“ومِنْ يَجْبر دموعِج يا محرق؟”

| د.حورية الديري

“تِذْكرين‭ ‬يا‭ ‬محرق‭.. ‬لَما‭ ‬كنتي‭ ‬تِتْباهين‭ ‬على‭ ‬خَيّتج‭.. ‬لَما‭ ‬كنتي‭ ‬تغنين‭ ‬والمنامة‭ ‬تِسْمعج‭.. ‬لَما‭ ‬كنتي‭ ‬تزرعين‭ ‬الرازجي‭ ‬والمشموم‭.. ‬لَما‭ ‬كنتي‭ ‬تنادين‭ ‬الأهل‭ ‬والأحباب‭.. ‬ما‭ ‬تنامين‭ ‬أسبوع‭ ‬لِي‭ ‬عرفتي‭ ‬بجيته‭. ‬ما‭ ‬ظَنِتي‭ ‬بِتنسين‭.. ‬تِذْكرين‭ ‬يا‭ ‬محرق؟‭ ‬من‭ ‬صِغرج‭ ‬وإنتي‭ ‬المْدللة،‭ ‬اشلون‭ ‬وبعدْ‭ ‬تنسين،‭ ‬إنتي‭ ‬وعيالج‭.. ‬ومن‭ ‬شمالِج‭ ‬لِيما‭ ‬جنوبِج،‭ ‬بَعدْ‭ ‬ما‭ ‬ظنتي‭ ‬بتنسين‭ ‬لِيْ‭ ‬مَر‭ ‬بطَلِته،‭ ‬لِيْ‭ ‬شِفْتي‭ ‬عيالج‭ ‬بكل‭ ‬الزين،‭ ‬وكل‭ ‬الزين‭.. ‬لِيْ‭ ‬فرَشْتي‭ ‬الأرض‭ ‬ونشرتي‭ ‬الورد،‭ ‬وتْجَهزِين‭ ‬لِذاك‭ ‬العِرِسْ‭.‬

أدري‭ ‬يا‭ ‬محرق‭ ‬ألحين‭ ‬بفَجْعِتج‭.. ‬لِيْ‭ ‬طرو‭ ‬موعد‭ ‬وصول‭ ‬الأبو‭.. ‬شفتج‭ ‬تِدَورين‭ ‬السند‭.. ‬تِدَورين‭ ‬المَجِدْ‭.. ‬بسْ‭ ‬صحيح‭ ‬إلي‭ ‬وصل،‭ ‬أمر‭ ‬ووقع،‭ ‬جاج‭ ‬الأبو‭ ‬بسْ‭ ‬ما‭ ‬قِدر،‭ ‬حده‭ ‬القدَر،‭ ‬رَفع‭ ‬إيده‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬ومِشى،‭ ‬إي‭ ‬يا‭ ‬محرق‭.. ‬أبَعرف‭ ‬بعد‭ ‬يا‭ ‬محرق‭ ‬قصتج‭.. ‬وين‭ ‬مشمومج‭ ‬ابتنثرينه‭ ‬بعد؟‭ ‬وِلْمَن‭ ‬تِزْرعين‭ ‬الوَرِدْ؟‭ ‬راح‭ ‬الأبو‭ ‬يا‭ ‬محرق،‭ ‬وخَلا‭ ‬دربج‭ ‬من‭ ‬تِباريكه‭.. ‬ومن‭ ‬تِراحيبه‭.‬

تِذْكرين‭ ‬يا‭ ‬محرق‭ ‬يوم‭ ‬كنتي‭ ‬تِشوفين‭ ‬الأبو‭ ‬بذاك‭ ‬الوَقِتْ؟‭ ‬ويِسألج‭ ‬عن‭ ‬أحوالج،‭ ‬وعن‭ ‬أحبابج،‭ ‬وذاك‭ ‬الفريج‭ ‬وابن‭ ‬الفريج،‭ ‬ويحضن‭ ‬عيالج،‭ ‬وأغانيج‭ ‬إلي‭ ‬ما‭ ‬تنقطع‭.. ‬إي‭ ‬يا‭ ‬محرق‭.. ‬ألحين‭ ‬أَبَعذِرج،‭ ‬لين‭ ‬ما‭ ‬نِضب‭ ‬حُبج،‭ ‬لين‭ ‬ما‭ ‬برا‭ ‬جرحِج،‭ ‬لين‭ ‬ما‭ ‬نِشفْ‭ ‬دمعك،‭ ‬ذاك‭ ‬الأبو‭ ‬إلي‭ ‬حْضِنَج‭.. ‬إلي‭ ‬عْشِقَج‭.. ‬وإلي‭ ‬دَللج،‭ ‬ترى‭ ‬ياج‭ ‬ورحل‭. ‬أدري‭ ‬بأبوج‭.. ‬مجدج‭ ‬وعزوتج‭.. ‬ولج‭ ‬يا‭ ‬كثر‭ ‬حبه،‭ ‬ومن‭ ‬حرقِته،‭ ‬بسْ‭ ‬ترى‭ ‬من‭ ‬هيبته‭.‬

والحَمِدْ‭ ‬لله،‭ ‬والمَلا‭ ‬كله‭ ‬شِهدْ،‭ ‬أهوَ‭ ‬بِنا‭ ‬مجدِج‭ ‬ونِشر‭ ‬طيب‭ ‬الأثر‭.. ‬نعم‭.. ‬وفي‭ ‬أمجادج‭ ‬الكل‭ ‬ازدهر،‭ ‬وترى‭ ‬عيالج‭ ‬يشِهْدون،‭ ‬وأخوانج‭ ‬صاروا‭ ‬يِباهون،‭ ‬ومن‭ ‬علا‭ ‬شانج‭ ‬يا‭ ‬محرق‭ ‬وإنتي‭ ‬في‭ ‬عز‭ ‬وأمن‭.‬

تِذْكرين‭ ‬يا‭ ‬محرق؟‭ ‬لا‭ ‬تخافين‭ ‬يا‭ ‬محرق‭ ‬ترى‭ ‬عِزّج‭ ‬ما‭ ‬ذِبل،‭ ‬ترى‭ ‬إنتي‭ ‬المحرق‭ ‬وفيج‭ ‬الأصل‭ ‬ومن‭ ‬بِنا‭ ‬أخوانج،‭ ‬وفيهم‭ ‬معاج‭ ‬روح‭ ‬الأصل،‭ ‬ولِي‭ ‬وصلتي‭ ‬بِيمناج‭ ‬ويِسراج‭ ‬ترى‭ ‬كل‭ ‬الحِما‭ ‬يِفداج‭ ‬والنِعم،‭ ‬إنتي‭ ‬بمسيرة‭ ‬خير‭ ‬ونعم،‭ ‬بِدَت‭ ‬وما‭ ‬تنقطع،‭ ‬هِمة‭ ‬ومَحبة‭ ‬ومَجِدْ‭.. ‬لا‭ ‬تَبجين‭ ‬يا‭ ‬محرق‭.. ‬ترى‭ ‬حِزنج‭ ‬ألم‭.. ‬وادعي‭ ‬له‭ ‬بالغفران‭ ‬ومسرة‭ ‬وكرم‭.. ‬والرحمة‭ ‬والرضوان‭ ‬لمجد‭ ‬الوطن‭ ‬“خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان”‭. ‬وسلام‭ ‬يا‭ ‬محرق‭.‬