شروط واشنطن للعودة للاتفاق النووي

| بدور عدنان

أورد وزير الخارجية الإيراني في مقابلة مع مؤسسة أرمان ميديا الثقافية التي نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية يوم الخميس الماضي أن على الولايات المتحدة الأميركية أن تكتسب مؤهلات العودة للاتفاق النووي في إشارة من الواضح أن ظريف يعني بها عودة واشنطن لاتفاق 2015 الذي انسحبت منه إبان عهد الرئيس دونالد ترامب.

يعلم أشد المتفائلين بعودة واشنطن للاتفاق النووي أنه في حال رغبة جو بايدن بالعودة إلى الاتفاق السابق فهو لن يعود لنفس الاتفاق بمضامينه السابقة، حيث أجمعت الشواهد كلها على أنه لا يلجم طموح إيران النووية، ولا يقيد مشاريعها البالستية، ذلك ما فطن إليه الرئيس السابق دونالد ترامب لينسحب من الاتفاق النووي دون هوادة، بل ويوقع سلسلة من العقوبات الاقتصادية على طهران ضمن استراتيجية الضغط الأقصى، والتي من الواضح أنها آتت أكلها، ما جعل اقتصاد طهران يتقهقر ويترنح.

وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف يحاول أن يرسم صورة للرأي العام الداخلي والخارجي بأن طهران مازالت قوية وأنها لم تتأثر قيد أنملة بالانسحاب الأميركي من الاتفاق والعقوبات الاقتصادية وهي التي هللت ورقصت فرحاً بفوز بايدن وخسارة ترامب، حيث تأمل وترتجي من بايدن العودة للاتفاق النووي بأي شكل يحدده، ذلك أن سلسلة العقوبات الاقتصادية التي أقرها ترامب أرهقتها لحد الانهيار تقريبا.

ظريف الذي أردف في نفس المقابلة بأن الرئيس المنتخب جو بايدن مضطر للعودة للاتفاق النووي يعلم أن طهران هي من ترجو عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي الليلة قبل الغد، ذلك ما يبدو أنه لن يحصل إلا بعد دراسة متأنية ومستفيضة من قبل إدارة الرئيس بايدن الذي بالتأكيد سيحاول الاستفادة قدر المستطاع من الوضع الحالي في الخروج بمكتسبات كبرى للولايات المتحدة الأميركية ورصيده كرئيس أيضاً.

من المتوقع أن طهران ستقوم بالتنازل على أكثر من صعيد، من أهمها زيادة القيود على برنامجها النووي بالإضافة إلى شروط إضافية فيما يخص برنامج تطوير صواريخها البالستية، كما أن الاتفاق الجديد سيحرص بالتأكيد على تقييد نفوذها في المنطقة.