ستة على ستة

ما بعد لقاح كورونا

| عطا السيد الشعراوي

من أعظم البشائر التي نعيشها حاليا في خضم جائحة فيروس كورونا كوفيد 19، الإعلان عن لقاحات عدة ضد هذا الفيروس، ما يعد إنجازًا بشريًا هائلاً سيسهم بلا شك في التوصل لنهاية لهذه الجائحة العاتية التي ألمت بالعالم كله.. إلا أن الطريق لهذه النهاية السعيدة التي نأملها للجميع لن يكون سهلاً بطبيعة الحال، بل محفوفا بصعوبات يجب الاستعداد لها والعمل من الآن على تجاوزها لكي يسير الجميع بذات طريق النجاح والشفاء من الفيروس.

فمن المتوقع أن يكون هناك سباق محموم بين بعض الدول الغنية لاحتكار هذا اللقاح أو ذاك وتأمين وصوله بأي سعر وأية كمية كانت، وهو ما يقلل فرص حصول الدول الأقل دخلاً أو يؤخر حصولها عليه، لذا من المهم إيجاد آلية دولية تضمن التوزيع العالمي العادل والسعر المناسب لجميع دول العالم وإنتاج كميات كافية ووفيرة، بما لا يتيح لدولة دون أخرى احتكار اللقاح.

على الصعيد الداخلي للدول ستكون هناك أمور كثيرة عليها الانتباه لها، ولعل من أهمها أن تقوم بتحديد الفئات الأكثر حاجة للقاح لتكون البادئة بالتحصين ضد الفيروس، حيث يوصي الخبراء والمعنيون بأن تمنح الأولوية للفئات السكانية الأكثر ضعفا والعاملين بالرعاية الصحية، وكبار السن، ومن يعانون من ظروف صحية خاصة تجعلهم الأكثر عرضة للموت في حالة الإصابة بفيروس كورونا.

ثم تأتي أزمة الشكوك والتخوف الذي يعتري الكثيرين من تناول اللقاح في وقت تؤكد فيه المؤسسات الصحية والعلمية أن القضاء على خطر تفشي المرض في المستقبل، سيحتاج ما يصل إلى 70 بالمئة من سكان العالم إلى أن يكونوا محصنين ضد فيروس كورونا، وهو ما يضع على الدول مسؤولية كبيرة في القيام بحملات توعية وتطمين للشعوب وتبديد أية مخاوف لديها، ليكون هناك إقبال على حملات التحصين وتتمكن من الوصول إليه غالبية أفراد الشعب.

إن تطوير لقاحات ضد فيروس كورونا كوفيد 19 مجرد خطوة أولى ومهمة جدا في رحلة طويلة نحو إنهاء الوباء ونتمنى بمشيئة الله تعالى أن تصل لنهايتها المنشودة.