لمحات

سينما خليجية

| د.علي الصايغ

واجه‭ ‬فيلم‭ ‬321‭ ‬أكشن‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬عرضه‭ ‬انتقادات‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ولفت‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬صالات‭ ‬العرض‭ ‬السينمائية‭ ‬سجلت‭ ‬“صفر”‭ ‬حضور،‭ ‬وحسب‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متداول‭ ‬فإنه‭ ‬أوقف‭ ‬عرضه‭ ‬بعد‭ ‬ستة‭ ‬أيام،‭ ‬وعزا‭ ‬البعض‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الإجراءات‭ ‬الصحية‭ ‬الملزمة،‭ ‬وآخرون‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬الفيلم‭ ‬من‭ ‬نواح‭ ‬معينة‭. ‬وقد‭ ‬دافع‭ ‬صناع‭ ‬الفيلم‭ ‬عنه،‭ ‬لافتين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الانتقادات‭ ‬الموجهة‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر،‭ ‬قبل‭ ‬إتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬الكاملة‭ ‬للعرض،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التقييم‭!‬

بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الفيلم؛‭ ‬لأنني‭ ‬لم‭ ‬أر‭ ‬إلا‭ ‬مقاطع‭ ‬بسيطة‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬تقديم‭ ‬نقد‭ ‬مهني‭ ‬عنه،‭ ‬فإن‭ ‬المحاولات‭ ‬السينمائية‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬كانت‭ ‬متواضعة‭ ‬في‭ ‬المجمل،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬معظمها‭ ‬اجتهادات‭ ‬شخصية،‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فهناك‭ ‬دعم‭ ‬نوعاً‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية،‭ ‬وظهور‭ ‬لبعض‭ ‬الشركات‭ ‬القادرة‭ ‬إنتاجياً،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬فإن‭ ‬تأسيس‭ ‬الصناعة‭ ‬السينمائية‭ ‬لا‭ ‬يتأتى‭ ‬بدعم‭ ‬الدولة‭ ‬والمال‭ ‬وحسب،‭ ‬بل‭ ‬مع‭ ‬تأسيس‭ ‬جيل‭ ‬سينمائي‭ ‬موهوب‭ ‬فطرياً‭ ‬ومثقف‭ ‬فنياً،‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬دعم‭ ‬الدولة‭ ‬كان‭ ‬العامل‭ ‬الأساس‭ ‬لريادة‭ ‬السينما‭ ‬المصرية‭ ‬عربياً،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬للخليج‭ ‬فهناك‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬جيل‭ ‬سينمائي‭ ‬موهوب‭ ‬يؤسس‭ ‬من‭ ‬الصفر،‭ ‬ليس‭ ‬صفر‭ ‬شباك‭ ‬التذاكر،‭ ‬بل‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬ويدعم‭ ‬طموحه،‭ ‬ولا‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬المحاولات‭ ‬البسيطة،‭ ‬ولا‭ ‬يوضع‭ ‬في‭ ‬خلط‭ ‬مربك‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الأوساط‭ ‬التعبيرية‭ ‬المختلفة،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭ ‬بجدية‭ ‬أكثر،‭ ‬هذا‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬تأسيس‭ ‬صناعة‭ ‬سينمائية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬ترك‭ ‬بصمة،‭ ‬لها‭ ‬حضورها‭ ‬الملفت،‭ ‬وجماهيرها‭ ‬المحبة،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬علامة‭ ‬فنية‭ ‬فارقة‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬يوماً‭ ‬ما‭ ‬“السينما‭ ‬الخليجية”،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬الوقت‭ ‬مازال‭ ‬باكراً‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬سينما‭ ‬بهذا‭ ‬الحجم‭ ‬والمستوى،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬حققت‭ ‬بعض‭ ‬التجارب‭ ‬السينمائية‭ ‬إشادات‭ ‬نقدية‭ ‬أو‭ ‬جماهيرية‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬أو‭ ‬هناك‭.‬