دور الحكومة الإلكترونية في البحرين

| د. عبدالقادر ورسمه

منذ‭ ‬بداية‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وهي‭ ‬تخطو‭ ‬وتتقدم‭ ‬بكل‭ ‬ثقة‭ ‬لتقديم‭ ‬أفضل‭ ‬الخدمات‭ ‬التقنية‭ ‬الإلكترونية‭ ‬للجميع‭ ‬وفي‭ ‬شتى‭ ‬الأعمال‭ ‬ومرافق‭ ‬الخدمات‭. ‬إن‭ ‬الفلسفة‭ ‬من‭ ‬قيام‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الأعمال‭ ‬والخدمات‭ ‬عبر‭ ‬الوسائل‭ ‬التقنية‭ ‬الحديثة‭. ‬وعبر‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الفلسفة،‭ ‬يتم‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمة‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬وقت‭ ‬ومن‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬زمان‭. ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬البيروقراطية‭ ‬الإدارية‭ ‬والتكاليف‭ ‬النقدية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬السرعة‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬التنفيذ‭ ‬السليم‭. ‬

إن‭ ‬الاستعداد‭ ‬والتهيئة،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لقيام‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬كأنما‭ ‬كان‭ ‬يتوقع‭ ‬مجيء‭ ‬الوقت‭ ‬للعمل‭ ‬القسري‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬عبر‭ ‬الوسائل‭ ‬التقنية‭. ‬وما‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬العالم‭ ‬الآن،‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وتوابعها،‭ ‬خير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬إذ‭ ‬فرض‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬ضرورة‭ ‬التباعد‭ ‬والعمل‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬ومن‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬توفره‭ ‬وسائل‭ ‬التقنية‭. ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬الإطار‭ ‬العام‭ ‬لعمل‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬أصبح‭ ‬وجودها‭ ‬أمرًا‭ ‬حتميا‭ ‬لازما‭. ‬والحكومة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬ذكرنا،‭ ‬خطت‭ ‬خطوات‭ ‬إيجابية‭ ‬واسعة‭ ‬لتحقيق‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬مراجعة‭ ‬التشريعات‭ ‬وإعدادها‭ ‬لتسهيل‭ ‬وتقنين‭ ‬العمل‭ ‬الإلكتروني‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭. ‬وعدد‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تقديمها‭ ‬عبر‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬ازدياد‭ ‬مضطرد‭. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬تعمل‭ ‬لتحقيق‭ ‬تحول‭ ‬كبير‭ ‬بإنجاز‭ ‬التحول‭ ‬الإلكتروني‭ ‬الشامل‭ ‬لجميع‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭. ‬ولتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬مثلا،‭ ‬مراجعة‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬المكاتب‭ ‬الأمامية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬عبرها‭ ‬استلام‭ ‬الأموال‭ ‬النقدية‭ ‬ليتم‭ ‬توفير‭ ‬حلول‭ ‬سريعة‭ ‬باستخدام‭ ‬أجهزة‭ ‬الخدمة‭ ‬الذاتية‭ ‬أو‭ ‬توفير‭ ‬قنوات‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬أرصدة‭ ‬الاستلام‭ ‬بطريقة‭ ‬إلكترونية‭. ‬وعبر‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬الملحوظ،‭ ‬تتم‭ ‬ثورة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬إلكترونيا‭ ‬وفي‭ ‬لمح‭ ‬البصر‭. ‬وهذا‭ ‬قطعا،‭ ‬سيوفر‭ ‬الراحة‭ ‬والأمان‭ ‬للمستهلك‭ ‬طالب‭ ‬الخدمة‭ ‬وكذلك‭ ‬يوفر‭ ‬الراحة‭ ‬للحكومة‭ ‬لسرعة‭ ‬وصول‭ ‬الأموال‭ ‬للخزينة‭ ‬العامة‭ ‬مع‭ ‬تقليل‭ ‬النفقات‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭. ‬

من‭ ‬دون‭ ‬شك،‭ ‬استفادت‭ ‬البحرين‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬الصعبة،‭ ‬حيث‭ ‬تضاعف‭ ‬عدد‭ ‬الخدمات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تقديمها‭ ‬الكترونيا‭ ‬عبر‭ ‬الحكومة‭ ‬الالكترونية‭. ‬ومن‭ ‬الخدمات‭ ‬الهامة،‭ ‬إطلاق‭ ‬“المحفظة‭ ‬الإلكترونية”‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬البنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬المرخصة،‭ ‬إضافة‭ ‬لخدمات‭ ‬تقنية‭ ‬متطورة‭ ‬وحديثة‭ ‬جدا‭ ‬مثل‭ ‬“الدفع‭ ‬اللا‭ ‬تلامسي”‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬عبر‭ ‬تطبيق‭ ‬أحدث‭ ‬البرامج‭. ‬وهذه‭ ‬الخدمات‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬حداثتها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬مطبقة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وبمهنية‭ ‬عالية‭ ‬وكفاءة‭ ‬تقنية‭ ‬فائقة‭. ‬ونتطلع‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬الأدوار‭ ‬الفاعلة‭ ‬للحكومة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لخدمة‭ ‬البحرين‭. ‬ولكن،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬يتطلب‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬لتأهيل‭ ‬وتوفير‭ ‬الكفاءات‭ ‬المقتدرة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬التقنية‭ ‬بأفضل‭ ‬السبل‭ ‬وأحدثها‭ ‬وأنجعها‭. ‬وقبل‭ ‬هذا‭ ‬وذاك،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬حدوث‭ ‬ثورة‭ ‬تشريعية‭ ‬قانونية‭ ‬تدعم‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬وتمنحها‭ ‬الصفة‭ ‬الشرعية‭ ‬القانونية،‭ ‬وإلا‭ ‬سنظل‭ ‬كمن‭ ‬يحرث‭ ‬في‭ ‬البحر‭. ‬