من يقف خلف هجوم الكاتيوشا على المنطقة الخضراء؟

| بدور عدنان

على عكس ما أورد أغلب المحللين السياسيين في معرض تحليلهم وتعليقهم على هجوم الكاتيوشا الأخير الذي استهدف سفارة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة الخضراء ببغداد عندما قاموا بتفسير الهجوم على أنه بداية تصعيد مؤكد من طهران مع قرب ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي قتل في غارة أميركية في الثالث من يناير من العام الحالي، أجد أن طهران لن تخطئ بمحاولة التصعيد أو حتى الرد على مقتل سليماني في هذا التوقيت بالتحديد، خصوصاً أن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن على بعد أيام من تولي السلطة رسمياً وبدء مفاوضات جديدة مع طهران، فمن المؤكد وكما صرح مراراً وتكراراً أنه لن يبقي الوضع الحالي فيما يخص ملف الاتفاق النووي كما هو عليه، والذي تمني النفس طهران أن يكون أي تغيير محتمل في صالحها، لذلك فهي لن تقوم اليوم باستفزاز الولايات المتحدة الأميركية بأي شكل من الأشكال، بل ستقوم بمهادنتها ومداهنتها حتى إن كانت تصرح قولاً بغير ذلك.

لكن يبقى السؤال، من المسؤول عن هذه العمليات ومن يوعز لهم بتنفيذها؟ دون شك فإن من قام بهذه العملية أحد الفصائل العراقية الإرهابية التي هي في واقع الحال مدعومة في أغلبها من طهران، لكن تبقى لها توجهاتها ودوافعها الخاصة والتي تتمحور حالياً في دفع الولايات المتحدة الأميركية لسحب قواتها من العراق، ذلك ما تحاول هذه المليشيات دفع واشنطن للقيام به قسراً بتكثيف الهجمات على مقارها الدبلوماسية، على الطرف الآخر فهي بالتأكيد تحرج طهران التي على الرغم من أنها كانت دائماً أول من طالب بخروج واشنطن من العراق إلا أنها من الممكن أن تستخدم بقاء القوات الأميركية في العراق كورقة تفاوض ومساومة مع واشنطن، ذلك ما من المتوقع أن الفصيل الذي قام بالهجوم الأخير أدركه وقرر وضع طهران في زاوية حرجة مع واشنطن، خصوصاً أنها بالتأكيد ستكون المتهم الأول كونها الداعم الأساسي للمليشيات الإرهابية في العراق.