬والتي‭ ‬حققت‭ ‬إنجازا‭ ‬كبيرا‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬بفوزها‭ ‬بجائزة‭ ‬الشيخ‭ ‬سالم‭ ‬الصباح‭ ‬للمعلوماتية‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬المشاريع‭ ‬التقنية‭ ‬لعام‭ ‬2020م‭ - ‬على‭ ‬سيرفرات‭ ‬شركة‭ ‬أمازون‭ ‬العالمية‭ ‬وبناء‭ ‬الشراكات‭ ‬الفعالة‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬ميكروسوفت‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬المرموقة‭ ‬عالميا‭.‬

نقطة‭ ‬أخيرة

لفت‭ ‬نظري‭ ‬وأسعدني‭ ‬الخبر‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬“الديلي‭ ‬تربيون”‭ ‬وتحدث‭ ‬عن‭ ‬استمرار‭ ‬سبع‭ ‬مدارس‭ ‬بالمملكة‭ ‬في‭ ‬التدرب‭ ‬على‭ ‬الروبوتات‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬واستعداد‭ ‬وجاهزية‭ ‬المعلمين‭ ‬وطلبة‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬والأولمبياد‭ ‬العالمية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالروبوتات،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬دعوة‭ ‬للتوسع‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬ببناء‭ ‬أكاديميات‭ ‬صناعة‭ ‬الروبوتات‭ ‬كتجربة‭ ‬لاقت‭ ‬نجاحا‭ ‬هائلا‭ ‬في‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭.‬