ياسمينيات

هل تعلم وزارة التربية بذلك؟

| ياسمين خلف

لا‭ ‬أعلم،‭ ‬أهو‭ ‬تخبط‭ ‬وعدم‭ ‬دراية‭ ‬كافية‭ ‬بقرارات‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم؟‭ ‬أم‭ ‬تسلط‭ ‬وعناد‭ ‬وإثبات‭ ‬وجود؟‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬كانت‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬قرارها‭ ‬حول‭ ‬اقتصار‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬على‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬من‭ ‬لغة‭ ‬عربية،‭ ‬واجتماعيات،‭ ‬ورياضيات،‭ ‬وعلوم،‭ ‬ومواطنة،‭ ‬ولغة‭ ‬إنجليزية‭ ‬وإسلاميات،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وكما‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المدارس‭ ‬مازالت‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تثقل‭ ‬كاهل‭ ‬الطلبة‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬المدرسين‭ ‬بأعباء‭ ‬إضافية‭ ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬مبرر‭.‬

مازالت‭ ‬بعض‭ ‬المدارس‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬الطلبة‭ ‬أنشطة‭ ‬بل‭ ‬وامتحانات‭ ‬على‭ ‬مواد‭ ‬غير‭ ‬أساسية‭ ‬كالتربية‭ ‬الرياضية،‭ ‬والفنية‭ ‬والحاسوب‭! ‬المدرسون‭ ‬يؤكدون‭ ‬أنهم‭ ‬مرغمون‭ ‬بل‭ ‬ومجبرون‭ ‬على‭ ‬المطالبة‭ ‬بهذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬بإيعاز‭ ‬من‭ ‬مدرائهم،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬ينزلوا‭ ‬لرغبتهم‭ ‬سيعتبرونهم‭ ‬متخاذلين‭ ‬في‭ ‬عملهم،‭ ‬وسيؤثر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬تقييمهم‭ ‬السنوي‭. ‬المشكلة‭ ‬أن‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬كما‭ ‬يبدو‭ ‬لم‭ ‬يستوعبوا‭ ‬المرحلة‭ ‬الجديدة‭ ‬والتغيير‭ ‬المفاجئ‭ ‬في‭ ‬أساليب‭ ‬التعليم‭ ‬الحديثة،‭ ‬ومازالوا‭ ‬يراوحون‭ ‬مكانهم‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬التقليدي‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬عن‭ ‬بُعد،‭ ‬فلماذا‭ ‬يطالب‭ ‬الطلبة‭ ‬بأعمال‭ ‬فنية‭ ‬تكلفهم‭ ‬عشرات‭ ‬الدنانير‭ ‬لإنجاز‭ ‬عمل‭ ‬يدوي‭ ‬واحد‭! ‬وكيف‭ ‬لطالب‭ ‬أن‭ ‬يُمتحن‭ ‬في‭ ‬مادة‭ ‬كالحاسوب‭ ‬وهو‭ ‬أصلاً‭ ‬لم‭ ‬يتلق‭ ‬أية‭ ‬دروس‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬حولها‭! ‬والطامة‭ ‬إن‭ ‬اعترف‭ ‬المدرسون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بأنهم‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يواجهون‭ ‬مشاكل‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الحاسوب،‭ ‬فكيف‭ ‬بأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬وخصوصاً‭ ‬البسطاء‭ ‬منهم‭!‬

وحتى‭ ‬المشرفون‭ ‬الاجتماعيون،‭ ‬هل‭ ‬تعلم‭ ‬الوزارة‭ ‬أنهم‭ ‬مكلفون‭ ‬بتصميم‭ ‬أفلام‭ ‬توعوية‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬اختصاصهم‭ ‬بذلك؟‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تعمم‭ ‬على‭ ‬المدارس‭ ‬أفلام‭ ‬توعوية‭ ‬ذات‭ ‬أهداف‭ ‬محددة‭ ‬وبجودة‭ ‬عالية‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التخبط‭ ‬الذي‭ ‬يواجهه‭ ‬أولئك‭ ‬المشرفون‭ ‬لقدراتهم‭ ‬المتواضعة‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬تلك‭ ‬الأفلام‭! ‬وما‭ ‬الحكمة‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬الطابور‭ ‬الصباحي‭ ‬والأسبوع‭ ‬الثقافي،‭ ‬ومجلس‭ ‬الآباء؟

على‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬أن‭ ‬تنتبه‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬داخل‭ ‬المدارس‭ ‬اليوم،‭ ‬وأن‭ ‬تصدر‭ ‬تعميمات‭ ‬من‭ ‬قسم‭ ‬الإرشاد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والخدمات‭ ‬الطلابية‭ ‬يحدد‭ ‬فيه‭ ‬مهمات‭ ‬المدرسين‭ ‬والمشرفين‭ ‬الاجتماعيين،‭ ‬والمواد‭ ‬الأساسية‭ ‬المطالب‭ ‬المدرس‭ ‬بها،‭ ‬لغلق‭ ‬باب‭ ‬أهواء‭ ‬المدراء‭ ‬الذين‭ ‬يصدرون‭ ‬كما‭ ‬يبدو‭ ‬أوامر‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬ما‭ ‬وجهت‭ ‬به‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭.‬

 

ياسمينة‭:

‬لا‭ ‬تثقلوا‭ ‬الطلبة‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور‭ ‬والمعلمين‭ ‬أكثر‭.‬