حذار من مسايرة العقرب (2)

| نزار جاف

هذا‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬يمنح‭ ‬مهلة‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭ ‬لرفع‭ ‬كل‭ ‬العقوبات‭ ‬عن‭ ‬النظام،‭ ‬والتصريحات‭ ‬العنترية‭ ‬الفارغة‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬قادة‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬والتي‭ ‬تهدف‭ ‬في‭ ‬خطها‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬هدفين،‭ ‬الأول‭ ‬مساومة‭ ‬وابتزاز‭ ‬خصومهم‭ ‬وحصولهم‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬التنازلات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬توفر‭ ‬لهم‭ ‬مساحات‭ ‬مناسبة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحرك‭ ‬فيها،‭ ‬والثاني‭ ‬التغطية‭ ‬على‭ ‬خروقاتهم‭ ‬ولاسيما‭ ‬مستوى‭ ‬التخصيب‭ ‬الذي‭ ‬وصلوا‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬ريب‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬قاسى‭ ‬وعانى‭ ‬الأمرين‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الأربعة‭ ‬المنصرمة،‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬بضعة‭ ‬أشهر‭ ‬أخرى‭ ‬وهو‭ ‬يقوم‭ ‬بألعابه‭ ‬ومناوراته‭ ‬هذه،‭ ‬خصوصا‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أخذنا‭ ‬بنظر‭ ‬الاعتبار‭ ‬أنه‭ - ‬أي‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ - ‬جعل‭ ‬ويجعل‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬بمثابة‭ ‬كبش‭ ‬فداء‭ ‬ويلقي‭ ‬الثقل‭ ‬الأكبر‭ ‬عليه‭ ‬ويستخدمه‭ ‬كوسيلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تخفيف‭ ‬الضغط‭ ‬عليه‭.‬

إننا‭ ‬نجد‭ ‬من‭ ‬المفيد‭ ‬جدا‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نذكر‭ ‬الأميركيين‭ ‬والأوروبيين‭ ‬معا،‭ ‬بما‭ ‬فعله‭ ‬وقام‭ ‬به‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬بعد‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬وهل‭ ‬التزم‭ ‬ببنوده‭ ‬فعلا،‭ ‬بل‭ ‬هل‭ ‬قام‭ ‬بصرف‭ ‬المليارات‭ ‬المجمدة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬أوباما‭ ‬على‭ ‬مشاريع‭ ‬وأمور‭ ‬اقتصادية‭ ‬ومعيشية‭ ‬تخفف‭ ‬من‭ ‬وطأة‭ ‬الأوضاع‭ ‬السيئة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬أم‭ ‬قام‭ ‬وكما‭ ‬نعلم‭ ‬جميعا‭ ‬بصرفها‭ ‬على‭ ‬تدخلاته‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وعلى‭ ‬تجاربه‭ ‬الصاروخية‭!‬

واشنطن‭ ‬والعواصم‭ ‬الأوروبية‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬الدروس‭ ‬والعبر‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الماضية‭ ‬ومن‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬ينصاع‭ ‬لالتزاماته‭ ‬الدولية‭ ‬إلا‭ ‬وفق‭ ‬سياسة‭ ‬العصا‭ ‬والجزرة،‭ ‬لأنه‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬يأمن‭ ‬العصا‭ ‬حتى‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬سابق‭ ‬عهده،‭ ‬ومن‭ ‬الخطأ‭ ‬الكبير‭ ‬بل‭ ‬القاتل‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تتم‭ ‬الاستفادة‭ ‬مما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬ضغوط‭ ‬قصوى‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وتوظيفها‭ ‬ضده‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬ترامب‭ ‬بمثابة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرباع‭ ‬دائرة‭ ‬حصر‭ ‬الملالي،‭ ‬والربع‭ ‬المتبقي‭ ‬بعهدة‭ ‬بايدن‭ ‬والأوروبيين،‭ ‬وهذه‭ ‬الدائرة‭ ‬لو‭ ‬اكتملت‭ ‬فإن‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬سيكون‭ ‬أمام‭ ‬خيارين‭ ‬لا‭ ‬ثالث‭ ‬لهما،‭ ‬إما‭ ‬الاستسلام‭ ‬أو‭ ‬المواجهة،‭ ‬وقطعا‭ ‬فإنه‭ ‬وكما‭ ‬أثبتت‭ ‬التجارب‭ ‬سيلجأ‭ ‬للخيار‭ ‬الأول‭. ‬“إيلاف”‭.‬