البنوك الجديدة والذكاء الاصطناعي

| د. جاسم حاجي

تشير تقديرات شركة جارتنر العالمية للأبحاث والاستشارات إلى أن 80 % من البنوك التقليدية كما نعرفها الآن لن تكون موجودة خلال العقد القادم.

حتى لو كان هذا التقدير بعيدًا عن الواقع، فإن الحقيقة هي أنه نظرًا الى تغير عادات المستهلك، لم يعد بإمكان البنوك تدبر أمورها باستخدام أنظمتها القديمة وخدمات العملاء الرديئة، وأصبحت شركات التكنولوجيا المالية “Fintechs” تقترب منها مع ظهور منافسين غير متوقعين، بدءًا من المدفوعات، من أي أحد لديه قاعدة عملاء قوية ومخلصة، أمثال (Amazon Pay) و(Google Pay)، لكن في صلب كل هذه التغييرات، يكمن عنصر أكثر أهمية، ظهور أنواع جديدة من البيانات وتقنيات التحليل من الذكاء الاصطناعي إلى تعلم الآلة التي تقود بالفعل القرارات وراء الأنظمة التي تمكن ما يسمى بالتحولات.

أولا قرارات الائتمان: كان التقييم الائتماني أحد أقدم تطبيقات أساليب التحليل كما عرفناه سابقًا، واليوم، ومع الذكاء الاصطناعي، يمكن تطوير قواعد أكثر تطوراً تعالج مشاكل البيانات المتفرقة من خلال أخذ البيانات البديلة والسلوكية في الاعتبار مثل استخدام الهواتف الذكية وسلوك الدفع. ثانيا إدارة المخاطر: وهي ربما الوظيفة الأكثر أهمية في البنوك اليوم، حيث يصبح تقييم المخاطر في الوقت الفعلي مكونًا رئيسيًا لتجنب الخسائر المالية والمتعلقة بالسمعة، وباستخدام الذكاء الاصطناعي، وبصرف النظر عن البيانات الكمية، يمكن تقييم أنظمة البيانات غير المهيكلة من أجل إدارة المخاطر.

ثالثا: كان التداول مجالًا آخر تأثر بالذكاء الاصطناعي، وكان التداول على أي حال عبارة عن اتخاذ القرار في مجرد أجزاء من الثواني، وباستخدام الذكاء الاصطناعي يمكن للفرد إدارة محافظ كاملة من خلال تحديد اتجاهات حركة أسعار الأسهم من مصادر البيانات المنظمة وغير المنظمة. رابعا الخدمات المصرفية وتقديم المشورة الشخصية: من روبوتات الدردشة التي يمكنها إدارة استفسارات العملاء إلى روبوتات استشارية يمكنها تخطيط أهداف إدارة الثروات لتشكيل خطط مخصصة لإدارة المدخرات والنفقات، ويمكّن الذكاء الاصطناعي من إعادة تصور الأعمال المصرفية من منظور المستخدمين لا من الطريقة التي تم بها تنظيم البنك من خلال مجموعات المنتجات مثل القروض والبطاقات.

نظرًا لأنها لا تحتاج إلى تواجد فروع وموظفين فعليين، يمكن للبنوك الجديدة “neobanks” التركيز على تجربة العملاء. قد تكون لديها تطبيقات جوال أنيقة المظهر وعادة ما تقدم أسعارًا أفضل لعملائها من البنوك التقليدية.