صور مختصرة

تاريخ المنتج “صبانة في تريب رمل”

| عبدالعزيز الجودر

سلامة‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬المتوافرة‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬الطعام‭ ‬واستقراره‭ ‬الميكروبيولوجي‭ ‬والمادي‭ ‬وتوفير‭ ‬الحماية‭ ‬اللازمة‭ ‬من‭ ‬التسمم‭ ‬الغذائي‭ ‬والبكتيريا‭ ‬الضارة‭ ‬وضمان‭ ‬صحة‭ ‬الناس‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة،‭ ‬ونحن‭ ‬المواطنون‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬كبيرة‭ ‬بجميع‭ ‬أجهزتنا‭ ‬الصحية‭ ‬وما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬

وفي‭ ‬المنحى‭ ‬نفسه‭ ‬تقوم‭ ‬الأجهزة‭ ‬الصحية‭ ‬بواجبها‭ ‬وهي‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬موقع،‭ ‬ولهم‭ ‬منا‭ ‬جزيل‭ ‬الشكر‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يقومون‭ ‬به،‭ ‬لكننا‭ ‬كمستهلكين‭ ‬نحتار‭ ‬أثناء‭ ‬بحثنا‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬المنتج‭ ‬الغذائي‭ ‬الذي‭ ‬بين‭ ‬أيدينا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بشرائه،‭ ‬وفي‭ ‬مواقف‭ ‬كثيرة‭ ‬نطلب‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬بالمحل‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬زبائنه‭ ‬مساعدتنا‭ ‬في‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬ضالتنا‭ ‬“اللي‭ ‬دار‭ ‬راسنه”‭ ‬ونحن‭ ‬نبحث‭ ‬عنها‭.‬

هذه‭ ‬الصور‭ ‬أصبحت‭ ‬مألوفة‭ ‬لنا،‭ ‬نرصدها‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأسواق‭ ‬الغذائية‭ ‬والبرادات،‭ ‬خصوصا‭ ‬عند‭ ‬كبار‭ ‬المواطنين‭ ‬وكاتب‭ ‬السطور‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬هؤلاء،‭ ‬فقبل‭ ‬يومين‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الأسواق‭ ‬الغذائية‭ ‬الكبيرة‭ ‬“تطاولت‭ ‬روتي‭ ‬من‭ ‬الروشنه‭ ‬المحطوط‭ ‬فيها”،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬أضعه‭ ‬في‭ ‬عربة‭ ‬التبضع‭ ‬قمت‭ ‬بالبحث‭ ‬والتقصي‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬الإنتاج‭ ‬وانتهاء‭ ‬الصلاحية‭ ‬“أشميدكم‭ ‬يلست‭ ‬أقولب‭ ‬فيه‭ ‬مدة”‭ ‬كي‭ ‬أعثر‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬التاريخ‭ ‬فلم‭ ‬أجده،‭ ‬ما‭ ‬اضطرني‭ ‬للجوء‭ ‬إلى‭ ‬مكبرة‭ ‬هاتفي،‭ ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬لي‭ ‬ولغيري،‭ ‬وأنا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬الأخيرة‭ ‬طالما‭ ‬تتعمد‭ ‬تلك‭ ‬المخابز‭ ‬والمصانع‭ ‬والشركات‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬تلك‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬إخفاء‭ ‬تلك‭ ‬التواريخ‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬يصعب‭ ‬الحصول‭ ‬عليها،‭ ‬وتتعمد‭ ‬كتابتها‭ ‬“بالبنط‭ ‬الصغير‭ ‬لزوم‭ ‬الضقبرة‭ ‬وكأنها‭ ‬صبانة‭ ‬في‭ ‬تريب‭ ‬رمل”‭.‬

لهذا‭ ‬الأمر‭ ‬المهم‭ ‬جدا‭ ‬لصحة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬التحرك‭ ‬السريع‭ ‬وذلك‭ ‬بإلزام‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الغذائية‭ ‬التي‭ ‬تستهتر‭ ‬بصحة‭ ‬المستهلكين‭ ‬وتعرضهم‭ ‬للخطر‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬محلية‭ ‬أو‭ ‬خارجية،‭ ‬وذلك‭ ‬إما‭ ‬بالقيام‭ ‬بتكبير‭ ‬بنط‭ ‬حروف‭ ‬تواريخ‭ ‬منتجاتها‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬بارز‭ ‬على‭ ‬غلاف‭ ‬المنتج‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬بطاقته‭ ‬الأصلية،‭ ‬أو‭ ‬منعها‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬السوق‭ ‬المحلي‭ ‬لأن‭ ‬صحة‭ ‬الناس‭ ‬“مب‭ ‬لعبة‭ ‬يهال‭ ‬يخيطون‭ ‬وبيطون‭ ‬فيها”‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬