زبدة القول

وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار الزائفة

| د. بثينة خليفة قاسم

أصبحت‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وخصوصا‭ ‬الفيسبوك‭ ‬ساحة‭ ‬واسعة‭ ‬لنشر‭ ‬الأخبار‭ ‬الزائفة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأفراد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والذباب‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬وبشكل‭ ‬يلحق‭ ‬الأذى‭ ‬بالناس‭ ‬ويؤدي‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬الكراهية‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬المختلفة‭ ‬وبين‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الواحد‭. ‬

إن‭ ‬أخطر‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬اللاأخلاقية‭ ‬أن‭ ‬القليل‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬التحقق‭ ‬بوسيلة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬ما‭ ‬ينشر‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تجد‭ ‬غالبية‭ ‬المتابعين‭ ‬يقومون‭ ‬بتبني‭ ‬مواقف‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬أو‭ ‬دول‭ ‬أو‭ ‬مؤسسات‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬أخبار‭ ‬زائفة‭ ‬في‭ ‬الأساس‭.‬

وليسأل‭ ‬كل‭ ‬منا‭ ‬نفسه‭ ‬كم‭ ‬مرة‭ ‬قام‭ ‬بالتحقق‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬هذا‭ ‬الخبر‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتخذ‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ ‬كقضية‭ ‬مسلم‭ ‬بها،‭ ‬أو‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بتسجيل‭ ‬إعجابه‭ ‬والتفاعل‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬النشر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى؟‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬شعور‭ ‬الإنسان‭ ‬عندما‭ ‬يقوم‭ ‬بإعادة‭ ‬نشر‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬على‭ ‬فيسبوك‭ ‬أو‭ ‬تويتر،‭ ‬ثم‭ ‬يكتشف‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬ضحية‭ ‬هو‭ ‬ومن‭ ‬قبله‭ ‬لصناع‭ ‬الأخبار‭ ‬الزائفة‭ ‬وأنه‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬إلحاق‭ ‬الأذى‭ ‬بهذه‭ ‬الفئة‭ ‬أو‭ ‬هذه‭ ‬الأسرة‭ ‬أو‭ ‬هذا‭ ‬الشخص؟

وليضع‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬موضع‭ ‬شخص‭ ‬مريض‭ ‬شاهد‭ ‬وسمع‭ ‬خبر‭ ‬وفاته‭ ‬على‭ ‬الفيسبوك،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الشخص‭ ‬أو‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬صنعت‭ ‬الخبر‭ ‬الزائف‭ ‬واستخدمت‭ ‬الذباب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬في‭ ‬نشره‭ ‬لها‭ ‬مصلحة‭ ‬أو‭ ‬لها‭ ‬معركة‭ ‬مع‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬أو‭ ‬شخص‭ ‬آخر،‭ ‬فعلى‭ ‬آحاد‭ ‬الناس‭ ‬الموجودين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬ألا‭ ‬يقعوا‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬التضليل‭ ‬وأن‭ ‬يستخدموا‭ ‬عن‭ ‬جهل‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬معارك‭ ‬لا‭ ‬مصلحة‭ ‬لهم‭ ‬فيها‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬قيام‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بسن‭ ‬قوانين‭ ‬لمحاسبة‭ ‬من‭ ‬يسيء‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أخلاق‭ ‬الإنسان‭ ‬وثقافته‭ ‬ستبقى‭ ‬الشيء‭ ‬الأكيد‭ ‬للتحكم‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬التي‭ ‬فتحت‭ ‬الباب‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكتب‭ ‬شيئا‭.‬