خليفة بن سلمان والتنمية البشرية في 64 عاما (2)

| د. حسين المهدي

في‭ ‬مقالنا‭ ‬السابق‭ ‬سلطنا‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬البشرية‭ ‬الشاملة‭ ‬والمستدامة‭ ‬خلال‭ ‬64‭ ‬عاماً‭ (‬1956‭ - ‬2020‭)‬،‭ ‬عبر‭ ‬تناولنا‭ ‬تنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬عناصر‭ ‬الإنتاج‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخمسة‭ ‬المعروفة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬والموارد‭ ‬الرأسمالية‭ ‬والموارد‭ ‬التنظيمية‭ ‬وأخيرا‭ ‬الموارد‭ ‬المعلوماتية‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الاتصالاتية،‭ ‬مركزين‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬وتحديدا‭ ‬خلال‭ ‬الخمسينات‭ ‬والستينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ (‬1956‭ - ‬1966‭) ‬ونستكمل‭ ‬اليوم‭ ‬موضوعنا‭ ‬بالتطرق‭ ‬لفترة‭ ‬السبعينات‭ ‬إلى‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر‭ (‬1970‭ - ‬2020‭). ‬

في‭ (‬19/1/1970‭) ‬تم‭ ‬تعيين‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬رئيسا‭ ‬لمجلس‭ ‬الدولة‭ - ‬كنقلة‭ ‬نوعية‭ ‬للمجلس‭ ‬الإداري‭ - ‬الذي‭ ‬ترأسه‭ ‬للسنوات‭ ‬الأربع‭ ‬قبل‭ ‬الاستقلال‭ (‬1966‭ - ‬1970‭) ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬الخطوة‭ ‬الكبيرة‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1971‭. ‬بداية‭ ‬الثمانينات‭ ‬شهدت‭ ‬تأسيس‭ ‬أول‭ ‬جمعية‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ (‬1981‭) ‬وهي‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬للتدريب‭ ‬وتنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ (‬BSTD‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬أعيد‭ ‬تسجيلها‭ ‬في‭ ‬1991،‭ ‬والتي‭ ‬حضيت‭ ‬برعاية‭ ‬المغفور‭ ‬له،‭ ‬حيث‭ ‬انتخبت‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬إدارتها‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ (‬2002‭ - ‬2004‭) ‬واستقبلنا‭ ‬سموه‭ ‬وكوكبة‭ ‬متميزة‭ ‬من‭ ‬محترفي‭ ‬التدريب‭ ‬وتنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الدورة‭ (‬2002‭)‬،‭ ‬وكنا‭ (‬28‭)‬،‭ ‬يحضنا‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬إعطاء‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬الوطني‭ ‬كل‭ ‬الاهتمام‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬نملك‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬ليقوم‭ ‬بمهماته‭ ‬في‭ ‬نمو‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وكان‭ ‬بيننا‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ ‬غاز‭ ‬البحرين‭ ‬الوطنية‭ ‬وجاسم‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬والمرحوم‭ ‬جمعة‭ ‬منديل،‭ ‬وأحمد‭ ‬البحر‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لصحيفة‭ (‬البلاد‭)‬،‭ ‬وأحمد‭ ‬البناء‭ ‬الذي‭ ‬انتخب‭ ‬مؤخراً‭ ‬رئيساً‭ ‬للاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لمنظمات‭ ‬التدريب‭ ‬والتطوير‭ (‬IFTDO‭) ‬وعقد‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬أول‭ ‬مؤتمر‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ (‬2002‭) ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬وحضور‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬كدليل‭ ‬لاهتمامه‭ ‬بقطاع‭ ‬تطوير‭ ‬الكوادر‭ ‬البشرية‭.‬

حصل‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬“جائزة‭ ‬القيادة‭ ‬المتميزة‭ ‬للعام‭ ‬2016”‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لمنظمات‭ ‬التدريب‭ ‬وتنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ (‬IFTDO‭) ‬كأول‭ ‬شخصية‭ ‬عالمية‭ ‬قيادية‭ ‬تنال‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة،‭ ‬وبعدها‭ ‬بعام‭ ‬نال‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬“درع‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬التنموي”‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬ويعد‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬أول‭ ‬قائد‭ ‬عربي‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬التي‭ ‬استحدثتها‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬آنذاك‭ ‬والتي‭ ‬تمنح‭ ‬للشخصيات‭ ‬العربية‭ ‬الرفيعة‭ ‬ذات‭ ‬الإسهام‭ ‬الفعال‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬التنموي‭.‬

لقاء‭ ‬المغفور‭ ‬له،‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ (‬30/7/2019‭) ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬للتدريب‭ ‬والتنمية‭ ‬البشرية‭ (‬BSTD‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬“أن‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬تشكل‭ ‬مرتكزا‭ ‬رئيسيا‭ ‬ضمن‭ ‬جهود‭ ‬الحكومة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمستويات‭ ‬الجودة‭ ‬للخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مواكبة‭ ‬مستجدات‭ ‬العصر‭ ‬ودعم‭ ‬الابتكار‭ ‬والإبداع‭ ‬نحو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التطوير”‭. ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬ديدنه‭ ‬حتى‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬ودعنا‭ ‬فيه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭.‬