مواقف إدارية

القائد الراحل وجمعية البحرين للتدريب

| أحمد البحر

إن‭ ‬الفرد‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬لأي‭ ‬عملية‭ ‬بناء‭ ‬وتطوير‭ ‬وارتقاء‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬أو‭ ‬مؤسسة‭ ‬أو‭ ‬منظمة‭. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكده‭ ‬دائمًا‭ ‬ويؤمن‭ ‬به‭ ‬المشتغلون‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭. ‬فكلما‭ ‬تعاملت‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬وهذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬في‭ ‬الإعداد‭ ‬المناسب‭ ‬لهذا‭ ‬الفرد‭ ‬وتهيئته‭ ‬للقيام‭ ‬بدوره‭ ‬المنشود‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬العملية‭ ‬بالأسلوب‭ ‬العلمي‭ ‬والمهني،‭ ‬كلما‭ ‬زادت‭ ‬إنتاجيته‭ ‬كمًا‭ ‬ونوعًا‭ ‬وبالتالي‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬دوره‭ ‬باقتدار‭ ‬وكما‭ ‬رسم‭ ‬وخطط‭ ‬له‭.‬

فالإنسان‭ ‬هو‭ ‬مصدر‭ ‬الثروة‭ ‬ومكتشفها‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬الثروة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للدول‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬لذا‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬الاختصاصيون‭ ‬مصطلح‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬وإيمانًا‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬بدور‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وطنه‭ ‬وتقدمه،‭ ‬يقول‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬’’وطننا‭ ‬صغير‭ ‬بمساحته‭ ‬كبير‭ ‬بطموحاته،‭ ‬إن‭ ‬الدول‭ ‬لا‭ ‬يقاس‭ ‬ثراؤها‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تملك‭ ‬من‭ ‬إمكانات‭ ‬مادية‭ ‬ولكن‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تملك‭ ‬من‭ ‬ثروة‭ ‬بشرية‘‘‭.‬

نستذكر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬توجيهات‭ ‬سموه‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭) ‬وتحفيزه‭ ‬المستمر‭ ‬لنا‭ ‬نحن‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬للتدريب‭ ‬وتنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬وإدارتها‭ ‬التنفيذية‭ ‬عند‭ ‬تشرفنا‭ ‬بلقاء‭ ‬سموه‭ ‬أو‭ ‬حضور‭ ‬مجلسه‭. ‬كان‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذنه‭ ‬يؤكد‭ ‬لنا‭ ‬دائمًا‭ ‬إيمانه‭ ‬العميق‭ ‬بقدرات‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬ومدى‭ ‬فخره‭ ‬بإنجازاته‭ ‬وأهمية‭ ‬التدريب‭ ‬والتطوير‭ ‬في‭ ‬إكسابه‭ ‬القدرات‭ ‬المتجددة‭ ‬التي‭ ‬تؤهله‭ ‬لمواكبة‭ ‬المتغيرات‭ ‬والتطورات‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭. ‬المواطن‭ ‬لدى‭ ‬سموه‭ ‬هو‭ ‬الثروة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للوطن‭ ‬فهو‭ ‬الأساس‭ ‬والمحرك‭ ‬الرئيس‭ ‬لتقدمه‭ ‬وازدهاره‭.‬

من‭ ‬المناسبات‭ ‬التي‭ ‬تجلى‭ ‬فيها‭ ‬دعم‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭) ‬للجمعية‭ ‬في‭ ‬أعظم‭ ‬صوره‭ ‬كان‭ ‬عندما‭ ‬شرفنا‭ ‬سموه‭ ‬بإلقاء‭ ‬كلمة‭ ‬المتحدث‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬مؤتمر‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للتدريب‭ ‬والتطوير،‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬تحت‭ ‬رعايته‭ ‬الكريمة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2002‭ ‬وحضره‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬ماليزيا‭ ‬حينذاك‭ ‬الدكتور‭ ‬مها‭ ‬تير‭ ‬محمد‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬الشخصيات‭ ‬الرسمية‭ ‬والمهنية‭ ‬والاختصاصيين‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الدول‭.‬

‭ ‬جزى‭ ‬الله‭ ‬أميرنا‭ ‬الراحل‭ ‬كل‭ ‬خير‭ ‬وتغمده‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭.‬