جمعيات على الورق

| زهير توفيقي

حكومتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬بذلت‭ ‬وتبذل‭ ‬الغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬لتوفير‭ ‬كل‭ ‬احتياجات‭ ‬شعبها‭ ‬الوفي،‭ ‬والجميع‭ ‬يشهد‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬ورغم‭ ‬إمكانياتها‭ ‬ومواردها‭ ‬المحدودة‭ ‬تعمل‭ ‬وتواصل‭ ‬برامجها‭ ‬ومشاريعها‭ ‬التنموية‭ ‬المختلفة‭ ‬كالإسكان‭ ‬والبنى‭ ‬التحتية‭ ‬والصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الخدمات،‭ ‬وكما‭ ‬يعلم‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬كغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬عانت‭ ‬من‭ ‬وباء‭ ‬كورونا،‭ ‬ولا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أطيل‭ ‬على‭ ‬القراء‭ ‬عن‭ ‬تبعات‭ ‬هذا‭ ‬المرض،‭ ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬أين‭ ‬دور‭ ‬بعض‭ ‬الجمعيات‭ ‬المهنية‭ ‬والخيرية‭ ‬والشبابية‭ ‬والنسائية‭ ‬وغيرها‭! ‬ماذا‭ ‬فعلت‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬الجائحة؟‭ ‬متى‭ ‬تفيق‭ ‬من‭ ‬سباتها‭ ‬وتتفاعل‭ ‬مع‭ ‬الأحداث‭ ‬المتسارعة‭ ‬المختلفة‭ ‬وتقوم‭ ‬بدورها‭ ‬تجاه‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وتلتزم‭ ‬بواجباتها‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬شكلت؟‭ ‬أفيدونا‭ ‬أفادكم‭ ‬الله،‭ ‬فمع‭ ‬احترامي‭ ‬لها‭ ‬فإن‭ ‬دور‭ ‬الجمعيات‭ ‬عندنا‭ ‬أصبح‭ ‬لا‭ ‬يسمن‭ ‬ولا‭ ‬يغني‭ ‬من‭ ‬جوع‭.‬

دور‭ ‬الجمعيات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬مهم‭ ‬جدًا‭ ‬بل‭ ‬محوري،‭ ‬وجهودها‭ ‬مكملة‭ ‬لدور‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬لمكافحة‭ ‬كورونا،‭ ‬فدورها‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬وتثقيف‭ ‬الأمة‭ ‬وبدء‭ ‬حملات‭ ‬توعوية‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬ومراكز‭ ‬التسوق‭ ‬والإعلام‭ ‬المرئي‭ ‬والمسموع‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬وسائل‭ ‬مهمة‭ ‬وأدوات‭ ‬سريعة‭ ‬الانتشار‭ ‬ومؤثرة‭ ‬ولا‭ ‬تكلف‭ ‬شيئا،‭ ‬نحتاج‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬جهة‭ ‬رسمية‭ ‬مرخصة‭ ‬تنقل‭ ‬معلومات‭ ‬مفيدة‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬الإعلانات‭ ‬وتصوير‭ ‬ملابسنا‭ ‬وأطباقنا‭ ‬والإشاعات‭ ‬المغرضة‭ ‬التي‭ ‬تهدم‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أفراد‭ ‬وجماعات‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬الخير‭ ‬لوطننا‭ ‬الغالي‭.‬

لقد‭ ‬بات‭ ‬التواصل‭ ‬وسيلة‭ ‬رائعة‭ ‬وسهلة‭ ‬ومتوفرة‭ ‬لدى‭ ‬الجميع،‭ ‬وكنت‭ ‬أتمنى‭ ‬وأنا‭ ‬أتابع‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمنصات‭ ‬الإعلامية‭ ‬مساهمات‭ ‬خلاقة‭ ‬ومفيدة‭ ‬من‭ ‬الجمعيات،‭ ‬فلا‭ ‬ضير‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬الجميع‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬تخصصه‭ ‬في‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬هذا‭ ‬الوباء،‭ ‬فليكن‭ ‬العمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد‭ ‬شعارنا،‭ ‬وأن‭ ‬نعمل‭ ‬يدًا‭ ‬بيد‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬المنشودة،‭ ‬وكما‭ ‬ذكرت‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬سابقة‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬عدد‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬والمهنية‭ ‬والنفع‭ ‬العام‭ ‬مقارنة‭ ‬بعدد‭ ‬سكانها،‭ ‬وهذا‭ ‬الكم‭ ‬يشتت‭ ‬الجهود‭ ‬والموازنة‭ ‬المخصصة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬وكذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬للجهات‭ ‬الداعمة‭ ‬من‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وكما‭ ‬ذكرت‭ ‬في‭ ‬عنوان‭ ‬المقال‭ ‬لا‭ ‬نريدها‭ ‬جمعيات‭ ‬على‭ ‬الورق،‭ ‬بل‭ ‬جمعيات‭ ‬فعالة‭ ‬ونشطة‭ ‬وصادقة،‭ ‬وأتمنى‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬تقبل‭ ‬كلامي‭ ‬بصدر‭ ‬رحب‭ ‬حيث‭ ‬أؤكد‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬خدمة‭ ‬وطننا‭ ‬الغالي‭ ‬والعمل‭ ‬بكل‭ ‬إخلاص‭ ‬لبلوغ‭ ‬الغايات،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬والجميع‭ ‬بألف‭ ‬خير‭.‬