يقظة الضمير وسمو الرقابة الذاتية

| عبدعلي الغسرة

إن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬المراقبة‭ ‬والمساءلة‭ ‬والمحاسبة‭ ‬هو‭ ‬تقديم‭ ‬التوضيحات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬استخدام‭ ‬صلاحياتهم‭ ‬وتصريف‭ ‬واجباتهم‭ ‬وإنفاق‭ ‬المال‭ ‬العام،‭ ‬وعليهم‭ ‬تقبل‭ ‬الانتقادات‭ ‬التي‭ ‬توجه‭ ‬لهم،‭ ‬وتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬الخطأ‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬الكفاءة‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬العمل‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬تصويب‭ ‬الأخطاء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإجراءات‭ ‬والأدوات‭ ‬والآليات‭ ‬القانونية‭ ‬والإدارية‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬توقف‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬تعطله‭. ‬وتكون‭ ‬المراقبة‭ ‬والمساءلة‭ ‬والمحاسبة‭ ‬من‭ ‬مسؤولية‭ ‬الدولة،‭ ‬وتتم‭ ‬مساءلة‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬استخدام‭ ‬صلاحياته‭ ‬وعن‭ ‬نتائجها‭ ‬بما‭ ‬يحفظ‭ ‬موارد‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬التقارير‭ ‬الدورية‭ ‬للدولة‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الاستخدام‭ ‬ونتائجه‭ ‬ونشرها‭ ‬ليطَّلِع‭ ‬عليها‭ ‬المواطنون،‭ ‬كما‭ ‬تتم‭ ‬المساءلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البرلمان،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬المساءلة‭ ‬تكون‭ ‬تنفيذية‭ ‬وتشريعية‭ ‬ومجتمعية،‭ ‬وقد‭ ‬تؤدي‭ ‬المساءلة‭ ‬إلى‭ ‬المحاسبة‭ ‬عما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬بما‭ ‬يُحقق‭ ‬الإنصاف‭ ‬للمال‭ ‬العام‭ ‬بكيفية‭ ‬إدارته‭ ‬وبالحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬التصرف‭ ‬الخاطئ‭. ‬لذا،‭ ‬فإن‭ ‬المساءلة‭ ‬تعد‭ ‬إحدى‭ ‬أدوات‭ ‬الرقابة‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬التجاوزات‭ ‬ومعيارًا‭ ‬لضبط‭ ‬الأداء‭ ‬الحكومي‭ ‬وأداة‭ ‬تقويمية‭ ‬للأشخاص‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬المختلفة‭ ‬عند‭ ‬محاسبتهم‭.  ‬الرقابة‭ ‬تتطلب‭ ‬سلوكا‭ ‬منضبطا‭ ‬للعاملين،‭ ‬وشيوع‭ ‬ثقافة‭ ‬النزاهة‭ ‬والأمانة،‭ ‬وهي‭ ‬معطيات‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تشخيص‭ ‬مواطن‭ ‬الضعف‭ ‬والقوة‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬واستغلال‭ ‬وتوظيف‭ ‬مواطن‭ ‬القوة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الإنجاز‭ ‬الأفضل‭ ‬وتجاوز‭ ‬كل‭ ‬العوامل‭ ‬المؤدية‭ ‬للقصور‭ ‬في‭ ‬الأداء‭.‬

نحتاج‭ ‬نقاء‭ ‬القلب‭ ‬المجتهد‭ ‬في‭ ‬عمله،‭ ‬والحِس‭ ‬الوطني‭ ‬المسؤول‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬أي‭ ‬أننا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬سمو‭ ‬الرقابة‭ ‬الذاتية‭ ‬من‭ ‬الإنسان‭ ‬للارتقاء‭ ‬بواجبه،‭ ‬إن‭ ‬يقظة‭ ‬الضمير‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬العمل‭ ‬بتطبيق‭ ‬أنظمته‭ ‬تنعكس‭ ‬إيجابًا‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬الإنتاج‭ ‬وكفاءة‭ ‬المخرجات،‭ ‬ما‭ ‬يُحقق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭.‬