ريشة في الهواء

والد البحرين كبرت وتعاليت وتساميت

| أحمد جمعة

كتبت‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬بحياةِ‭ ‬القائد‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬ولروحه‭ ‬السلام‭ ‬مقولة‭ ‬“القائد‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الآخرين‭ ‬يثقون‭ ‬به،‭ ‬أما‭ ‬القائد‭ ‬المميز‭ ‬فهو‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الآخرين‭ ‬يثقون‭ ‬بأنفسهم”،‭ ‬واليوم‭ ‬أجد‭ ‬نفسي‭ ‬مواجهًا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬تأملتها‭ ‬حتى‭ ‬تأكدتُ‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬تلك‭ ‬المقولة،‭ ‬فمن‭ ‬لا‭ ‬يثق‭ ‬بنفسهِ‭ ‬لا‭ ‬ينتمي‭ ‬لهذه‭ ‬الأرض‭ ‬ولهذا‭ ‬الوطن‭ ‬والنسيج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المتحاب‭ ‬المعاضد‭ ‬مع‭ ‬بعضه‭ ‬البعض،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬المحن،‭ ‬وقد‭ ‬تعلمنا‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬المعلم‭ ‬الأول‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬فمن‭ ‬يشذ‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬النسيج‭ ‬ويغرف‭ ‬من‭ ‬بئر‭ ‬عكر‭ ‬ويخلط‭ ‬الأوراق‭ ‬لا‭ ‬ثقة‭ ‬فيه‭ ‬ولا‭ ‬ثقة‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬ولا‭ ‬ينتمي‭ ‬لهذا‭ ‬القائد‭ ‬وهذا‭ ‬الشعب‭.‬

نحن‭ ‬البحرينيون‭ ‬بطبيعتنا‭ ‬واثقون‭ ‬من‭ ‬أنفسنا‭ ‬وبعلاقتنا‭ ‬بقائدنا‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يكف‭ ‬عن‭ ‬القول‭ ‬“إن‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬يستحق‭ ‬الكثير‭ ‬ورضا‭ ‬المواطن‭ ‬هو‭ ‬المؤشر‭ ‬لنجاح‭ ‬أي‭ ‬برنامج‭ ‬خدمي‭ ‬أو‭ ‬تنموي،‭ ‬وما‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬ذلك‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬وإن‭ ‬المواطن‭ ‬هو‭ ‬المعيار‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الأولويات‭ ‬باعتباره‭ ‬جوهر‭ ‬التنمية‭ ‬ومقصدها‭ ‬الأساسي”‭.‬

كلما‭ ‬استفحلت‭ ‬التحديات‭ ‬لجأنا‭ ‬لسموه،‭ ‬كلما‭ ‬واجهنا‭ ‬العواصف‭ ‬نظرنا‭ ‬تجاهه،‭ ‬وكلما‭ ‬احترنا‭ ‬انتظرنا‭ ‬توجيهه،‭ ‬من‭ ‬لنا‭ ‬غيره‭ ‬عندما‭ ‬تشتد‭ ‬المحن؟‭ ‬إلا‭ ‬ناكر‭ ‬الجميل،‭ ‬والمتخفي‭ ‬وراء‭ ‬الدين‭.. ‬لقد‭ ‬مررنا‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬وكان‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬لنا‭ ‬إلا‭ ‬هو،‭ ‬حتى‭ ‬مرضه‭ ‬وتعبه‭ ‬لم‭ ‬يشغله‭ ‬عن‭ ‬المواطن‭ ‬واحتياجاته‭ ‬ومتطلبات‭ ‬حياته‭ ‬اليومية‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬والمصالح‭ ‬والهموم‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬دائماً‭ ‬هاجسه‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬رعايته‭ ‬الدائمة‭ ‬لشؤون‭ ‬الخلق،‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬دائماً‭ ‬أن‭ ‬أية‭ ‬خدمات‭ ‬لا‭ ‬ترضي‭ ‬المواطن‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬فيها‭.‬

كان‭ ‬سموه‭ ‬قريبا‭ ‬منا‭ ‬بجوهره‭ ‬الحقيقي‭ ‬الناصع‭ ‬بالصدق‭ ‬والإخلاص،‭ ‬ولا‭ ‬تصدر‭ ‬عنه‭ ‬مجرد‭ ‬تصريحات‭ ‬للاستهلاك‭ ‬الإعلامي،‭ ‬لإرضاء‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬حرصه‭ ‬المتكرر‭ ‬بكل‭ ‬المواقف‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬إحساسه‭ ‬بمعاناة‭ ‬الناس‭ ‬وحاجتهم‭ ‬للرعاية‭ ‬الحقيقية‭ ‬السريعة‭ ‬والمؤكدة‭ ‬والتي‭ ‬تضفي‭ ‬على‭ ‬حياتهم‭ ‬الطمأنينة‭ ‬والاستقرار‭ ‬والأمان‭ ‬لأسرهم‭ ‬وأبنائهم،‭ ‬وقد‭ ‬شهد‭ ‬من‭ ‬رافقه‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬ينام‭ ‬الليل‭ ‬وفكره‭ ‬مع‭ ‬شعبه‭ ‬حتى‭ ‬وهو‭ ‬بفراش‭ ‬المرض‭.‬

إن‭ ‬عبارة‭ ‬رضا‭ ‬المواطن‭ ‬مؤشر‭ ‬النجاح‭ ‬نظرية‭ ‬صادقة‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬حكيمة‭ ‬ورحيمة‭ ‬جسدت‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬والقائد‭... ‬إلى‭ ‬الفردوس‭ ‬الأعلى‭ ‬يا‭ ‬والد‭ ‬البحرين‭.‬

 

تنويرة‭: ‬

لا‭ ‬تصدق‭ ‬من‭ ‬يدعي‭ ‬أنه‭ ‬يحبك‭ ‬وقت‭ ‬الرخاء‭.‬