سوالف

لا نريد أن تخرج المشكلة عن طورها المألوف

| أسامة الماجد

في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬ذكرنا‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬كلمة‭ ‬يتم‭ ‬ترديدها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجتمعات‭ ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬“الالتزام”‭ ‬لمحاربة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬والخروج‭ ‬بأقل‭ ‬الخسائر،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الفرد‭ ‬هو‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭ ‬عن‭ ‬صحة‭ ‬المجتمع‭ ‬بأكمله،‭ ‬وباجتهاده‭ ‬ستتحقق‭ ‬المعادلة،‭ ‬فالالتزام‭ ‬سلاح‭ ‬فتاك‭ ‬في‭ ‬حربنا‭ ‬ضد‭ ‬وباء‭ ‬كورونا،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والأهلية‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬جدا،‭ ‬لكن‭ ‬الدور‭ ‬الأكبر‭ ‬والأهم‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬الأفراد،‭ ‬ونجاح‭ ‬أية‭ ‬خطة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الوباء‭ ‬يعود‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬لمدى‭ ‬التزام‭ ‬الأفراد‭ ‬بأدوارهم،‭ ‬مثل‭ ‬ممارسة‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمداومة‭ ‬على‭ ‬غسل‭ ‬اليدين‭ ‬وتجنب‭ ‬مخالطة‭ ‬المصابين،‭ ‬ولن‭ ‬تنجح‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬إمكانياتها‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬المهمة‭ ‬بدون‭ ‬تعاون‭ ‬الأفراد‭.‬

من‭ ‬الناحية‭ ‬العملية‭ ‬استطاعت‭ ‬الحكومة‭ ‬وباعتبارها‭ ‬الجهة‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬القيام‭ ‬بواجبها‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬الأكمل،‭ ‬وتميزت‭ ‬بالأسلوب‭ ‬الرائع‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬والمنهجية‭ ‬والرؤية‭ ‬الواضحة‭ ‬والتوجه‭ ‬السليم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحديد‭ ‬ومعالجة‭ ‬المشكلات‭ ‬والاحتياجات‭ ‬ذات‭ ‬الأولوية،‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أشاد‭ ‬كثيرا‭ ‬بما‭ ‬حققته‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬محاربتها‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬ولكن‭ ‬مازالت‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬تتحرك‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬مغلقة‭ ‬وهذا‭ ‬يفسر‭ ‬لنا‭ ‬ازدياد‭ ‬الحالات‭ ‬القائمة‭ ‬الجديدة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬وعدم‭ ‬انتظام‭ ‬العملية‭ ‬بشكل‭ ‬مقلق،‭ ‬فعلى‭ ‬مستوى‭ ‬حجم‭ ‬البحرين‭ ‬فإن‭ ‬تسجيل‭ ‬397‭ ‬حالة‭ ‬قائمة‭ ‬جديدة‭ ‬بكورونا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أمر‭ ‬مقلق‭ ‬فعلا،‭ ‬والصفة‭ ‬الأساسية‭ ‬لما‭ ‬يحصل‭ ‬ودخولنا‭ ‬في‭ ‬الدوامة‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬الوعي‭ ‬والاستهتار،‭ ‬فلغاية‭ ‬اليوم‭ ‬ورغم‭ ‬التوجيهات‭ ‬والتحذيرات،‭ ‬مازال‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬لا‭ ‬يرتدون‭ ‬“الكمام”‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬يضعه‭ ‬كشكل‭ ‬“نص‭ ‬ونص”،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬ينزل‭ ‬“الكمام”‭ ‬على‭ ‬فكه‭ ‬ويدخل‭ ‬المجمعات‭ ‬والمطاعم‭ ‬بعقلية‭ ‬غبية‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬ولا‭ ‬تضمحل،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عوائل‭ ‬غير‭ ‬ملتزمة‭ ‬إطلاقا‭ ‬بالتعليمات‭ ‬بكل‭ ‬المعاني‭ ‬والقوافي‭ ‬وتتكدس‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬“الوالدة‭ ‬أو‭ ‬الوالد”‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التجمع‭ ‬العائلي‭ ‬بمنزلة‭ ‬كنز‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التفريط‭ ‬فيه‭ ‬أبدا‭!!‬

باختصار‭.. ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يلتزم‭ ‬الفرد‭ ‬بالتعليمات‭ ‬سنظل‭ ‬ندور‭ ‬وندور‭ ‬بكل‭ ‬عنف‭ ‬وقسوة‭ ‬ولربما‭ ‬تخرج‭ ‬المشكلة‭ ‬عن‭ ‬طورها‭ ‬المألوف‭.‬