دبي... ومنك نستفيد

| زهير توفيقي

طالعتنا‭ ‬الصحف‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬بقرار‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حاكم‭ ‬دبي،‭ ‬باعتماد‭ ‬قرار‭ ‬لمنح‭ ‬الإقامة‭ ‬الذهبية‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬مدتها‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬فئات‭ ‬جديدة،‭ ‬لاستمرار‭ ‬مشاركة‭ ‬“العقول‭ ‬والمواهب”‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية،‭ ‬وينص‭ ‬القرار‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬الإقامة‭ ‬الذهبية‭ ‬للمقيمين‭ ‬لمدة‭ ‬‮١٠‬‭ ‬سنوات‭ ‬للفئات‭ ‬التالية‭: ‬جميع‭ ‬الحاصلين‭ ‬على‭ ‬شهادات‭ ‬الدكتوراه،‭ ‬كل‭ ‬الأطباء،‭ ‬المهندسون‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬هندسة‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬والإلكترونيات‭ ‬والبرمجة‭ ‬والكهرباء‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الحيوية،‭ ‬متفوقو‭ ‬الجامعات‭ ‬المعتمدة‭ ‬بالدولة‭ ‬بمعدل‭ ‬3‭.‬8‭ ‬وأكثر”،‭ ‬وأضاف‭ ‬“كما‭ ‬سيتم‭ ‬منح‭ ‬الإقامة‭ ‬الذهبية‭ ‬للحاصلين‭ ‬على‭ ‬شهادات‭ ‬تخصصية‭ ‬في‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬أو‭ ‬البيانات‭ ‬الضخمة‭ ‬أو‭ ‬علم‭ ‬الأوبئة‭ ‬والفيروسات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لأوائل‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬مع‭ ‬أسرهم”،‭ ‬وتابع‭ ‬بالقول‭ ‬“هذه‭ ‬دفعة‭ ‬أولى‭ ‬ستتبعها‭ ‬دفعات،‭ ‬والعقول‭ ‬والمواهب‭ ‬نريدها‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬وتستمر‭ ‬معنا‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬والإنجازات”‭.‬

واستوقفني‭ ‬القرار‭ ‬ورفعت‭ ‬لحاكم‭ ‬دبي‭ ‬القبعة‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬للقرار‭ ‬من‭ ‬فوائد‭ ‬جمة‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬دبي‭ ‬وصاحب‭ ‬الإقامة،‭ ‬وكما‭ ‬يقولون‭ ‬الربح‭ ‬من‭ ‬نصيب‭ ‬الطرفين‭. ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬الإمارات‭ ‬تسعى‭ ‬جاهدة‭ ‬لدراسة‭ ‬السبل‭ ‬الكفيلة‭ ‬بدعم‭ ‬اقتصادها‭ ‬الوطني‭ ‬وتعتمد‭ ‬على‭ ‬الإيرادات‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬بنسبة‭ ‬كبيرة،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬إجمالي‭ ‬التجارة‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬ارتفع‭ ‬إلى‭ ‬1‭.‬603‭ ‬تريليون‭ ‬درهم‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬2019‭ ‬بنمو‭ ‬نسبته‭ ‬4‭.‬4‭ % ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬1‭.‬536‭ ‬تريليون‭ ‬درهم‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬وفقا‭ ‬لأحدث‭ ‬الإحصائيات‭ ‬التي‭ ‬أصدرتها‭ ‬الهيئة‭ ‬الاتحادية‭ ‬للتنافسية‭ ‬والإحصاء‭.‬

نحن‭ ‬أمام‭ ‬تحديات‭ ‬جسيمة‭ ‬وظروف‭ ‬استثنائية‭ ‬تتطلب‭ ‬عملا‭ ‬دؤوبا‭ ‬ومخلصا‭ ‬للنهوض‭ ‬باقتصاد‭ ‬أوطاننا‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بأزمة‭ ‬بسبب‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬ووباء‭ ‬كورونا،‭ ‬وكما‭ ‬ذكر‭ ‬حاكم‭ ‬دبي‭.. ‬الدولة‭ ‬تريد‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬العقول‭ ‬والمواهب‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬لتشارك‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬والإنجازات‭. ‬حقًا‭... ‬هؤلاء‭ ‬من‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالدول‭ ‬ووجودهم‭ ‬سيضيف‭ ‬حتما‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتجارة‭ ‬والنمو‭. ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬ستستثمر‭ ‬في‭ ‬العقار‭ ‬وتفتح‭ ‬عيادات‭ ‬ومحال‭ ‬تجارية‭ ‬ومطاعم‭ ‬وفنادق‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬التجارية‭ ‬الحيوية‭ ‬وتدور‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬أنشطة‭ ‬استثمارية‭ ‬ناجحة‭ ‬بدل‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة‭ ‬التي‭ ‬تصول‭ ‬وتجول‭ ‬ولا‭ ‬تشكل‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬لاقتصادنا‭. ‬وأنا‭ ‬أبصم‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬الحكيم‭ ‬سيلقي‭ ‬ظلاله‭ ‬على‭ ‬الشارع‭ ‬التجاري‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬وفي‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬جدًا‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنبر‭ ‬أدعو‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬تطبيق‭ ‬القرار‭ ‬ذاته‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بأمس‭ ‬الحاجة‭ ‬لتعافي‭ ‬اقتصادنا‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التداعيات‭. ‬ولم‭ ‬لا،‭ ‬فنحن‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬نكمل‭ ‬بعضنا‭ ‬بعضا‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالتكامل‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬فلا‭ ‬ضير‭ ‬في‭ ‬استنساخ‭ ‬التجارب‭ ‬الناجحة‭. ‬والله‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬القصد‭.‬