سوالف

أخطاء مسرحية من أصحاب خبرة وتاريخ

| أسامة الماجد

“تهنئة”

“أتقدم‭ ‬بأسمى‭ ‬آيات‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬إلى‭ ‬سيدي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وإلى‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬بمناسبة‭ ‬حلول‭ ‬العام‭ ‬الميلادي‭ ‬الجديد‭ ‬2021‭ ‬راجيا‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬جعل‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬عام‭ ‬خير‭ ‬وأمن‭ ‬وسلام‭ ‬ورخاء‭ ‬على‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬وشعوب‭ ‬العالم‭ ‬كافة”‭.‬

يخطئ‭ ‬بعض‭ ‬الأصدقاء‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬المسرحي‭ ‬بشأن‭ ‬مفهوم‭ ‬الذروة‭ ‬في‭ ‬المسرحية،‭ ‬ولاحظت‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عرض‭ ‬ومهرجان‭ ‬محلي،‭ ‬فالمعروف‭ ‬أن‭ ‬الذروة‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬بناء‭ ‬المسرحية،‭ ‬وقد‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المسرحية‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الفصل‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬موضع‭ ‬آخر،‭ ‬وعندما‭ ‬تأتي‭ ‬الذروة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المسرحية‭ ‬يصعب‭ ‬التفريق‭ ‬حينها‭ ‬بين‭ ‬الخاتمة‭ ‬والفكرة‭ ‬الرئيسية‭ ‬والذروة‭ ‬نفسها‭.‬

في‭ ‬مسرحيات‭ ‬الرائع‭ ‬هنريك‭ ‬أبسن‭ ‬كما‭ ‬يذكر‭ ‬وليد‭ ‬مدفعي‭ ‬نجابه‭ ‬دوما‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذروة،‭ ‬والذروة‭ ‬لدى‭ ‬أبسن‭ ‬قبل‭ ‬إسدال‭ ‬الستار‭ ‬لیشارك‭ ‬الجمهور‭ ‬الممثل‭ ‬في‭ ‬معاناته‭ ‬ويعيش‭ ‬المعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬كاملة،‭ ‬لكنه‭ ‬حريص‭ ‬عند‭ ‬إسدال‭ ‬الستار‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬مفاجأة‭ ‬مذهلة‭ ‬تثير‭ ‬التساؤل‭ ‬للفصل‭ ‬الذي‭ ‬يليه،‭ ‬وهناك‭ ‬أعمال‭ ‬أخرى‭ ‬ليوجين‭ ‬أونيل‭ ‬وآرثر‭ ‬ميلر‭ ‬عن‭ ‬ذروة‭ ‬البناء‭ ‬الدرامي‭ ‬في‭ ‬المسرحية،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬مسرحية‭ ‬“أنا‭ ‬كريستي”‭ ‬التي‭ ‬تبهر‭ ‬المتلقي‭ ‬بالمهارة‭ ‬التي‭ ‬حيكت‭ ‬بها‭ ‬الذروة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المؤلف‭ ‬المسرحي‭ ‬يتمتع‭ ‬بحرية‭ ‬تامة‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬موقع‭ ‬الذروة‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬الدرامي‭ ‬وله‭ ‬كل‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬عدد‭ ‬الذرى‭ ‬التي‭ ‬تزين‭ ‬هذا‭ ‬البناء،‭ ‬وله‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬لنا‭ ‬بناء‭ ‬فيه‭ ‬متعة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الذرى‭ ‬منسجمة‭ ‬ومؤلفة‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬باتساق‭ ‬رائع‭.‬

 

العتب‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الأصدقاء‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬المسرحي‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬المقدرة‭ ‬على‭ ‬بلوغ‭ ‬ذروة‭ ‬البناء‭ ‬الدرامي‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬تاريخهم‭ ‬وخبرتهم،‭ ‬فنجدهم‭ ‬يقدمون‭ ‬مسرحيات‭ ‬باهتة‭ ‬لا‭ ‬تهز‭ ‬مشاعر‭ ‬الجمهور‭ ‬ومحشوة‭ ‬بالرموز‭ ‬ولغة‭ ‬مسرحية‭ ‬غريبة‭ ‬تدخلنا‭ ‬في‭ ‬متاهات‭ ‬كثيرة‭.‬