زبدة القول

هل سيدفع اللبنانيون ثمنا جديدا لحروب الملالي؟

| د. بثينة خليفة قاسم

من‭ ‬جديد‭ ‬إيران‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تأكل‭ ‬بأسنان‭ ‬غيرها،‭ ‬قائد‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الإيراني‭ ‬يهدد‭ ‬إسرائيل‭ ‬بصواريخ‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني‭ ‬وصواريخ‭ ‬غزة‭! ‬وكأن‭ ‬إيران‭ ‬خلقت‭ ‬لتستخدم‭ ‬الأذناب‭ ‬والوكلاء‭ ‬الموجودين‭ ‬خارج‭ ‬حدودها‭ ‬لمناكفة‭ ‬العالم‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تخسر‭ ‬هي‭ ‬نقطة‭ ‬دم‭ ‬واحدة،‭ ‬فإلى‭ ‬متى‭ ‬ستبقى‭ ‬إيران‭ ‬تستخدم‭ ‬الأراضي‭ ‬العربية‭ ‬والدماء‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها؟

لقد‭ ‬تلقت‭ ‬إيران‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ضربة‭ ‬مهينة‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬تقريبا،‭ ‬فقد‭ ‬قتل‭ ‬رمز‭ ‬من‭ ‬رموزها‭ ‬وقائد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬قادتها‭ ‬وهو‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني‭ ‬قائد‭ ‬حرسها‭ ‬الثوري‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تفعل‭ ‬شيئا‭ ‬سوى‭ ‬التهديدات‭ ‬الجوفاء‭ ‬وإطلاق‭ ‬القذائف‭ ‬الفاشلة‭ ‬قرب‭ ‬أماكن‭ ‬تواجد‭ ‬الأميركيين‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬ثم‭ ‬قتل‭ ‬عالم‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬علمائها‭ ‬النوويين‭ ‬“محسن‭ ‬فخري‭ ‬زادة”‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تنفذ‭ ‬أيا‭ ‬من‭ ‬تهديداتها‭.‬

والآن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬لبنان‭ ‬ستكون‭ ‬المنصة‭ ‬والخط‭ ‬الأمامي‭ ‬لإيران‭ ‬لتوجيه‭ ‬صواريخ‭ ‬انتقامية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬حساب‭ ‬للثمن‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يدفعه‭ ‬لبنان‭ ‬الجريح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مغامرات‭ ‬الملالي‭ ‬وأذنابهم‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬اللبنانية،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬تيار‭ ‬المستقبل‭ ‬سعد‭ ‬الحريري‭ ‬رد‭ ‬على‭ ‬قائد‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الإيراني‭ ‬وقال‭ ‬له‭ ‬إن‭ ‬لبنان‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬منصة‭ ‬للعبث‭ ‬الإيراني،‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬الخط‭ ‬الأمامي‭ ‬لحروب‭ ‬إيران،‭ ‬وأن‭ ‬لبنان‭ ‬مستقل‭ ‬وله‭ ‬سيادة،‭ ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬سيستمع‭ ‬وكلاء‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬لهذا‭ ‬الكلام‭ ‬أم‭ ‬سيقومون‭ ‬بتنفيذ‭ ‬أوامر‭ ‬طهران‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الشعب‭ ‬اللبناني؟

الصورة‭ ‬الحالية‭ ‬تعيد‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬‮٢٠٠٦‬‭ ‬حين‭ ‬أعلن‭ ‬زعيم‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬صواريخه‭ ‬ستصل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬بعد‭ ‬حيفا‭ ‬وكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار‭ ‬الذي‭ ‬رأيناه‭ ‬في‭ ‬بيروت،‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬جرى‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتأثر‭ ‬إيران‭ ‬بشيء‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬تفقد‭ ‬قطرة‭ ‬دم،‭ ‬لأن‭ ‬الوكلاء‭ ‬والأذناب‭ ‬يتولون‭ ‬الحرب‭ ‬عنها‭ ‬بالوكالة‭.‬