العِلم لصالح السلام والتنمية

| عبدعلي الغسرة

للعِلم‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬للمجتمعات‭ ‬وحياة‭ ‬الإنسان،‭ ‬فهو‭ ‬سلاح‭ ‬ذو‭ ‬حدين،‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬استخدامه‭ ‬إيجابيًا‭ ‬فيه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخير‭ ‬للإنسان،‭ ‬وإذا‭ ‬استخدم‭ ‬سلبيًا‭ ‬فتكون‭ ‬مخرجاته‭ ‬سيئة،‭ ‬فالأمم‭ ‬التي‭ ‬تهتم‭ ‬بالعِلم‭ ‬والعلماء‭ ‬نهضت‭ ‬وأنتجت‭ ‬وتقدمت،‭ ‬فالعِلم‭ ‬ليس‭ ‬قراءة‭ ‬ولا‭ ‬كتابة،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬لحياة‭ ‬أفضل،‭ ‬حياة‭ ‬ملؤها‭ ‬السكينة‭ ‬والسلام،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬لأية‭ ‬أمة‭ ‬أن‭ ‬تبني‭ ‬ذاتها‭ ‬إلا‭ ‬بالعِلم،‭ ‬فهو‭ ‬السبيل‭ ‬لتنميتها،‭ ‬والتنمية‭ ‬لا‭ ‬تتم‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العِلم‭ ‬والمتعلمين‭ ‬وبالأكفاء‭ ‬والمجتهدين،‭ ‬والعِلم‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أدوات‭ ‬التنمية،‭ ‬فلا‭ ‬يُستخدم‭ ‬لتدمير‭ ‬المجتمعات‭ ‬وتعريض‭ ‬الإنسان‭ ‬للمهالك،‭ ‬بل‭ ‬لتطوير‭ ‬المجتمعات‭ ‬وتحقيق‭ ‬المنافع‭ ‬والسعادة‭ ‬للإنسان،‭ ‬منافع‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية،‭ ‬ثقافية‭ ‬غذائية‭ ‬ودوائية،‭ ‬وهي‭ ‬منافع‭ ‬تحقق‭ ‬تطلعات‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والعمل‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬معالم‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬يتمناها‭ ‬الجميع‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الألم‭ ‬والمرض،‭ ‬وعن‭ ‬الجوع‭ ‬والفقر‭ ‬وعن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يُعيق‭ ‬حياتهم‭ ‬ويُثقُلها‭.‬

والاحتفاء‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬لأجل‭ ‬تعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬العام‭ ‬بدور‭ ‬العلم‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬السلمية‭ ‬والمستدامة،‭ ‬ولتحقيق‭ ‬التضامن‭ ‬الوطني‭ ‬والدولي‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬باستخدام‭ ‬العِلم‭ ‬لصالح‭ ‬المجتمعات‭ ‬ولفت‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬العِلم‭ ‬لصالح‭ ‬التنمية‭ ‬والسلام‭.‬

لا‭ ‬يزال‭ ‬يُعاني‭ ‬العالم‭ ‬ومنذُ‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬ويبذل‭ ‬العُلماء‭ ‬والأطباء‭ ‬سعيهم‭ ‬لإيقافه،‭ ‬ويبحثون‭ ‬عن‭ ‬الدواء‭ ‬لإبعاده،‭ ‬فيجب‭ ‬استثمار‭ ‬العِلم‭ ‬لتخليص‭ ‬الإنسان‭ ‬والمجتمعات‭ ‬من‭ ‬الأوبئة‭ ‬والأمراض،‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬إنتاج‭ ‬أسلحة‭ ‬الموت‭ ‬والدمار،‭ ‬فإنتاج‭ ‬وتجارة‭ ‬الدواء‭ ‬والغذاء‭ ‬تهب‭ ‬الحياة‭ ‬للإنسان،‭ ‬أما‭ ‬تجارة‭ ‬السلاح‭ ‬فتقضي‭ ‬على‭ ‬حياته،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬العِلمي‭ ‬الدولي‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬لإنتاج‭ ‬الدواء‭ ‬الفعال‭ ‬وتيسيره‭ ‬لجميع‭ ‬البشر‭ ‬بدون‭ ‬استثناء‭ ‬وما‭ ‬يكفيهم‭ ‬من‭ ‬الغذاء،‭ ‬بجانب‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتحسين‭ ‬بيئة‭ ‬الأرض‭ ‬وتلطيف‭ ‬مناخها‭ ‬والعناية‭ ‬بمياهها‭ ‬وبالاستخدام‭ ‬الأمثل‭ ‬لمواردها،‭ ‬وذلك‭ ‬يتحقق‭ ‬بمشاركة‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬مع‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬من‭ ‬عِلمية‭ ‬وثقافية‭ ‬وبحثية‭ ‬ومجتمعية‭ ‬ومهنية‭ ‬وإعلامية‭ ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬اليونسكو‭.‬

في‭ ‬2020م‭ ‬سيكون‭ ‬موضوع‭ ‬يوم‭ ‬العلم‭ ‬لصالح‭ ‬السلام‭ ‬والتنمية‭ ‬“العِلم‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬ولمنفعته‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كوفيد‭ ‬19”،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬استخدام‭ ‬أفضل‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬بمشاركة‭ ‬جميع‭ ‬العلماء‭ ‬وصانعي‭ ‬السياسات‭ ‬لجني‭ ‬ثمار‭ ‬البحث‭ ‬العِلمي‭ ‬لدحر‭ ‬الكوفيد،‭ ‬ويُمثل‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬لاستخدام‭ ‬المعارف‭ ‬العِلمية‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬ودعمها‭ ‬وتمويلها‭ ‬دوليًا،‭ ‬وتخليص‭ ‬مناطق‭ ‬النزاعات‭ ‬من‭ ‬آلام‭ ‬الدمار‭ ‬وألم‭ ‬الجوع‭ ‬والعطش‭ ‬والتشرد‭ ‬والمرض‭ ‬والقحط،‭ ‬والعمل‭ ‬معًا‭ ‬لأجل‭ ‬تحقيق‭ ‬المجتمعات‭ ‬الإنسانية‭ ‬المستدامة‭.‬