سوالف

خليفة بن سلمان... مدرسة العرب ومنارتهم

| أسامة الماجد

كان‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬منارة‭ ‬ومدرسة‭ ‬العرب‭ ‬التي‭ ‬يستهدون‭ ‬بها‭ ‬لأوضاع‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل،‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬عمق‭ ‬البصيرة‭ ‬والحكمة‭ ‬والشجاعة‭ ‬والعزم‭ ‬والإدارة‭ ‬العبقرية‭ ‬الماهرة،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬القائد‭ ‬العربي‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يمتلك‭ ‬يقظة‭ ‬القيادة‭ ‬ووضوح‭ ‬الرؤية‭ ‬والدهاء‭ ‬السياسي‭ ‬وقراءة‭ ‬المستقبل‭ ‬وكأنه‭ ‬حاضر‭ ‬بالفطرة،‭ ‬شخصية‭ ‬ذات‭ ‬تأثير‭ ‬عجيب‭ ‬وملحمة‭ ‬كفاحية‭ ‬رائعة‭ ‬جنبت‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنعطفات‭ ‬والفتن‭ ‬والمنزلقات،‭ ‬حيث‭ ‬كشف‭ ‬بحكمته‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤامرات‭ ‬الخبيثة‭.‬

سموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬لخص‭ ‬بأسلوب‭ ‬واضح‭ ‬الفوضى‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬“الربيع‭ ‬العربي”‭ ‬بالقول‭ (‬وإننا‭ ‬لنتعجب‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يصفون‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬“ربيعا”،‭ ‬فهل‭ ‬رأى‭ ‬أحد‭ ‬ربيعا‭ ‬تتدهور‭ ‬فيه‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬الذي‭ ‬نراه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬بمنطقتنا،‭ ‬وإذا‭ ‬كانوا‭ ‬يصفون‭ ‬الجحيم‭ ‬بأنه‭ ‬“ربيع”‭ ‬و”فوضى‭ ‬خلاقة”‭ ‬فهو‭ ‬خداع‭ ‬للناس‭ ‬بازدهار‭ ‬زائف‭).‬

كما‭ ‬حذر‭ ‬سموه‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬بانتباه‭ ‬شديد‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬موجة‭ ‬الفتن‭ ‬والخلافات‭ ‬وأساليب‭ ‬الأعداء،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ (‬إن‭ ‬بث‭ ‬الفتن‭ ‬وترويج‭ ‬الخلافات‭ ‬الطائفية،‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬الخطر‭ ‬الذي‭ ‬نحذر‭ ‬منه،‭ ‬والمدخل‭ ‬الذي‭ ‬يدخل‭ ‬منه‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬الخير‭ ‬للمنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬ويرون‭ ‬في‭ ‬تقسيمها‭ ‬هدفا‭ ‬أساسيا‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬خيرات‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬وينبغي‭ ‬أن‭ ‬نتنبه‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يحاك‭ ‬حولنا،‭ ‬وألا‭ ‬نغفل‭ ‬عن‭ ‬خطوات‭ ‬تنفيذه‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬ماثلة‭ ‬أمام‭ ‬أعيننا،‭ ‬ونؤكد‭ ‬على‭ ‬أننا‭ ‬لن‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬إحباط‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التوجهات،‭ ‬إلا‭ ‬بتكاتفنا‭ ‬ووحدتنا‭ ‬وتضامننا‭ ‬مع‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭).‬

وفي‭ ‬مناسبة‭ ‬أخرى‭ ‬قال‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ (‬إن‭ ‬استهداف‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬ومحاولة‭ ‬تقويض‭ ‬استقرارها‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬يوماً،‭ ‬وعلى‭ ‬الجميع‭ ‬الحذر‭ ‬والتمسك‭ ‬بعروة‭ ‬التعاون‭ ‬والتآخي‭ ‬فهي‭ ‬سبيل‭ ‬النجاة‭ ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬بسلام‭ ‬دونما‭ ‬أن‭ ‬تتأثر‭ ‬شعوبنا‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬تنميتها‭ ‬أو‭ ‬أمنها‭).‬

هكذا‭ ‬كان‭ ‬القائد‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬خبرة‭ ‬واسعة‭ ‬وعقل‭ ‬يفهم‭ ‬تقلبات‭ ‬العصر‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬قاموسه‭ ‬كلمة‭ ‬هزيمة‭ ‬أو‭ ‬تراجع،‭ ‬قائد‭ ‬حياته‭ ‬العظيمة‭ ‬حافلة‭ ‬بالإنجازات‭ ‬وكان‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬حمل‭ ‬الرسالة‭ ‬والأمانة‭ ‬لدينه‭ ‬وشعبه‭ ‬ووطنه‭ ‬وأمته‭.‬