دور جلالة الملك في تقوية الكيان الخليجي وجهود خليفة بن سلمان في رأب الصدع

| عادل عيسى المرزوق

منذ‭ ‬عهد‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬ومنذ‭ ‬تأسيس‭ ‬كيان‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬1981،‭ ‬كان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬المؤمنين‭ ‬والمساندين‭ ‬لأهداف‭ ‬تحقيق‭ ‬التعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات،‭ ‬وتوثيق‭ ‬الروابط‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬الخليجية،‭ ‬وعلى‭ ‬ذات‭ ‬المنهج،‭ ‬أكمل‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬الدرب‭ ‬لإيمان‭ ‬جلالته‭ ‬التام‭ ‬بأن‭ ‬تبقى‭ ‬منظومة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬كيانًا‭ ‬قويًا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الميادين،‭ ‬حاضرًا‭ ‬ومستقبلًا‭.‬

وحتى‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬ركائز‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬فإن‭ ‬دور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مسيرة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الركائز،‭ ‬وهكذا‭ ‬حين‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬تصريح‭ ‬جلالته‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬قمة‭ ‬العلا‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬المجلس‭ ‬“41”،‭ ‬وتقدير‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬لخادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬العزيز،‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء،‭ ‬وما‭ ‬تميزت‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬من‭ ‬حسن‭ ‬إعداد‭ ‬وتنظيم،‭ ‬وما‭ ‬أكد‭ ‬عليه‭ ‬جلالته‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬المواطنين‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬الخير‭ ‬للجميع،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬اتخاذه‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬وتعزيز‭ ‬مسيرة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬نحو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬والترابط‭ ‬والتكامل‭ ‬بين‭ ‬دوله‭ ‬وشعوبه‭ ‬الشقيقة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات،‭ ‬وبما‭ ‬يخدم‭ ‬التطلعات‭ ‬والطموحات‭.‬

ولعل‭ ‬من‭ ‬الطيب‭ ‬أن‭ ‬نستذكر‭ ‬رؤية‭ ‬فقيد‭ ‬الوطن‭ ‬الكبير‭ ‬الراحل‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬والذي‭ ‬أولى‭ ‬كل‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتعزيز‭ ‬روح‭ ‬التكاتف‭ ‬الأخوي‭ ‬والعمل‭ ‬الجماعي‭ ‬الخليجي،‭ ‬ووضع‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬تتلاقى‭ ‬مع‭ ‬طموحات‭ ‬وآمال‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬وتحقق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬والتكامل،‭ ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬مواصلة‭ ‬الإنجاز‭ ‬لتحقيق‭ ‬المكاسب‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬ومواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬التطورات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬المتسارعة‭.‬

إن‭ ‬مواقف‭ ‬البحرين‭ ‬طيلة‭ ‬العقود‭ ‬الأربعة‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬مسيرة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تثبت‭ ‬موقعها‭ ‬بجدارة،‭ ‬وهذا‭ ‬الموقع‭ ‬تأسس‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬قيادتها‭ ‬الحكيمة،‭ ‬وكانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬مصلحة‭ ‬الكيان‭ ‬الخليجي‭ ‬وشعوبه،‭ ‬وظهر‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬قبيل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬انعقاد‭ ‬القمة‭ ‬حينما‭ ‬صرح‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬عبداللطيف‭ ‬الزياني‭ ‬عن‭ ‬بدء‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬الخليجي‭ ‬تحقيقًا‭ ‬لأهداف‭ ‬المستقبل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يجمع‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬من‭ ‬وشائج‭ ‬وروابط،‭ ‬والتزامات‭ ‬يمليها‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬للمجلس‭ ‬والمواثقين‭ ‬والعهود‭ ‬والاتفاقيات،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬لتحقيق‭ ‬التطلعات‭.‬

لقد‭ ‬فتحت‭ ‬قمة‭ ‬العلا‭ ‬بشائر‭ ‬الخير،‭ ‬وهي‭ ‬بشائر‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬خصوصًا‭ ‬بالدعوة‭ ‬لإنهاء‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬بالطرق‭ ‬السلمية‭ ‬وفق‭ ‬المواثيق‭ ‬الدول‭ ‬وإحلال‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬لصالح‭ ‬كافة‭ ‬دول‭ ‬وشعوب‭ ‬المنطقة،‭ ‬وعودة‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭ ‬تعني‭ ‬السير‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬القادة‭ ‬من‭ ‬الأجداد‭ ‬والآباء،‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬أن‭ ‬يوفق‭ ‬قادتنا‭ ‬حفظهم‭ ‬الله‭ ‬ويسدد‭ ‬خطاهم‭ ‬وينعم‭ ‬على‭ ‬أوطاننا‭ ‬وشعوبنا‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬والنهضة‭ ‬والسلام‭ ‬والاستقرار‭.‬