الانتخابات الفلسطينية وفرص حل القضية

| بدور عدنان

لا‭ ‬أخفي‭ ‬سراً‭ ‬عندما‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬الشقاق‭ ‬والخلاف‭ ‬القائم‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬فتباين‭ ‬المواقف‭ ‬والعقيدة‭ ‬وحتى‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المتبعة‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬حركة‭ ‬“حماس”‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬حركة‭ ‬التحرير‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني‭ ‬“فتح”‭ ‬أمر‭ ‬يعلم‭ ‬به‭ ‬الجميع،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬لعب‭ ‬دورا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬طول‭ ‬أمد‭ ‬القضية‭ ‬وعدم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يمكنه‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬حلها،‭ ‬فتجاذب‭ ‬أطراف‭ ‬الخلاف‭ ‬وانغماسهم‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬بعضهم‭ ‬انعكس‭ ‬سلبياً‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬محاولة‭ - ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬أو‭ ‬الخارج‭ - ‬تسعى‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭.‬

لا‭ ‬أعلم‭ ‬هل‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نتفاءل‭ ‬اليوم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعلنت‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬وفتح‭ ‬الممسكة‭ ‬بمفاصل‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬عن‭ ‬توافقهما‭ ‬حول‭ ‬إقامة‭ ‬انتخابات‭ ‬تشريعية‭ ‬ورئاسية‭ ‬وأخرى‭ ‬للمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬سيوحد‭ ‬بالتأكيد‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬للفلسطينين‭ ‬صوت‭ ‬موحد‭ ‬جامع‭ ‬يحظى‭ ‬بالشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬ويمثلهم‭ ‬ويطرح‭ ‬وجهة‭ ‬نظرهم‭ ‬تجاه‭ ‬أي‭ ‬موضوع‭ ‬يخص‭ ‬فلسطين،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬لا‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحتهم‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بفشل‭ ‬أغلب‭ ‬محاولات‭ ‬التوافق‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الفصيلين‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬لكن‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬بارقة‭ ‬أمل‭ ‬بنجاح‭ ‬التوافق‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬الفلسطينية‭ ‬اليوم،‭ ‬فتتمثل‭ ‬في‭ ‬المستجدات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬التي‭ ‬تحتم‭ ‬على‭ ‬القوى‭ ‬الفاعلة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تغيير‭ ‬مواقفها‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬عدم‭ ‬فاعليتها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭. ‬

من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬اليوم‭ ‬أيقنوا‭ ‬أن‭ ‬اقتتالهم‭ ‬واحترابهم‭ ‬الداخلي‭ ‬يحرمهم‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬فرصة‭ ‬أو‭ ‬مبادرة‭ ‬دولية‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬الفاعلين‭ ‬الدوليين‭ ‬أدركوا‭ ‬أن‭ ‬أية‭ ‬محاولة‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬نفسه‭.‬

 

ينتظر‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إصدار‭ ‬المراسيم‭ ‬الثلاثة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الرئيس‭ ‬الفلسطيني‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتحديد‭ ‬موعد‭ ‬الانتخابات،‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬بدء‭ ‬ذوبان‭ ‬الثلج‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتجديد‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬سيحظى‭ ‬بالشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬للقيام‭ ‬بأية‭ ‬مفاوضات،‭ ‬خطوة‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬المسار‭ ‬الصحيح‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬قضية‭ ‬جميع‭ ‬العرب‭.‬