فجر جديد

البهائيون والتسامح البحريني

| إبراهيم النهام

توجز‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬الفريدة‭ ‬في‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬الديني‭ ‬أخلاق‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني،‭ ‬والذي‭ ‬قدم‭ ‬للمنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬إرثا‭ ‬زاهيا‭ ‬في‭ ‬قبول‭ ‬الآخر،‭ ‬وفي‭ ‬فتح‭ ‬الأبواب‭ ‬له،‭ ‬ليمارس‭ ‬شعائره‭ ‬الدينية‭ (‬هُنا‭) ‬بكل‭ ‬أريحية،‭ ‬واطمئنان،‭ ‬واستقرار‭.‬

وتقدم‭ ‬العاصمة‭ ‬المنامة،‭ ‬بأحيائها‭ ‬القديمة‭ ‬تحديداً،‭ ‬تجربة‭ ‬فريدة‭ ‬تصدح‭ ‬بجمالية‭ ‬التعايش‭ ‬الديني،‭ ‬حيث‭ ‬تتقارب‭ ‬دور‭ ‬العبادة‭ ‬من‭ ‬مساجد‭ ‬ومآتم‭ ‬وكنائس‭ ‬ومعابد‭ ‬في‭ ‬مساحة‭ ‬جغرافية‭ ‬لا‭ ‬تتخطى‭ ‬الكيلومتر‭ ‬الواحد،‭ ‬والكل‭ ‬يمارس‭ ‬عباداته‭ ‬وكأنه‭ ‬في‭ ‬بلده،‭ ‬وهو‭ ‬كذلك‭ ‬بالفعل‭.‬

وجاء‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتسامح‭ ‬الديني،‭ ‬كتتويج‭ ‬ملكي‭ ‬لهذا‭ ‬الإرث‭ ‬الحضاري‭ ‬والإنساني‭ ‬البديع،‭ ‬والذي‭ ‬جعل‭ ‬“أوال”‭ ‬مقصدا‭ ‬للحياة‭ ‬والعمل‭ ‬وبناء‭ ‬الحياة‭ ‬الجديدة،‭ ‬بسمعة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬جوهر‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني،‭ ‬والذي‭ ‬يتشاطر‭ ‬المحبة‭ ‬والحياة‭ ‬والرزق‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭.‬

واستوقفتني‭ ‬باهتمام‭ ‬الطائفة‭ ‬البهائية‭ ‬الكريمة‭ ‬التي‭ ‬تتعايش‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬نظرائها‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬بسلاسة‭ ‬وتعاون‭ ‬وصداقة‭ ‬وود‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يتصدر‭ ‬المشهد‭ ‬بالأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬ويقف‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأولى‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬مؤكدين‭ ‬رفضهم‭ ‬التام‭ ‬لأن‭ ‬تٌمس‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬قيد‭ ‬شعرة‭.‬

هذا‭ ‬النجاح‭ ‬المٌبهر،‭ ‬سواء‭ ‬للطائفة‭ ‬البهائية‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬هو‭ ‬نجاح‭ ‬لنا‭ ‬كلنا،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬رسالة‭ ‬سلام‭ ‬وتعايش‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬البقعة‭ ‬الجغرافية‭ ‬المضيئة‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬المتحضر‭ ‬والمتمدن،‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬وعن‭ ‬السنوات‭ ‬الضوئية‭ ‬التي‭ ‬قطعتها‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬الديني،‭ ‬واحتضان‭ ‬الآخرين،‭ ‬والترحيب‭ ‬بهم‭.‬