سوالف

بيان العلا... التنظيم والتصدي للتهديدات الإيرانية

| أسامة الماجد

المتتبع‭ ‬لتاريخ‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬سيلاحظ‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬مر‭ ‬بتحديات‭ ‬وصعوبات‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وحرب‭ ‬تحرير‭ ‬الكويت،‭ ‬وعاصر‭ ‬ظروفا‭ ‬إقليمية‭ ‬عديدة‭ ‬ومتقلبة‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والأمنية،‭ ‬ولا‭ ‬يزال،‭ ‬ولكن‭ ‬بالحكمة‭ ‬والتماسك‭ ‬وبعد‭ ‬النظر‭ ‬استطاع‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬أن‭ ‬يستكمل‭ ‬مسيرته‭ ‬ليحقق‭ ‬طموحات‭ ‬أبناء‭ ‬الخليج‭ ‬وتطلعاتهم‭ ‬ويعكس‭ ‬للعالم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬كيان‭ ‬واحد‭ ‬وبنيان‭ ‬مرصوص،‭ ‬ويأتي‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬بيان‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬الـ‭ ‬41‭ ‬التي‭ ‬استضافتها‭ ‬مدينة‭ ‬العلا‭ ‬السعودية‭ ‬كانطلاقة‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭ ‬المشرق‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬بيد‭ ‬واحدة‭ ‬ومواصلة‭ ‬البناء‭ ‬والإنجازات‭ ‬وتعزيز‭ ‬مسيرة‭ ‬الازدهار‭ ‬لتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬وأماني‭ ‬أهل‭ ‬الخليج‭.‬

كما‭ ‬حملت‭ ‬الكلمة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬رؤية‭ ‬عميقة‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والطمأنينة‭ ‬لشعوب‭ ‬دولنا،‭ ‬فيقول‭ ‬سموه‭ (‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬أحوج‭ ‬ما‭ ‬نكون‭ ‬لتوحيد‭ ‬جهودنا‭ ‬للنهوض‭ ‬بمنطقتنا‭ ‬ومواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬بنا،‭ ‬خصوصا‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬يمثلها‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬للنظام‭ ‬الإيراني‭ ‬وبرنامجه‭ ‬للصواريخ‭ ‬البالستية‭ ‬ومشاريعه‭ ‬التخريبية‭ ‬الهدامة‭.. ‬علينا‭ ‬جميعاً‭ ‬أن‭ ‬نستدرك‭ ‬الأهداف‭ ‬السامية‭ ‬والمقومات‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬عليها‭ ‬المجلس،‭ ‬لاستكمال‭ ‬المسيرة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات،‭ ‬وتم‭ ‬تأسيس‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬دولنا‭ ‬من‭ ‬علاقة‭ ‬خاصة‭ ‬وقواسم‭ ‬مشتركة‭ ‬متمثلة‭ ‬بأواصر‭ ‬العقيدة‭ ‬والقربى‭ ‬والمصير‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬شعوبنا‭).‬

نحن‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬كالجسد‭ ‬الواحد،‭ ‬والمساس‭ ‬بأمن‭ ‬دولة‭ ‬هو‭ ‬مساس‭ ‬ويؤثر‭ ‬تأثيرا‭ ‬مباشرا‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬لهذا‭ ‬فإن‭ ‬الموقف‭ ‬الموحد‭ ‬والمتماسك‭ ‬ضد‭ ‬التهديدات‭ ‬الإيرانية‭ ‬كما‭ ‬بين‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬فإيران‭ ‬عدو‭ ‬الخليج‭ ‬الأول‭ ‬وتدخلاتها‭ ‬في‭ ‬شؤوننا‭ ‬الداخلية‭ ‬ودعم‭ ‬الإرهابيين‭ ‬والمخربين‭ ‬لن‭ ‬ينتهي،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬التنظيم‭ ‬والتصدي‭ ‬للأخطار‭ ‬المحيطة‭ ‬بنا‭ ‬ولكل‭ ‬من‭ ‬يتآمرعلينا،‭ ‬فالتجارب‭ ‬والدروس‭ ‬التي‭ ‬مررنا‭ ‬بها‭ ‬كفيلة‭ ‬بأن‭ ‬تنير‭ ‬الطريق‭ ‬أمامنا‭ ‬دائما‭.‬