المحرق... أم المدن في 224 عاما (1)

| د. حسين المهدي

بعث‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬كتاب‭ ‬تهنئة‭ ‬موجه‭ ‬إلى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬“أعرب‭ ‬فيه‭ ‬جلالته‭ ‬عن‭ ‬تهانيه‭ ‬لسموه‭ ‬بتحمل‭ ‬أمانة‭ ‬المسؤولية‭ ‬وأعبائها‭ ‬كولي‭ ‬للعهد‭ ‬ورئيس‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬مشيداً‭ ‬جلالته‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬فيه‭ ‬بما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬سموه‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬وجهد‭ ‬دؤوب‭ ‬لخدمة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬الوفي”،‭ ‬ونحن‭ ‬إذ‭ ‬نبارك‭ ‬لسموه‭ ‬هذه‭ ‬الثقة‭ ‬الملكية‭ ‬المباركة‭ ‬والبحرين‭ ‬تحتفل‭ ‬بالأعياد‭ ‬الوطنية‭ ‬وتستقبل‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ (‬2021‭) ‬داعين‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أن‭ ‬يسدد‭ ‬خطى‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والشاملة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬تبوأت‭ ‬مرتبة‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لمؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ (‬2020‭) ‬الصادر‭ ‬قبل‭ ‬12‭ ‬يوما‭.‬

وهنا‭ ‬نوثق‭ ‬بالأرقام‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬المؤسسون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬عموماً،‭ ‬ومدينتي‭ ‬المحرق‭ ‬خصوصاً،‭ ‬كما‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬جلالة‭ ‬ملك‭ ‬البحرين‭ ‬لقب‭ ‬“أم‭ ‬المدن”،‭ ‬نموذجاً‭.. ‬والذي‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬224‭ ‬عاما،‭ (‬1796‭)‬،‭ ‬عندما‭ ‬أسسها‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وأصبحت‭ ‬العاصمة‭ ‬الأولى‭ ‬خلال‭ (‬1810‭ - ‬1932‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬مشاريع‭ ‬المحرق‭ ‬الموثقة‭ ‬لموقعها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الموغل‭ ‬في‭ ‬القدم‭ - ‬الذي‭ ‬نافس‭ ‬المدن‭ ‬الساحلية‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬كمدينة‭ ‬جدة‭ ‬والحديدة‭ ‬وعدن‭ ‬والكويت‭ ‬والبصرة‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬إليها‭ ‬خالد‭ ‬كانو‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬“بيت‭ ‬كانو”‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ (‬1997‭) - ‬هو‭ ‬مشروع‭ ‬طريق‭ ‬الحرير‭ ‬“الممتد‭ ‬لثلاثة‭ ‬كيلومترات‭ ‬ونصف”،‭ ‬والمكون‭ ‬من‭ ‬26‭ ‬بيتاً،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬قلعة‭ ‬بوماهر‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬بوماهر‭ ‬والتي‭ ‬ذكرت‭ ‬في‭ ‬التحفة‭ ‬النبهانية،‭ ‬لمحمد‭ ‬بن‭ ‬النبهان،‭ ‬الصادر‭ (‬1332هـ،‭ ‬1910‭) ‬التي‭ ‬بناها‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ (‬1840‭) ‬ودمرت‭ ‬أغلبها‭ (‬1868‭)‬،‭ - ‬وأوصلت‭ ‬الحالة‭ ‬جزيرة‭ ‬المحرق‭ (‬1330هـ،‭ ‬1908‭) ‬بالدفن‭ ‬والبناء‭ ‬وهي‭ ‬مهنة‭ ‬احترفها‭ ‬البنائون‭ ‬ولهم‭ ‬فريج‭ ‬يسمى‭ ‬باسمهم‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬الحالة‭ - ‬وصولا‭ ‬لبيت‭ ‬سيادي‭ ‬كمتحف‭ ‬للؤلؤ‭ ‬وصناعة‭ ‬استخراجه‭ ‬وتجارته‭ ‬حتى‭ ‬اكتشاف‭ ‬النفط‭ (‬1932‭) ‬مروراً‭ ‬“ببيت‭ ‬لعائلة‭ ‬الجلاهمة”‭ ‬كمعرض‭ ‬لما‭ ‬تلعبه‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬اقتصاد‭ ‬اللؤلؤ،‭ ‬و”بيت‭ ‬بدر‭ ‬غلوم”‭ ‬الذي‭ ‬زاول‭ ‬مهنة‭ ‬الحلاقة‭ ‬والمعالجة‭ ‬بالطب‭ ‬الشعبي‭ (‬1910‭).‬

ويضم‭ ‬طريق‭ ‬الحرير،‭ ‬“بيت‭ ‬فخرو”‭ ‬الراقي،‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬معرضا‭ ‬لتاريخ‭ ‬العائلة‭ ‬والفن‭ ‬المعاصر،‭ ‬حيث‭ ‬إقامة‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬فخرو‭ ‬تاجر‭ ‬الخشب‭ ‬ومواد‭ ‬صناعة‭ ‬السفن‭ ‬ومالك‭ ‬لأسطول‭ ‬لنحو‭ ‬50‭ ‬سفينة،‭ ‬ووالد‭ ‬الوجيه‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬يوسف‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬لغرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬والذي‭ ‬التقيته‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬عمل‭ ‬لبريطانيا‭ (‬1993‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬“بيت‭ ‬جاسم‭ ‬مراد”‭ ‬النموذجي‭ ‬لبيوت‭ ‬الطواويش‭ ‬من‭ ‬تجار‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬أطراف‭ ‬فريج‭ ‬البنائين،‭ ‬يليه‭ ‬“بيت‭ ‬محمود‭ ‬العلوي”‭ ‬حيث‭ ‬البادكير‭ ‬أو‭ ‬ملقف‭ ‬الهواء‭.. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬