ما وراء الحقيقة

سياسة بايدن بالعالم العربي

| د. طارق آل شيخان الشمري

تشير‭ ‬الدلائل‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بايدن‭ ‬ونائبته‭ ‬كاميلا‭ ‬هاريس‭ ‬سيقودان‭ ‬دفة‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬القادمة،‭ ‬وبالطبع‭ ‬فإن‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬لديهم‭ ‬سياسة‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬الجمهوريين‭ ‬بقيادة‭ ‬ترامب،‭ ‬وهذه‭ ‬السياسة‭ ‬بمجملها‭ ‬مختلفة‭ ‬اختلافا‭ ‬جذريا‭ ‬كاختلاف‭ ‬الليل‭ ‬مع‭ ‬النهار‭ ‬والحر‭ ‬مع‭ ‬البرد‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬القضايا،‭ ‬سواء‭ ‬القضايا‭ ‬والشؤون‭ ‬الأميركية‭ ‬الداخلية‭ ‬أو‭ ‬الخارجية،‭ ‬ولن‭ ‬نخوض‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬الداخلية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الخارجية‭ ‬إلا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بسياسات‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬بقيادة‭ ‬بايدن‭ ‬وهاريس‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬العربي‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭.‬

وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬الغوص‭ ‬في‭ ‬التفاصيل‭ ‬المملة‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬للقارئ،‭ ‬سنحاول‭ ‬الاختصار‭ ‬وتبسيط‭ ‬الأمور‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬الفكرة‭ ‬إلى‭ ‬القراء‭ ‬بسهولة‭ ‬كبيرة،‭ ‬وأول‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬سيطبقها‭ ‬الثنائي‭ ‬بايدن‭-‬هاريس‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬عقدة‭ ‬الأقليات‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬وتعاني‭ ‬منها‭ ‬أيضا‭ ‬هاريس‭ ‬كونها‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬الأقليات،‭ ‬فالديمقراطيون‭ ‬يعتقدون‭ ‬أنهم‭ ‬المنقذون‭ ‬الذين‭ ‬أرسلهم‭ ‬الله‭ ‬لإنقاد‭ ‬كل‭ ‬الأقليات‭ ‬بالعالم‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬أقليات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬نفسها،‭ ‬وقد‭ ‬رأينا‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬الرهيبة‭ ‬لما‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نسميه‭ ‬بمظلومية‭ ‬السود‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬صور‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬واليسار‭ ‬الأميركي‭ ‬معهم،‭ ‬أن‭ ‬السود‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬ظلم‭ ‬واستبداد‭ ‬وعنصرية‭ ‬وتفرقة،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بتعامل‭ ‬الشرطة‭ ‬معهم،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬السود‭ ‬أنفسهم‭ ‬صدقوا‭ ‬هذه‭ ‬المظلومية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬السود‭ ‬وتجييرهم‭ ‬بالانتخابات،‭ ‬وكانوا‭ ‬صوتا‭ ‬مرجحا‭ ‬للديمقراطيين‭ ‬بالفوز‭ ‬بالانتخابات‭.‬

لهذا،‭ ‬فإن‭ ‬قضية‭ ‬الأقليات‭ ‬والمظلومية‭ ‬سيستخدمها‭ ‬بايدن‭ ‬وهاريس‭ ‬بالعالم‭ ‬العربي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحريض‭ ‬ودعم‭ ‬من‭ ‬يسمون‭ ‬بدعاة‭ ‬مناصرة‭ ‬المرأة‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير‭ ‬والديمقراطية،‭ ‬وما‭ ‬يسمى‭ ‬بحقوق‭ ‬الأقليات‭ ‬الدينية‭ ‬سواء‭ ‬التي‭ ‬تدعي‭ ‬سنيتها‭ ‬أو‭ ‬شيعيتها‭ ‬أو‭ ‬الأقليات‭ ‬الدينية‭ ‬الأخرى‭ ‬كالمسيحية،‭ ‬بتحريض‭ ‬طبعا‭ ‬من‭ ‬اللوبي‭ ‬المسيحي‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬واليهودية‭ ‬وبقية‭ ‬الأديان‭ ‬الأخرى،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لدعم‭ ‬المثليين‭ ‬والشواذ‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬أو‭ ‬النساء،‭ ‬وكذلك‭ ‬دعم‭ ‬دعاة‭ ‬العادات‭ ‬والممارسات‭ ‬الشاذة‭ ‬كعبادة‭ ‬الشيطان‭ ‬أو‭ ‬أية‭ ‬ممارسات‭ ‬يحاربها‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬المحافظ‭ ‬التي‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬القيم‭ ‬الإسلامية‭ ‬والمسيحية،‭ ‬لهذا‭ ‬علينا‭ ‬الاستعداد‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬لهذه‭ ‬السياسة‭ .‬