فقدنا قائدًا محنكًا

| ماجد جواد الجشي

بوفاة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬والتي‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬أوانها‭ ‬وأخذتنا‭ ‬على‭ ‬حين‭ ‬غرة‭ ‬فقدت‭ ‬البحرين‭ ‬وفقد‭ ‬أهلها‭ ‬بل‭ ‬والمنطقة‭ ‬حولنا‭ ‬قائدًا‭ ‬محنّكًا‭ ‬وسياسيًّا‭ ‬بارزًا‭ ‬ومصلحًا‭ ‬كبيرًا‭.‬

‭ ‬إن‭ ‬هدفي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المطالعة‭ ‬أن‭ ‬ألقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬مزايا‭ ‬وتوجهات‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬كما‭ ‬خبرتها‭ ‬وعايشتها‭ ‬عن‭ ‬قرب‭. ‬وتعود‭ ‬معرفتي‭ ‬بسموه‭ ‬إلى‭ ‬أوائل‭ ‬الخمسينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬عندما‭ ‬جاء‭ ‬مع‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬إلى‭ ‬لبنان‭ ‬وقاما‭ ‬بزيارتنا‭ ‬‭- ‬نحن‭ ‬أفراد‭ ‬البعثة‭ ‬البحرينية‭ - ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأميركية،‭ ‬والتقيت‭ ‬به‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬المرات‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭. ‬ولكن‭ ‬المعرفة‭ ‬الحقيقية‭ ‬بسموه‭ ‬بدأت‭ ‬عام‭ ‬1970‭ ‬وذلك‭ ‬عندما‭ ‬عدت‭ ‬من‭ ‬أبوظبي‭ ‬حيث‭ ‬عملت‭ ‬لمدة‭ ‬سنتين‭ ‬مديرًا‭ ‬للأشغال‭ ‬العامة‭. ‬اتصل‭ ‬بي‭ ‬يومها‭ ‬المرحوم‭ ‬الصديق‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬الشيراوي‭ ‬ناقلاً‭ ‬رغبة‭ ‬سموه‭ ‬أن‭ ‬التحق‭ ‬بالعمل‭ ‬كمهندس‭ ‬ضمن‭ ‬الفريق‭ ‬الذي‭ ‬يرأسه‭ ‬يوسف‭. ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬العمل‭ ‬بتعيني‭ ‬مديرًا‭ ‬للتخطيط‭. ‬ثم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1973‭ ‬وكيلاً‭ ‬لوزارة‭ ‬التنمية‭ ‬والخدمات‭ ‬الهندسية‭ ‬عندما‭ ‬تشكلت‭ ‬أول‭ ‬وزارة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ثم‭ ‬اختارني‭ ‬سموه‭ ‬وزيرًا‭ ‬للأشغال‭ ‬والكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬عام‭ ‬1975‭ ‬إثر‭ ‬تأليف‭ ‬وزارة‭ ‬جديده‭. ‬وبعدها‭ ‬وعلى‭ ‬مرّ‭ ‬الأيام‭ ‬توثقت‭ ‬العلاقة‭ ‬بسموه‭ ‬آخذة‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬والتجذر‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬ليس‭ ‬رئيسًا‭ ‬فقط‭ ‬وإنما‭ ‬أيضًا‭ ‬صديقًا‭ ‬أعتزّ‭ ‬بصداقته‭. ‬وكانت‭ ‬له‭ ‬أياد‭ ‬بيضاء‭ ‬عليّ‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬واحدة‭ ‬منها‭ ‬تجسّدت‭ ‬في‭ ‬بادرة‭ ‬إنسانية‭ ‬لا‭ ‬أنساها‭ ‬ولا‭ ‬عائلتي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬إنقاذ‭ ‬حياتي‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬إنقاذ‭ ‬من‭ ‬معني‭.‬

‭ ‬لقد‭ ‬أتيح‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أصاحبه‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الزيارات‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬سموه‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬بعضها‭ ‬رسمية‭ ‬وبعضها‭ ‬خاصة‭ ‬مما‭ ‬أتاح‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أطلع‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬على‭ ‬خصاله‭ ‬الحميدة‭ ‬وإنسانيته‭ ‬المحببة‭ ‬وروحه‭ ‬المرحة‭ ‬التي‭ ‬تجسّدت‭ ‬في‭ ‬معاملته‭ ‬لمرافقيه‭ ‬وتواصله‭ ‬معهم‭ ‬وحرصه‭ ‬على‭ ‬راحتهم‭ ‬كما‭ ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬الاجتماع‭ ‬بهم‭ ‬وتبادل‭ ‬الأحاديث‭ ‬الودية‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬السياسة‭ ‬والتقاليد‭ ‬الرسمية‭ ‬كصديق‭ ‬لا‭ ‬كرئيس‭.‬

كان‭ ‬متسامحًا‭ ‬لا‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬صدره‭ ‬حقدًا‭ ‬أو‭ ‬ضغينة‭ ‬حتى‭ ‬إزاء‭ ‬الذين‭ ‬يختلفون‭ ‬مع‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬ويناصبونه‭ ‬العداء‭. ‬كان‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يوحّد‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يفرّق‭ ‬وكانت‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منحى‭ ‬لمساته‭ ‬الإنسانية‭ ‬إزاء‭ ‬الكثيرين‭ ‬وكان‭ ‬يحترم‭ ‬الصداقة‭ ‬ويقدّرها‭ ‬ولا‭ ‬ينسى‭ ‬الصديق‭.‬

‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬جمّ‭ ‬في‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭ ‬قريبًا‭ ‬كان‭ ‬أو‭ ‬بعيدًا‭ ‬وكان‭ ‬حليمًا‭ ‬حيث‭ ‬يستوجب‭ ‬الحلم‭. ‬حتى‭ ‬في‭ ‬غضبه‭ ‬لا‭ ‬يجرح‭. ‬طيلة‭ ‬50‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬الرفقة‭ ‬لم‭ ‬أجده‭ ‬يومًا‭ ‬يصرخ‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬أحد‭. ‬كان‭ ‬غضبه‭ ‬غضب‭ ‬الحليم‭ ‬يسدّده‭ ‬بطريقة‭ ‬هادئة‭ ‬ولكنها‭ ‬مؤثرة‭ ‬تؤذي‭ ‬ولا‭ ‬تجرح‭ ‬وتعمل‭ ‬مفعولها‭ ‬وتحقق‭ ‬الغرض‭ ‬منها‭.‬

‭ ‬كانت‭ ‬أسعد‭ ‬لحظات‭ ‬حياته‭ ‬عندما‭ ‬يلتقى‭ ‬بالناس‭ ‬في‭ ‬مجالسه‭ ‬الأسبوعية‭ ‬التي‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬استدامتها‭ ‬منذ‭ ‬أوائل‭ ‬السبعينات‭ ‬حتى‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬حياته‭. ‬وفيها‭ ‬كانت‭ ‬الحرية‭ ‬متاحة‭ ‬لإبداء‭ ‬الرأي‭ ‬وطرح‭ ‬المواضيع‭ ‬ومناقشتها‭ ‬والتعليق‭ ‬على‭ ‬الأحداث‭ ‬بروح‭ ‬متقبّلة‭. ‬لا‭ ‬يحجر‭ ‬على‭ ‬رأي‭ ‬ولا‭ ‬يغضب‭ ‬من‭ ‬انتقاد‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬موضوعيًّا‭ ‬بل‭ ‬يتقبّل‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بصدر‭ ‬رحب‭. ‬وبقدر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬مستمعًا‭ ‬بإصغاء‭ ‬كان‭ ‬محدّثًا‭ ‬بارعًا‭ ‬بطلاقة‭ ‬واندفاع‭ ‬عن‭ ‬سياسات‭ ‬الدولة‭ ‬وعن‭ ‬مواقفه‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تثار‭ ‬اجتماعية‭ ‬كانت‭ ‬أم‭ ‬سياسية‭ ‬أم‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬مما‭ ‬يعتمل‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الناس‭.‬

‭ ‬في‭ ‬السبعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬أي‭ ‬بداية‭ ‬النهضة‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬ملامحها‭ ‬تتّضح‭ ‬وأهدافها‭ ‬تتكون‭ ‬آخذة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬النمو‭ ‬والتطور‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاعلامية‭ ‬والصناعية‭ ‬والمرافق‭ ‬الأخرى‭. ‬أدرك‭ ‬الفقيد‭ ‬بحسه‭ ‬العفوي‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تنمية‭ ‬بدون‭ ‬توفّر‭ ‬عناصر‭ ‬جيدة‭ ‬ذات‭ ‬كفاءات‭ ‬وخبرات‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬السياسات‭ ‬الى‭ ‬خطط‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ‭ ‬إلى‭ ‬حقائق‭ ‬ملموسة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاهداف‭ ‬المرسومة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القيادة‭. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬بدأ‭ ‬سموه‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الأشخاص‭ ‬المتواجدين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬آنذاك‭ ‬ممن‭ ‬يتوسم‭ ‬فيهم‭ ‬المقدرة‭ ‬والكفاءة‭ ‬والاختصاص،‭ ‬واستطاع‭ ‬بالفعل‭ ‬أن‭ ‬يستقطب‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬الخريجين‭ ‬الذين‭ ‬درسوا‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭ ‬وعادوا‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬بلادهم‭. ‬وقد‭ ‬اختار‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬توسّم‭ ‬فيه‭ ‬الكفاءة‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬وقبول‭ ‬التحدّي‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬توجهاتهم‭ ‬السياسية‭ ‬والعقائدية‭ ‬أو‭ ‬انتمائهم‭ ‬الطائفي،‭ ‬وقد‭ ‬استطاع‭ ‬بحنكته‭ ‬ومثابرته‭ ‬أن‭ ‬يحفزّهم‭ ‬ويخلق‭ ‬منهم‭ ‬عناصر‭ ‬وقيادات‭ ‬أدت‭ ‬أدوارًا‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬فكانت‭ ‬سندًا‭ ‬وعونًا‭ ‬للقيادة‭ ‬فيما‭ ‬كانت‭ ‬ترتأيه‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه‭.‬

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬فعاليّة‭ ‬القيادة‭ ‬تقاس‭ ‬بما‭ ‬تحقق‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬فإن‭ ‬قيادة‭ ‬سموه‭ ‬تتجلى‭ ‬فيما‭ ‬نشهده‭ ‬حولنا‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬بقعة‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬الازدهار‭ ‬والتقدم‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والعمرانية‭ ‬والتربوية‭ ‬والصحية‭ ‬والبنى‭ ‬التحتية‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬بلدنا‭ ‬على‭ ‬قلة‭ ‬موارده‭ ‬مثالاً‭ ‬يحتذى‭.‬

‭ ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬يختار‭ ‬وزراءه‭ ‬بعناية‭ ‬ثم‭ ‬يعطيهم‭ ‬صلاحيات‭ ‬واسعة‭ ‬لإدارة‭ ‬وزاراتهم‭ ‬واختيار‭ ‬من‭ ‬يرونه‭ ‬مناسبًا‭ ‬من‭ ‬كوادر‭ ‬وقوى‭ ‬عاملة‭ ‬ولكنه‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬كان‭ ‬يتقصّى‭ ‬ويراقب‭ ‬ويحاسب‭ ‬ويوجّه‭ ‬حيثما‭ ‬اقتضى‭ ‬التوجيه‭. ‬ينتقد‭ ‬الأخطاء‭ ‬ويناقشها‭ ‬مع‭ ‬الوزير‭ ‬المختص‭ ‬بأسلوبه‭ ‬الناعم‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت،‭ ‬الحازم‭ ‬والمؤثر‭ ‬والناجح‭. ‬يدل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬تلك‭ ‬النجاحات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭. ‬كان‭ ‬يدير‭ ‬اجتماعات‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بكفاءة‭ ‬وأسلوب‭ ‬عفوي‭ ‬مرن‭ ‬وصبر‭ ‬كبير‭. ‬كان‭ ‬يترك‭ ‬للوزراء‭ ‬مطلق‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬المناقشات‭ ‬وتبادل‭ ‬الآراء‭ ‬والجدال‭ ‬المحتدّ‭ ‬أحيانًا،‭ ‬يتقبل‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بصدر‭ ‬رحب‭. ‬وكانت‭ ‬المداولات‭ ‬تصل‭ ‬أحيانًا‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الحدّية‭ ‬في‭ ‬الطرح‭ ‬والمناقشة‭ ‬ولكنه‭ ‬لا‭ ‬يتدخل‭ ‬إلا‭ ‬حيث‭ ‬يقتضي‭ ‬الأمر‭ ‬وفي‭ ‬الأغلب‭ ‬على‭ ‬تبريد‭ ‬المواقف‭ ‬وإعادة‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬نصابها‭. ‬كانت‭ ‬اجتماعات‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬فيها‭ ‬طيلة‭ ‬25‭ ‬عامًا‭ ‬تتّسم‭ ‬بالحيوية‭ ‬والفاعلية‭ ‬والإنتاجية‭ ‬بفضل‭ ‬أسلوبه‭ ‬المميز‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬وبصبره‭ ‬واحترامه‭ ‬للرأي‭ ‬الآخر‭.‬

‭ ‬كان‭ ‬يلحّ‭ ‬على‭ ‬وزرائه‭ ‬ويشجّعهم‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬والاستجابة‭ ‬لمطالبهم‭ ‬واحتياجاتهم‭ ‬وأن‭ ‬يقوموا‭ ‬بزيارات‭ ‬ميدانية‭ ‬للمناطق‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يفعل‭ ‬هو‭ ‬شخصيًّا‭ ‬في‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬تنفيذه‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬ما‭ ‬تسمح‭ ‬به‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المتوفرة‭. ‬كان‭ ‬يفرح‭ ‬لكل‭ ‬إنجاز‭ ‬يحققه‭ ‬الوزير‭ ‬ويثني‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬ويشجع‭ ‬على‭ ‬المزيد‭.‬

بينما‭ ‬كنت‭ ‬أخط‭ ‬سطور‭ ‬هذه‭ ‬المطالعة‭ ‬كانت‭ ‬صورته‭ ‬تطل‭ ‬عليّ‭ ‬وذكراه‭ ‬الحبيبة‭ ‬تثير‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬حزنًا‭ ‬وألمًا‭. ‬وتلوح‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬الأيام‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬بيننا‭. ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬عزاء‭ ‬لنا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬قدرنا‭ ‬جميعًا‭ ‬ومصيرنا‭ ‬المحترم‭.‬

أبا‭ ‬علي‭ ‬ستظل‭ ‬ذكراك‭ ‬عطرة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬كل‭ ‬محبيك‭ ‬وهم‭ ‬كثيرون‭. ‬فلترقد‭ ‬بسلام‭ ‬رحمك‭ ‬الله‭. ‬وأنزل‭ ‬السكينة‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬ذويك‭ ‬ومحبيك‭.‬