سمو الشيخ علي بن خليفة... نموذجا رائعا لبر والد البحرين الراحل الكبير

| كاظم السعيد

قال‭ ‬تعالى‭ ‬“وَقَضَىٰ‭ ‬رَبُّكَ‭ ‬أَلَّا‭ ‬تَعْبُدُوا‭ ‬إِلَّا‭ ‬إِيَّاهُ‭ ‬وَبِالْوَالِدَيْنِ‭ ‬إِحْسَانًا‭ ‬ۚ‭ ‬إِمَّا‭ ‬يَبْلُغَنَّ‭ ‬عِندَكَ‭ ‬الْكِبَرَ‭ ‬أَحَدُهُمَا‭ ‬أَوْ‭ ‬كِلَاهُمَا‭ ‬فَلَا‭ ‬تَقُل‭ ‬لَّهُمَا‭ ‬أُفٍّ‭ ‬وَلَا‭ ‬تَنْهَرْهُمَا‭ ‬وَقُل‭ ‬لَّهُمَا‭ ‬قَوْلًا‭ ‬كَرِيمًا”‭ (‬23‭) ‬صدق‭ ‬الله‭ ‬العظيم‭.‬

ودعت‭ ‬البحرين‭ ‬ملكا‭ ‬وحكومة‭ ‬وشعبا‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬الموافق‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬‮٢٠٢٠‬‭ ‬والدها‭ ‬وباني‭ ‬نهضتها‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬باذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفه‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أدى‭ ‬واجبه‭ ‬الوطني‭ ‬والدور‭ ‬الأساسي‭ ‬لنهضتها‭ ‬بالتمام‭ ‬والكمال‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ستة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬كانت‭ ‬لسموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬الصولات‭ ‬والجولات‭ ‬لبناء‭ ‬البحرين‭ ‬جزيرة‭ ‬الخلود‭ ‬الوادعة،‭ ‬غفر‭ ‬الله‭ ‬له‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭ ‬وألهمنا‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬والعائلة‭ ‬المالكة‭ ‬الكريمة‭ ‬ولذريته‭ ‬الصالحة‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭.‬

لقد‭ ‬دخل‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬معضلته‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬وكان‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬بأكمله‭ ‬يتابع‭ ‬تطورات‭ ‬حالته‭ ‬الصحية‭ ‬بكل‭ ‬محبة‭ ‬ووفاء‭ ‬وتقدير‭ ‬لشخص‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬يراودهم‭ ‬حلما‭ ‬وأملا،‭ ‬داعين‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬بعودة‭ ‬سموه‭ ‬معافى‭ ‬للوطن‭ ‬الذي‭ ‬أحبه‭ ‬وأحبهم‭ ‬وعزه‭ ‬وأعزهم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬قضاء‭ ‬الله‭ ‬وقدره‭ ‬قهر‭ ‬عباده‭ ‬بالموت‭ ‬وهو‭ ‬حقا‭ ‬علينا‭ ‬تقبله‭ ‬والإيمان‭ ‬به،‭ ‬ولا‭ ‬حول‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭ ‬إلا‭ ‬بالله‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬لافتا‭ ‬البر‭ ‬والوفاء‭ ‬والحب‭ ‬العميق‭ ‬الذي‭ ‬أبداه‭ ‬نجله‭ ‬الكريم‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬لوالده‭ ‬ووالد‭ ‬البحرين‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬والذي‭ ‬أظهرها‭ ‬سموه‭ ‬بملازمة‭ ‬والده‭ ‬طوال‭ ‬رحلته‭ ‬العلاجية‭ ‬ومعايشته‭ ‬لحظة‭ ‬بلحظة‭ ‬بالصبر‭ ‬والدعاء‭ ‬له‭ ‬بالشفاء‭ ‬إيمانا‭ ‬وامتثالا‭ ‬بقوله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬ببر‭ ‬الوالدين‭ ‬والإحسان‭ ‬لهم‭ ‬عند‭ ‬الكبر‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬أنموذجا‭ ‬رائعا‭ ‬ومثالا‭ ‬حيا‭ ‬للوفاء‭ ‬والبر‭ ‬لجميع‭ ‬أبناء‭ ‬وبنات‭ ‬البحرين‭ ‬شيبا‭ ‬وشبابا،‭ ‬وذلك‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬التي‭ ‬عمل‭ ‬فيها‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬البحرين‭ ‬ووالده،‭ ‬والذي‭ ‬وفق‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المهام‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬أوكلت‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬والده‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬تكليفه‭ ‬بمنصب‭ ‬وكيلا‭ ‬للهجرة‭ ‬والجوازات‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬ووزيرا‭ ‬للمواصلات‭ ‬وانتهاء‭ ‬بتكليفه‭ ‬نائبا‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬اليد‭ ‬اليمنى‭ ‬لسموه‭ ‬الكريمة‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬والقريب‭ ‬إلى‭ ‬قلبه‭ ‬مجسداً‭ ‬شخصيته‭ ‬العظيمة‭ ‬في‭ ‬نجله‭ ‬الأكبر‭.‬

ندعو‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬أن‭ ‬ينعم‭ ‬على‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬بالصحة‭ ‬والعافية‭ ‬والسؤدد‭ ‬بالمهام‭ ‬التي‭ ‬سيتكلف‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬قادم‭ ‬الأيام‭ ‬لخدمة‭ ‬وطنه،‭ ‬مواصلا‭ ‬مسيرة‭ ‬والده‭ ‬الكريم‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬عرفانا‭ ‬بوفائه‭ ‬للبحرين‭ ‬ولوالدنا‭ ‬جميعا‭ ‬غفر‭ ‬الله‭ ‬له‭.‬