عنفوان

عزيزتي 2020... أنتِ طالق

| جاسم اليوسف

وكأن‭ ‬2020‭ ‬حلفت‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تطوي‭ ‬سيرتها‭ ‬الدموية‭ ‬من‭ ‬صفحات‭ ‬الروزنامة‭ ‬إلا‭ ‬وقد‭ ‬حفرت‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬من‭ ‬عاشها‭ - ‬هذا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬أصلا‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬–‭ ‬شظية‭ ‬في‭ ‬الرأس‭ ‬يستحيل‭ ‬على‭ ‬المرء‭ ‬نزعها‭ ‬إلا‭ ‬بطلعة‭ ‬الروح‭.‬

وكغيري‭ ‬من‭ ‬بقية‭ ‬جموع‭ ‬المؤمنين‭ ‬المحتسبين‭ ‬لمشيئة‭ ‬الرب‭ ‬وقدره،‭ ‬لا‭ ‬تعدو‭ ‬ساعات‭ ‬الفجر‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬2021،‭ ‬عندي‭ ‬سوى‭: ‬“Another day”

أعامل‭ ‬السنوات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬وكأنها‭ ‬قيادات‭ ‬مؤسسية،‭ ‬رئيس‭ ‬يخرج‭ ‬وآخر‭ ‬يدخل،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يديرها‭ ‬بمنطق‭ ‬“أشيلك‭ ‬وتشيلني”‭ ‬وآخر‭ ‬بالحديد‭ ‬والنار،‭ ‬وآخرون‭: ‬“I don’t care”‭. ‬

المهم‭ ‬أننا‭ ‬نودع‭ ‬السنة‭ ‬المتنمرة‭ ‬في‭ ‬ستين‭ ‬ألف‭ ‬سلامة،‭ ‬ولا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬كائنا‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬الحديث‭ ‬حقد‭ ‬على‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬السنوات،‭ ‬مثلما‭ ‬حقد‭ ‬على‭ ‬2020،‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬وجد‭ ‬بيننا‭ ‬شخصا‭ ‬كسر‭ ‬موسوعة‭ ‬الأعمار‭ ‬القياسية،‭ ‬وتجاوز‭ ‬عمره‭ ‬المئة‭ ‬عام،‭ ‬قد‭ ‬امتدت‭ ‬له‭ ‬يد‭ ‬العناية‭ ‬الإلهية‭ ‬وأنجته‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬الإصابة‭ ‬بالانفلونزا‭ ‬الإسبانية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1918،‭ ‬والتي‭ ‬اعتبرت‭ ‬الجائحة‭ ‬الأكثر‭ ‬فتكا‭ ‬في‭ ‬التاريخ،‭ ‬وتسببت‭ ‬آنذلك‭ ‬بقتل‭ ‬نحو‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬حول‭ ‬العالم‭.‬

وربما‭ ‬كنت‭ ‬فضوليا‭ ‬مثلي،‭ ‬ورحت‭ ‬تسأل‭ ‬شيوخا‭ ‬جلدت‭ ‬السنين‭ ‬ظهورهم،‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬ألفوا‭ ‬سنة‭ ‬مضنية‭ ‬أجهزت‭ ‬على‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس،‭ ‬مثما‭ ‬فعلت‭ ‬كورونا،‭ ‬ليكون‭ ‬جوابهم‭ ‬الذي‭ ‬أراهنك‭ ‬عليه،‭ ‬بكلا‭.‬

طلاقنا‭ ‬الأبدي‭ ‬مع‭ ‬2020‭ ‬حتمي،‭ ‬وقلوبنا‭ ‬قبل‭ ‬كفوفنا‭ ‬ترنو‭ ‬إلى‭ ‬السماء‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬2021‭ ‬خير‭ ‬خلف‭ ‬لشر‭ ‬سلف،‭ ‬وإن‭ ‬كنتُ‭ ‬أشك‭ ‬في‭ ‬ذلك‭.‬