لا للعنف ضد المرأة

| عبدعلي الغسرة

المرأة‭ ‬أيقونة‭ ‬الحياة‭ ‬وعطرها،‭ ‬رعايتها‭ ‬وحمايتها‭ ‬حماية‭ ‬للجنس‭ ‬البشري،‭ ‬ولأجل‭ ‬حمايتها‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأمان‭ ‬لها‭ ‬اعتمدت‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1979م‭ ‬اتفاقية‭ ‬“القضاء‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬التمييز‭ ‬ضد‭ ‬المرأة”،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬لم‭ ‬تشفع‭ ‬للنساء‭ ‬ولم‭ ‬تحمهم‭ ‬من‭ ‬عُنف‭ ‬الآخر،‭ ‬ولم‭ ‬تستجب‭ ‬المجتمعات‭ ‬لمبادرة‭ ‬2008م‭ ‬“مبادرة‭ ‬اتحدوا‭ ‬لإنهاء‭ ‬العُنف‭ ‬ضد‭ ‬المرأة”،‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬وتلك‭ ‬الاتفاقية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬الوطنية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬لمنع‭ ‬العُنف‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬لزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬بأهمية‭ ‬المرأة‭ ‬ودورها‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

وتتعدد‭ ‬أشكال‭ ‬العُنف‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬“الضرب‭ ‬المنزلي،‭ ‬الاغتصاب‭ ‬الجنسي‭ ‬والزواج‭ ‬من‭ ‬مغتصبها،‭ ‬اغتصاب‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة،‭ ‬الإساءة‭ ‬النفسية،‭ ‬قتل‭ ‬النساء‭ ‬بذريعة‭ ‬الشرف،‭ ‬المضايقات‭ ‬الجنسية‭ ‬والتحرش‭ ‬التقليدي‭ ‬والإلكتروني،‭ ‬التجارة‭ ‬بالبشر‭ ‬والاختطاف،‭ ‬الاستغلال‭ ‬الجنسي‭ ‬وتشويه‭ ‬أعضاء‭ ‬المرأة‭ ‬التناسلية،‭ ‬زواج‭ ‬الأطفال”،‭ ‬بجانب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬قوانين‭ ‬رادعة‭ ‬تحمي‭ ‬المرأة‭ ‬وتوفر‭ ‬لها‭ ‬الحياة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الكريمة‭. ‬

الكثير‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬تتشدق‭ ‬بالمفاهيم‭ ‬الدينية‭ ‬والمصطلحات‭ ‬الثورية‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬فيها‭ ‬مقهورات‭ ‬مسلوبات‭ ‬الإرادة‭ ‬والحياة‭ ‬ولا‭ ‬يلقين‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬وممنوعات‭ ‬من‭ ‬التصرف‭ ‬بحياتهن‭ ‬بحرية‭. ‬إن‭ ‬العُنف‭ ‬ضد‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬انتشارًا‭ ‬واستمرارًا‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬ويَبقى‭ ‬المُعتدي‭ ‬طليقًا‭ ‬بسبب‭ ‬انعدام‭ ‬العقاب‭ ‬وصمت‭ ‬المجتمع‭ ‬والأهل‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬الفضيحة‭ ‬ووصمة‭ ‬العار‭.‬

يُعتبر‭ ‬العُنف‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬جريمة‭ ‬بحقها‭ ‬لأنه‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬أذى‭ ‬ومعاناة‭ ‬لها‭ ‬ويؤثر‭ ‬على‭ ‬صحتها‭ ‬الجسمانية‭ ‬والنفسية‭ ‬والأسرية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والمهنية،‭ ‬ويُمثل‭ ‬حاجزًا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ويُعيق‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬

المرأة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجتمع‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬لأسرتها‭ ‬ومجتمعها‭ ‬وبلادها،‭ ‬وشريكة‭ ‬للرجل‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬والتنمية،‭ ‬وليكن‭ ‬صوتنا‭ ‬مدويًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المنازل‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والأماكن‭ ‬ضد‭ ‬العُنف،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬إدانة‭ ‬جُناة‭ ‬العُنف‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬الأسرة‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭ ‬قانونيًا‭.‬

لابد‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬المرأة،‭ ‬والعمل‭ ‬معًا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصدي‭ ‬لكل‭ ‬أنواع‭ ‬العُنف‭ ‬ضدها،‭ ‬وهي‭ ‬دعوة‭ ‬لإحياء‭ ‬العدل‭ ‬والمساواة‭ ‬والتزام‭ ‬مبادئ‭ ‬الشرائع‭ ‬السماوية‭ ‬والتمسك‭ ‬بالمعاهدات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬المُتعلقة‭ ‬بالنساء‭ ‬لتهيئة‭ ‬بيئة‭ ‬قانونية‭ ‬ومجتمعية‭ ‬تحقق‭ ‬الأمن‭ ‬النسائي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭.‬