عام ميلادي جديد

| عبدعلي الغسرة

ينقضي‭ ‬عام‭ ‬ويأتي‭ ‬آخر،‭ ‬والأعوام‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬أرقام،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬ساعات‭ ‬وأيام‭ ‬وأشهر‭ ‬تنقضي‭ ‬من‭ ‬عُمر‭ ‬الإنسان،‭ ‬أيام‭ ‬ذهبت‭ ‬وأخرى‭ ‬ستأتي،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نجعل‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬فرصة‭ ‬للتغيير‭ ‬والتخطيط‭ ‬لسنة‭ ‬ستبدأ،‭ ‬نودع‭ ‬عامًا‭ ‬بأحداثه‭ ‬وأفراحه‭ ‬ومآسيه‭ ‬ونستقبل‭ ‬آخر‭ ‬بروح‭ ‬إيجابية‭ ‬وطاقة‭ ‬قوية‭ ‬لتحقيق‭ ‬ما‭ ‬نصبوا‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬الأماني،‭ ‬فليست‭ ‬أيام‭ ‬2020م‭ ‬جميعها‭ ‬سيئة‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬فيها‭ ‬أيام‭ ‬جميلة،‭ ‬أيام‭ ‬سعدنا‭ ‬فيها‭ ‬واكتسبنا‭ ‬فيها‭ ‬تجارب‭ ‬وخبرات‭ ‬أفادتنا‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬إن‭ ‬البداية‭ ‬الصحيحة‭ ‬للعام‭ ‬الجديد‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬إنهاء‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عالق‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬السابق،‭ ‬وأن‭ ‬يتخلص‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تستحق‭ ‬الانتقال‭ ‬معه‭ ‬للعام‭ ‬الجديد،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬عامًا‭ ‬للتغيير‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل‭. ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬وبداية‭ ‬عام‭ ‬آخر‭ ‬يتوقف‭ ‬الإنسان‭ ‬للتأمل‭ ‬عند‭ ‬قيمة‭ ‬الزمن‭ ‬الذي‭ ‬مضى‭ (‬2020م‭) ‬والزمن‭ ‬القادم‭ ‬في‭ (‬2021م‭)‬،‭ ‬أيام‭ ‬الزمن‭ ‬الماضي‭ ‬رحلت،‭ ‬والأيام‭ ‬الآتية‭ ‬لن‭ ‬تتوقف‭ ‬حتى‭ ‬تنتهي‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬ويأتي‭ ‬غيرها،‭ ‬فلحظات‭ ‬الزمن‭ ‬تتسارع‭ ‬بلحظات‭ ‬مليئة‭ ‬بأحداث‭ ‬متنوعة‭ ‬ــ‭ ‬أسرية،‭ ‬مجتمعية،‭ ‬وطنية‭. ‬والعام‭ ‬الجديد‭ ‬لا‭ ‬يستأذن‭ ‬أحدا‭ ‬ولا‭ ‬يطرق‭ ‬الباب‭ ‬علينا‭ ‬ولا‭ ‬نختاره،‭ ‬بل‭ ‬يدخل‭ ‬علينا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يَركل‭ ‬سابقه،‭ ‬عندها‭ ‬نزيل‭ ‬التقويم‭ ‬السابق‭ ‬ونضع‭ ‬التقويم‭ ‬الجديد‭. ‬وكل‭ ‬أمانينا‭ ‬في‭ ‬2021م‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أجندته‭ ‬وأيامه‭ ‬مليئة‭ ‬بالمحبة‭ ‬والخير،‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬الأوبئة،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬خفيفة‭ ‬علينا‭ ‬بأحداثها،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬عطاؤنا‭ ‬كثيرًا‭ ‬لوطننا‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬نحبه،‭ ‬فكما‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬وطننا‭ ‬فهو‭ ‬بحاجة‭ ‬إلينا،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الصغير‭ ‬والكبير‭ ‬بنا‭ ‬نحتاج‭ ‬أكثر‭ ‬لنعيش‭ ‬حياة‭ ‬يظللها‭ ‬السلام‭ ‬والأمان‭ ‬والقيَم‭ ‬الإنسانية‭. ‬عام‭ ‬جديد‭ ‬نقرأ‭ ‬فيه‭ ‬بعيون‭ ‬الإيمان‭ ‬وقلوب‭ ‬مَن‭ ‬يحبون‭ ‬الله‭ ‬والإنسانية‭ ‬معاني‭ ‬ولادة‭ ‬جديدة،‭ ‬عام‭ ‬يُضيء‭ ‬قلوبنا‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مُقدس‭ ‬ليجعلنا‭ ‬الأقرب‭ ‬مودة‭ ‬وحُبًا‭ ‬لبعضنا،‭ ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أيام‭ ‬2021م‭ ‬أعيادًا‭ ‬لنا‭ ‬بحجم‭ ‬وطننا،‭ ‬تقترن‭ ‬بين‭ ‬طاعة‭ ‬السماء‭ ‬وخير‭ ‬الإنسان‭ ‬حيث‭ ‬يمتلئ‭ ‬قلبه‭ ‬بالحُب‭ ‬لذاته‭ ‬والآخرين‭.‬

نرفع‭ ‬أكفنا‭ ‬للرحمن‭ ‬الرحيم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬2021م‭ ‬عامًا‭ ‬ينهي‭ ‬القلق‭ ‬الكوروني‭ ‬الذي‭ ‬أنهكنا‭ ‬وأوجعنا‭ ‬وصرع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البشر،‭ ‬وأن‭ ‬يجعله‭ ‬عامًا‭ ‬مليئًا‭ ‬بالخير‭ ‬الذي‭ ‬يُعانق‭ ‬حياتنا‭ ‬دائمًا،‭ ‬وفرحًا‭ ‬لا‭ ‬ينتهي،‭ ‬ووطنًا‭ ‬ينمو‭ ‬اقتصادًا،‭ ‬ويزداد‭ ‬صحةً‭ ‬ومعيشةً،‭ ‬وتزداد‭ ‬قلوب‭ ‬أهله‭ ‬بالمحبة‭ ‬والسلام‭. ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وجميعنا‭ ‬بخير‭.‬