ركائز التطوير التربوي واستدامة النظام التعليمي في فكر القائد الكبير

| محمد الحلِّي

عندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬بناء‭ ‬الدول‭ ‬وتطورها‭ ‬والتقدم‭ ‬والحضارة،‭ ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬أساس‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬أي‭ ‬الأنظمة‭ ‬التعليمية‭ ‬وما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬عظيمة‭ ‬بتخريج‭ ‬أجيال‭ ‬متلاحقة‭ ‬من‭ ‬المبدعين‭ ‬والقادة‭ ‬الذين‭ ‬تبنى‭ ‬بهم‭ ‬الأوطان،‭ ‬وهنا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الوقوف‭ ‬مطولا‭ ‬أمام‭ ‬الفكر‭ ‬النير‭ ‬لمؤسس‭ ‬هذه‭ ‬النهضة‭ ‬التعليمية‭ ‬المباركة‭ ‬منذ‭ ‬أغسطس‭ ‬1956م،‭ ‬الداعم‭ ‬الأول‭ ‬للتعليم‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭.‬

فالمتتبع‭ ‬لمراحل‭ ‬تطور‭ ‬الحركة‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬تولي‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬رئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬المعارف‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬يناير‭ ‬1957،‭ ‬يدرك‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬اعتمده‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬عندما‭ ‬وجه‭ ‬بتأسيس‭ ‬نظام‭ ‬تعليمي‭ ‬مستدام‭ ‬يستقصي‭ ‬خبرات‭ ‬وتجارب‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬ويضع‭ ‬أساسات‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬عربيا‭ ‬ودوليا‭ ‬التي‭ ‬تثري‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬بالمملكة‭ ‬بالتطبيقات‭ ‬الناجحة‭ ‬والخطط‭ ‬المستقبلية‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬تطوير‭ ‬الميدان‭ ‬التربوي‭ ‬والعملية‭ ‬التعليمية‭ ‬برمتها‭ ‬ومواكبتها‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬هم‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬الأول،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬زيارات‭ ‬سموه‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬الميدانية‭ ‬المتتابعة‭ ‬لتفقد‭ ‬المدارس‭ ‬في‭ ‬قرى‭ ‬ومدن‭ ‬المملكة‭ ‬والتأكد‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬من‭ ‬مدى‭ ‬تطبيقها‭ ‬جميع‭ ‬متطلبات‭ ‬سلامة‭ ‬الطلبة‭ ‬والهيئات‭ ‬الإدارية‭ ‬والتعليمية‭ ‬وتوجيهات‭ ‬سموه‭ ‬بعدها‭ ‬بتوفير‭ ‬كل‭ ‬الاحتياجات‭ ‬والميزانيات‭ ‬التشغيلية،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬شاهدا‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬سموه‭ ‬غير‭ ‬المحدود‭ ‬للقطاع‭ ‬التعليمي‭ ‬الذي‭ ‬يستذكر‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬الوقفات‭ ‬الجليلة‭ ‬من‭ ‬رجل‭ ‬بمكانة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭.‬

نقطة‭ ‬أخيرة

إن‭ ‬فكر‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬كان‭ ‬حائط‭ ‬الصد‭ ‬الأول‭ ‬لتأثيرات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬على‭ ‬الميدان‭ ‬التعليمي،‭ ‬فلم‭ ‬تستطع‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬شل‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬حيث‭ ‬أسس‭ ‬سموه‭ ‬نظاما‭ ‬أساسه‭ ‬الاستدامة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬متابعة‭ ‬سموه‭ ‬الشخصية‭ ‬لـ‭ ‬“الخطط‭ ‬البديلة”‭ ‬والنظرة‭ ‬المستقبلية‭ ‬ومواكبة‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬والتكنولوجي‭ ‬وتأسيس‭ ‬الشراكات‭ ‬والتعاون‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭.‬