أسد الله أسدي ورقة التوت (1)

| نزار جاف

في هذا الشهر وفي إحدى المحاكم ببلجيكا ستجري محاكمة الدبلوماسي الإيراني “أسد الله أسدي” المعتقل على خلفية تورطه بالعملية الإرهابية التي كانت تستهدف التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية في باريس عام 2018، وستكون الجلسة مخصصة للاستماع، وتم تحديد موعد ثان وهو 3 من الشهر القادم في حالة عدم انتهاء القضية في الجلسة.

هذه المحاكمة تتميز ولأول مرة بأن دبلوماسيا إيرانيا بدرجة سكرتير ثالث في السفارة الإيرانية في النمسا يقف لتتم محاكمته بتهمة قيادته عملية إرهابية لو قدر الله لها وتم تنفيذها كما تم التخطيط لها، فإنها كانت ستتسبب بمجزرة بشرية إن صح التعبير، خصوصا أن عشرات الآلاف كانوا متواجدين في مكان التجمع بقاعة فليبنات بباريس، وكان كاتب السطور من بينهم، لكن التنسيق والتعاون الذي جرى بين المخابرات الألمانية والبلجيكة بصورة خاصة، حال دون ذلك وتم اعتقال أسدي ومنفذي العملية، وهما إيرانيان رجل وامرأة.

هذه المحاكمة تشكل خطورة غير مسبوقة على النظام الإيراني لأنها تمتلك أدلة بإمكانها أن تحدد علاقة واضحة بين قائد العملية الإرهابية من جانب وبين مرؤسيه في طهران، والذي يلفت النظر أكثر أن السفير الإيراني السابق في ألمانيا، علي ماجدي، وخلال لقاء صحافي مفصل أجرته معه وكالة “إيسنا” الإيرانية بخصوص اعتقال أسدي، قال إن لدى الأوروبيين وثائق لا يمكننا إنكارها، وانتقد سياسة النظام في هذا الصدد. ونتيجة لذلك، رفعت مخابرات قوات الحرس الثوري دعوى قضائية ضده، وضد مدير وكالة أنباء الطلبة إيسنا، والصحافي الذي أجرى مقابلة معه، بل إن الاكثر إثارة وحساسية من ذلك، هو ما ورد في محضر الشرطة البلجيكية أثناء لقاء تم معه بناء على طلب أسدي في مارس الماضي، حيث أكد أن “هناك جماعات مسلحة في العراق ولبنان واليمن وسوريا وإيران، ستراقب مجريات المحاكمة، وهي لن تستكين إذا جاء الحكم ضده، بل ستكون لها ردات فعل ميدانية ترتد سلبا على استقرار بلجيكا وأمنها”، لذلك فإن عين النظام الإيراني ستكون مصوبة على هذه المحاكمة وما قد يتمخض عنها، لاسيما أن طهران بذلت أقصى ما في وسعها وطاقتها ونفس الشيء بالنسبة للوبياتها ووسطائها في البلدان الأوروبية وبشكل خاص في النمسا، لكن لم يجد كل ذلك نفعا ولم يتحقق لها ما كان قد تحقق مع العمليات الإرهابية السابقة التي قامت بها المخابرات الإيرانية في النمسا وبرلين وجنيف وروما واستهدفت رموزا من المعارضة الإيرانية. “إيلاف”.