زبدة القول

وداعا العام 2020

| د. بثينة خليفة قاسم

رحل‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬بكل‭ ‬مآسيه،‭ ‬وجاء‭ ‬العام‭ ‬2021،‭ ‬وستبقى‭ ‬كلمة‭ ‬20‭ ‬كلمة‭ ‬مخيفة‭ ‬ومرتبطة‭ ‬بكل‭ ‬المشاعر‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعيشها‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض،‭ ‬بالنسبة‭ ‬لجيلي‭ ‬وعدة‭ ‬أجيال‭ ‬قبلي،‭ ‬لم‭ ‬نر‭ ‬عاما‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬والرعب‭ ‬والكوابيس‭ ‬مثل‭ ‬العام‭ ‬2020،‭ ‬ففي‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬رحل‭ ‬انكسر‭ ‬كبرياء‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬ووقف‭ ‬الكبير‭ ‬قبل‭ ‬الصغير‭ ‬عاجزا‭ ‬ضعيفا‭ ‬خائفا‭ ‬أمام‭ ‬مخلوق‭ ‬لا‭ ‬تراه‭ ‬العين،‭ ‬دروس‭ ‬قاسية‭ ‬تعلمها‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬مثله‭ ‬منذ‭ ‬مئة‭ ‬عام‭. ‬

فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬العلماء‭ ‬عكفوا‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬أسباب‭ ‬ذلك‭ ‬الفيروس‭ ‬القاتل‭ ‬وكيفية‭ ‬التصدي‭ ‬له‭ ‬وكيفية‭ ‬إنتاج‭ ‬لقاح‭ ‬يقي‭ ‬منه‭ ‬أو‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الإصابة،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬العلماء‭ ‬نجحوا‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬اللقاح‭ ‬الذي‭ ‬يحقق‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الأمان‭ ‬وينزع‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬قلوب‭ ‬البشر،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أسرارا‭ ‬بقيت‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬الذي‭ ‬أذل‭ ‬رقاب‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬ثروات‭ ‬وأدوات‭ ‬وسلاح‭.‬

من‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬لم‭ ‬يعش‭ ‬لحظات‭ ‬رعب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬رحل؟‭ ‬ذلك‭ ‬الرعب‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬ينفرون‭ ‬من‭ ‬أقرب‭ ‬الناس‭ ‬إليهم‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬العدوى،‭ ‬وياله‭ ‬من‭ ‬إحساس‭ ‬مرير‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬الإنسان‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬المرض‭ ‬وتحت‭ ‬وطأة‭ ‬تخلي‭ ‬أهله‭ ‬وذويه‭ ‬عنه‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬أشد‭ ‬الحاجة‭ ‬إليهم‭. ‬فهل‭ ‬سيشهد‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬نهاية‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬المخيف؟‭.‬