سوالف

2020 وأحزان كانت أعلى من احتمال القلب

| أسامة الماجد

تكاثرت‭ ‬الأحزان‭ ‬في‭ ‬2020،‭ ‬ونما‭ ‬الشوك‭ ‬ودغلت‭ ‬النباتات‭ ‬الصحراوية‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬وتحولت‭ ‬الدنيا‭ ‬“يا‭ ‬سبحان‭ ‬الله”‭ ‬إلى‭ ‬ضوء‭ ‬أصفر‭ ‬باهت،‭ ‬رؤية‭ ‬ضبابية‭ ‬معتمة‭ ‬وكأنها‭ ‬بلا‭ ‬نهاية،‭ ‬وأخذ‭ ‬الألم‭ ‬ينشر‭ ‬عباءته‭ ‬السوداء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭. ‬كانت‭ ‬الدنيا‭ ‬تنظر‭ ‬إلينا‭ ‬بنظرات‭ ‬خشنة‭ ‬مرعبة‭ ‬أحسسنا‭ ‬بسببها‭ ‬أن‭ ‬دقات‭ ‬قلوبنا‭ ‬كبيرة‭ ‬كالساعة‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬الأعماق‭ ‬وتعصرنا‭ ‬ألما‭.‬

2020‭ ‬كانت‭ ‬حمولتها‭ ‬كبيرة‭ ‬علي‭ ‬بشكل‭ ‬شخصي،‭ ‬وعلى‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬عموما،‭ ‬حيث‭ ‬رحل‭ ‬القائد‭ ‬والوالد‭ ‬والمعلم‭ ‬ونور‭ ‬بيوتنا‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬بعد‭ ‬مسيرة‭ ‬طويلة‭ ‬وحافلة‭ ‬بالإنجازات‭ ‬العظيمة‭ ‬وتاريخ‭ ‬تزخر‭ ‬سطوره‭ ‬بالبسالة‭ ‬والشهامة‭ ‬والرجولة‭ ‬والتضحيات‭ ‬والسهر‭ ‬والعناء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬البحرين،‭ ‬قائد‭ ‬يشهد‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬شبر‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭ ‬بتفانيه‭ ‬في‭ ‬إعمار‭ ‬البلد‭ ‬والبناء‭ ‬وخدمة‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬بكل‭ ‬فئاته،‭ ‬وسيظل‭ ‬اسم‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬كلها،‭ ‬واسمه‭ ‬الشامخ‭ ‬يتلألأ‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬أركان‭ ‬وقواعد‭ ‬الوطن‭.‬

وتوالت‭ ‬الأحزان‭ ‬وكانت‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬القلب،‭ ‬وكانت‭ ‬الدروب‭ ‬ضيقة‭ ‬بخسارة‭ ‬صديق‭ ‬العمر‭ ‬ورفيق‭ ‬الدرب‭ ‬الفنان‭ ‬علي‭ ‬الغرير‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬2020،‭ ‬وكان‭ ‬موته‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬كآخر‭ ‬ضوء‭ ‬متبق‭ ‬من‭ ‬الشمس،‭ ‬وبعد‭ ‬الغرير‭ ‬حصرنا‭ ‬الحزن‭ ‬في‭ ‬حدوده‭ ‬وساحته‭ ‬بوفاة‭ ‬شاعر‭ ‬البحرين‭ ‬الكبير‭ ‬أستاذنا‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس،‭ ‬ثم‭ ‬استعاد‭ ‬الألم‭ ‬عنفوانه‭ ‬بوفاة‭ ‬الفنان‭ ‬والأديب‭ ‬القدير‭ ‬العم‭ ‬راشد‭ ‬المعاودة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يوليو،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ارتوت‭ ‬الأرض‭ ‬وتبللت‭ ‬الرمال‭ ‬بدموع‭ ‬فراق‭ ‬الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬سلمان‭ ‬زيمان‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬أيضا،‭ ‬واستمرت‭ ‬قوافل‭ ‬الحزن‭ ‬وصوتها‭ ‬المتوعد‭ ‬في‭ ‬السير‭ ‬بوفاة‭ ‬الروائي‭ ‬والسيناريست‭ ‬الصديق‭ ‬فريد‭ ‬رمضان‭.‬

أما‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬فقد‭ ‬تمشت‭ ‬فوق‭ ‬تقاويم‭ ‬العمر‭ ‬وطرقت‭ ‬بابنا‭ ‬ناثرة‭ ‬الرعب‭ ‬والخوف،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحنا‭ ‬نبحث‭ ‬في‭ ‬الصخور‭ ‬عن‭ ‬الصباح‭ ‬المشبع‭ ‬بالأمل‭. ‬

اقتربنا‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2021‭ ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كل‭ ‬حروف‭ ‬الكون‭ ‬محبة‭ ‬وسلاما‭ ‬وأفراحا‭.‬