المحرق.. أم المدن في 224 عاما (2)

| د. حسين المهدي

هنأ‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر،‭ ‬على‭ ‬تحمله‭ ‬“أمانة‭ ‬المسؤولية‭ ‬وأعباءها‭ ‬كولي‭ ‬للعهد‭ ‬ورئيس‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء”،‭ ‬داعين‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬عون‭ ‬سموه‭ ‬لتعزيز‭ ‬مكتسبات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والشاملة‭ ‬للمملكة‭ ‬مع‭ ‬تبوؤها‭ ‬مرتبة‭ ‬متقدمة‭ ‬لمؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ (‬2020‭)‬،‭ ‬موثقين‭ ‬دور‭ ‬المؤسسين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬عموماً،‭ ‬وفي‭ ‬النشأة‭ ‬الحديثة‭ ‬للمحرق‭ ‬“أم‭ ‬المدن”‭ ‬خصوصا،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬أسسها‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قبل‭ ‬224‭ ‬عاما‭ (‬1796‭)‬،‭ ‬وأصبحت‭ ‬عاصمة‭ ‬البلاد‭ (‬1810‭ - ‬1932‭)‬،‭ ‬مستعرضين‭ ‬“طريق‭ ‬الحرير”‭ ‬ذا‭ ‬الـ‭ ‬3،5‭ ‬كيلومترات‭ ‬والمكون‭ ‬من‭ ‬26‭ ‬بيتاً،‭ ‬من‭ ‬“قلعة‭ ‬بوماهر”،‭ ‬أنشئت‭ ‬في‭ (‬1840‭)‬،‭ ‬وصولاً‭ ‬“لبيت‭ ‬سيادي”‭ ‬كمتحف‭ ‬لصناعة‭ ‬وتجارة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الطبيعي‭ ‬حيث‭ ‬اقتنى‭ ‬جاك‭ ‬كارتييه‭ ‬بعضاً‭ ‬منه‭ (‬1912‭)‬،‭ ‬مروراً‭ ‬“ببيت‭ ‬عائلة‭ ‬الجلاهمة”‭ ‬و”بيت‭ ‬بدر‭ ‬غلوم”‭ ‬و”بيت‭ ‬فخرو”‭ ‬ثم‭ ‬“بيت‭ ‬جاسم‭ ‬مراد”،‭ ‬و”بيت‭ ‬محمود‭ ‬العلوي”،‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭.‬

واليوم‭ ‬نستكمل‭ ‬باقي‭ ‬“طريق‭ ‬الحرير”‭ ‬“كمجلس‭ ‬النوخذة‭ ‬جاسم‭ ‬عجاج”‭ ‬للغواصين،‭ ‬و”بيت‭ ‬جمشير”‭ ‬في‭ ‬فريج‭ ‬البنائين‭ ‬بهندسته‭ ‬ومواد‭ ‬بنائه‭ ‬كأنموذج‭ ‬للبيت‭ ‬البحريني‭ ‬القديم،‭ ‬و”بيت‭ ‬الغوص”‭ ‬بجزيرة‭ ‬الحالة،‭ ‬و”دار‭ ‬المحرق”‭ ‬و”دار‭ ‬الجناع”،‭ ‬“سوق‭ ‬القيصرية”‭ ‬و”بيت‭ ‬الكورار”‭ (‬2007‭) ‬لحياكة‭ ‬خيوط‭ ‬الذهب،‭ ‬و”دار‭ ‬الفن”‭ ‬لأعمال‭ ‬فنانين‭ ‬بحرينيين‭ ‬و”بيت‭ ‬التراث‭ ‬المعماري”‭ ‬برسوماته‭ ‬للمحرق‭ ‬للمهندس‭ ‬“جون‭ ‬ياروود”‭ ‬رئيس‭ ‬إدارة‭ ‬التجديد‭ ‬الحضري‭ ‬الأسبق،‭ ‬وأول‭ ‬مدرسة‭ ‬للبنين‭ ‬“الهداية‭ ‬الخليفية”‭ - ‬معرض‭ ‬لتاريخ‭ ‬التعليم‭ - (‬1919‭) ‬و”المكتبة‭ ‬الخليفية”‭ ‬بقلب‭ ‬المحرق،‭ ‬وجناح‭ ‬البحرين‭ ‬“آثار‭ ‬خضراء‭ -‬إكسبو‭ ‬ميلانو”‭ (‬2015‭)‬،‭ ‬و”متحف‭ ‬راشد‭ ‬العريفي”‭ (‬1994‭)‬،‭ ‬ومركز‭ ‬“ذاكرة‭ ‬البيت”‭ ‬للشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬كأول‭ ‬ملتقى‭ ‬ثقافي‭ ‬بالمحرق،‭ ‬وله‭ ‬25‭ ‬فرعاً،‭ ‬مثل‭ ‬“بيت‭ ‬عبدالله‭ ‬الزايد”‭ ‬مؤسس‭ ‬أول‭ ‬صحيفة‭ ‬أسبوعية‭ (‬1939‭)‬،‭ ‬ونختم‭ ‬بـ‭ ‬“بيت‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة”‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ (‬1869‭ - ‬1932‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬كأفضل‭ ‬نماذج‭ ‬العمارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬والمشيد‭ ‬في‭ ‬1800م‭.‬

وقدر‭ ‬المؤرخ‭ ‬مبارك‭ ‬الخاطر‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬“المحرق‭.. ‬رواد‭ ‬ومبدعون”‭ (‬2000م‭) ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬المحرق‭ ‬بـ‭ ‬20،000‭ ‬وقدرها‭ ‬لوريمر‭ ‬بنحو‭ ‬25،000‭ (‬1820‭ - ‬1842‭)‬،‭ ‬بنهاية‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬بلغ‭ ‬30،000‭ ‬نسمة،‭ ‬ووفقا‭ ‬للتعدادين‭ ‬للعامين‭ (‬1941‭) ‬و‭(‬1950‭) ‬بلغ‭ ‬21،439‭ ‬و25،577‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬وبالتعداد‭ ‬الثالث‭ ‬لعام‭ (‬1959‭) ‬32،302،‭ ‬ببداية‭ ‬الستينات‭ ‬بلغ‭ ‬35،000‭. ‬بالتعداد‭ ‬الرابع‭ ‬لعام‭ (‬1965‭) ‬بلغ‭ ‬41،143‭ ‬نسمة‭. ‬وتضاعف‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬محافظة‭ ‬المحرق‭ ‬6‭.‬5‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬54‭ ‬عاما،‭ ‬في‭ (‬2019‭) ‬إلى‭ ‬268،000‭ ‬بنسبة‭ (‬18‭ %) ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬السكان،‭ ‬لتأتي‭ ‬رابعاً،‭ ‬بعد‭ ‬محافظات‭ ‬العاصمة‭ (‬36.3‭ %)‬،‭ ‬والشمالية‭ (‬24.9‭ %) ‬والجنوبية‭ (‬20.6‭ %).‬