نبض العالم

أوروبا تحت المجهر

| علي العيناتي

‭* ‬سنة‭ ‬2020‭ ‬هي‭ ‬غريبة‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬التي‭ ‬غيّرت‭ ‬جميع‭ ‬التركيبات‭ ‬الفسيولوجية‭ ‬وأثرت‭ ‬على‭ ‬السلوكيات‭ ‬اليومية‭ ‬إنما‭ ‬أصبحت‭ ‬غريبة‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬سُجلت‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬العالمية‭!!.‬

‭ ‬فبعد‭ ‬ثمانية‭ ‬بايرن‭ ‬ميونيخ‭ ‬المذلة‭ ‬في‭ ‬شباك‭ ‬برشلونة‭ ‬أتت‭ ‬سباعية‭ ‬استون‭ ‬فيلا‭ ‬على‭ ‬ليفربول‭.. ‬فجعل‭ ‬الجميع‭ ‬يراهن‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬مجرد‭ ‬نتائج‭ ‬قلما‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬وأن‭ ‬بسباعية‭ ‬فيلا‭ ‬سينتهي‭ ‬باب‭ ‬المفاجآت‭ ‬وستعود‭ ‬النتائج‭ ‬لوضعها‭ ‬الطبيعي‭.. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬اسبانيا‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬رأي‭ ‬مخالف‭ ‬وأبت‭ ‬إلا‭ ‬وأن‭ ‬تكمل‭ ‬مسلسل‭ ‬الصدمات‭ ‬وتعرض‭ ‬المانيا‭ ‬العريقة‭ ‬لهزيمة‭ ‬مهينة‭ ‬بسداسية‭ ‬بيضاء‭ ‬هي‭ ‬الاقسى‭ ‬على‭ ‬أحفاد‭ ‬هتلر‭ ‬منذ‭ ‬90‭ ‬عاماً‭!!.‬

‭  ‬حتما‭ ‬ستبقى‭ ‬سنة‭ ‬2020‭ ‬خالدة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬بفداحتها‭ ‬وغرابتها‭!!.‬

‭  * ‬مدرب‭ ‬المنتخب‭ ‬الإيطالي‭ ‬روبرتو‭ ‬مانشيني‭ ‬قام‭ ‬بعمل‭ ‬كبير‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬مسؤولية‭ ‬تدريب‭ ‬الازوري‭.. ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬فقدت‭ ‬ايطاليا‭ ‬شخصيتها‭ ‬لعدة‭ ‬سنوات‭ ‬تمكن‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬المباريات‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬الهيبة‭ ‬و”الغرينتا”‭ ‬الايطالية‭ ‬المعروفة‭.‬

‭  ‬مانشيني‭ ‬تمكّن‭ ‬من‭ ‬صناعة‭ ‬فريق‭ ‬شاب‭ ‬جدا‭ ‬يبلغ‭ ‬معدل‭ ‬أعمار‭ ‬لاعبيه‭ ‬24‭ ‬سنة‭ ‬تقريبا‭ ‬وأصبح‭ ‬يقدم‭ ‬كرة‭ ‬جميلة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬التنويع‭ ‬الهجومي‭.. ‬حيث‭ ‬خلق‭ ‬منظومة‭ ‬قوية‭ ‬ومتماسكة‭ ‬ومنظمة‭ ‬بشكلٍ‭ ‬مبهر‭.‬

‭  ‬واذا‭ ‬ما‭ ‬استمرت‭ ‬ايطاليا‭ ‬بتقديم‭ ‬هذه‭ ‬المستويات‭ ‬اللافتة‭ ‬فإنها‭ ‬ستكون‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المرشحين‭ ‬للفوز‭ ‬بلقب‭ ‬كأس‭ ‬الامم‭ ‬الاوروبية‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬الصيف‭ ‬المقبل‭!!.‬

‭ ‬‭ ‬برافو‭ ‬مانشيني‭ !!‬

‭  * ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬عذر‭ ‬أمام‭ ‬مدرب‭ ‬المنتخب‭ ‬الانجليزي‭ ‬ساوثغايت‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬ظهور‭ ‬المنتخب‭ ‬الانجليزي‭ ‬بالشكل‭ ‬المرضي‭ ‬في‭ ‬مبارياته‭ ‬الاخيرة‭ ‬وفشله‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬بطاقة‭ ‬الصعود‭ ‬في‭ ‬دوري‭ ‬الامم‭ ‬الاوروبية‭.. ‬فقد‭ ‬تعرض‭ ‬للهزيمة‭ ‬العاشرة‭ ‬في‭ ‬مشواره‭ ‬وهي‭ ‬أعلى‭ ‬هزيمة‭ ‬لمدرب‭ ‬منذ‭ ‬المدرب‭ ‬السابق‭ ‬لمنتخب‭ ‬الاسود‭ ‬الثلاثة‭ ‬السويدي‭ ‬زفن‭ ‬اريكسون‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ (‬ساوثغيت‭) ‬يمتلك‭ ‬جيلاً‭ ‬مميزًا‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬الاقوى‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭ ‬لامبارد‭ ‬وجيرارد‭ ‬وسكولز‭!!.‬

‭  ‬بكل‭ ‬صراحة‭.. ‬ساوثغيت‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬مثال‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬محدودية‭ ‬إمكانيات‭ ‬المدربين‭ ‬الانجليز‭ ‬قياسًا‭ ‬بالمدربين‭ ‬الآخرين‭ ‬من‭ ‬الجنسيات‭ ‬الاخرى‭.. ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬استمرار‭ ‬الانجليز‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬المدربين‭ ‬المواطنين‭ ‬لن‭ ‬يقدم‭ ‬المنتخب‭ ‬اي‭ ‬خطوة‭ ‬للأمام‭ ‬ولن‭ ‬يستطيع‭ ‬مقارعة‭ ‬المنتخبات‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬البطولات‭ ‬ولو‭ ‬بعد‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭!!.‬