خليفة العطاء

| الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة

تقف‭ ‬الكلمات‭ ‬والحروف‭ ‬اليوم‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬إيفاء‭ ‬الرجل‭ ‬الفذ‭ ‬حقه،‭ ‬فبفضل‭ ‬جهوده‭ ‬وإسهاماته‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تولى‭ ‬رئاسة‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬البحرين‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬المملكة‭ ‬منارة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وطيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬رائد‭ ‬مسيرة‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ولئن‭ ‬رحل‭ ‬عنا‭ ‬الفقيد‭ ‬جسدا،‭ ‬فقد‭ ‬بقيت‭ ‬بصماته‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتنمية‭ ‬والعمران‭ ‬والأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬والإنسانية‭ ‬صدى‭ ‬لذكراه‭ ‬الطيبة،‭ ‬وستظل‭ ‬خالدة‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬ليتناقلها‭ ‬الأجيال‭ ‬اعترافا‭ ‬بفضل‭ ‬سموه‭ ‬وتقديرا‭ ‬لما‭ ‬قدمه‭ ‬لهذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭.‬

ويحق‭ ‬لنا‭ ‬كبحرينيين‭ ‬أن‭ ‬نفخر‭ ‬بالمنجزات‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بفضل‭ ‬جهود‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل،‭ ‬فقد‭ ‬أفنى‭ ‬سموه‭ ‬حياته‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تطوير‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬ورفعة‭ ‬شأن‭ ‬أهله‭ ‬والارتقاء‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬وشهدت‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬سموه‭ ‬ازدهار‭ ‬التجارة‭ ‬وإعمار‭ ‬البلاد‭ ‬وتحديث‭ ‬جميع‭ ‬مرافق‭ ‬الحياة،‭ ‬وتشكيل‭ ‬الوجه‭ ‬الحضاري‭ ‬للبحرين،‭ ‬كما‭ ‬أحدث‭ ‬نقلات‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم،‭ ‬والصحة،‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬والأمن،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬جل‭ ‬اهتمامه‭ ‬منصبا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬المواطنون‭ ‬والمقيمون‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭ ‬بالراحة‭ ‬والرخاء‭ ‬والأمان‭ ‬والطمأنينة‭.‬

ولا‭ ‬عجب‭ ‬أن‭ ‬يرتبط‭ ‬اسم‭ ‬فقيد‭ ‬الوطن‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬بحريني‭ ‬بالإنجاز‭ ‬والعمل‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬الناس،‭ ‬فقد‭ ‬عرفه‭ ‬الجميع‭ ‬أبا‭ ‬حانيا‭ ‬قريبا‭ ‬منهم،‭ ‬وكان‭ ‬قلب‭ ‬سموه‭ ‬مفتوحا‭ ‬للبحرينيين‭ ‬قبل‭ ‬أبواب‭ ‬ديوانه،‭ ‬ومجالسه‭ ‬تحتضن‭ ‬كل‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬بمختلف‭ ‬أطيافهم‭ ‬وانتماءاتهم،‭ ‬يسمع‭ ‬همومهم‭ ‬ومشكلاتهم‭ ‬ويتابع‭ ‬حلها‭ ‬شخصيا،‭ ‬يزور‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬المملكة‭ ‬ليتلمس‭ ‬احتياجات‭ ‬شعبه‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬ويستمع‭ ‬بكل‭ ‬اهتمام‭ ‬لمطالبهم‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيقها،‭ ‬وكانت‭ ‬توجيهاته‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬الدائمة‭ ‬للمسؤولين‭ ‬بانتهاج‭ ‬سياسة‭ ‬الأبواب‭ ‬المفتوحة‭ ‬أمام‭ ‬المواطنين،‭ ‬والنزول‭ ‬إلى‭ ‬الشارع‭ ‬لمتابعة‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذها‭ ‬بأسرع‭ ‬وقت،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيق‭ ‬راحة‭ ‬وسعادة‭ ‬ورفاه‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الذين‭ ‬بادلوه‭ ‬الحب‭ ‬والوفاء‭ ‬والإخلاص‭.‬

اليوم‭ ‬نفتقد‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة،‭ ‬ولكن‭ ‬منهجه‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬باق‭ ‬ومستمر؛‭ ‬لأنه‭ ‬نهج‭ ‬أصيل‭ ‬لدى‭ ‬حكام‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭ ‬وينمو‭ ‬ويزدهر‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬كما‭ ‬يتواصل‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬ليثمر‭ ‬خيرا‭ ‬وعطاء‭ ‬بفضل‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭.‬

جزى‭ ‬الله‭ ‬أميرنا‭ ‬الراحل‭ ‬كل‭ ‬خير،‭ ‬وتغمده‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭ ‬وألهمنا‭ ‬جميعا‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭ ‬على‭ ‬فراقه‭.‬