خليفة بن سلمان وتنمية الموارد البشرية في 64 عاما (1)

| د. حسين المهدي

نخصص‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬والمقالات‭ ‬القادمة‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬البشرية‭ ‬الشاملة‭ ‬والمستدامة‭ ‬عبر‭ ‬تناولنا‭ ‬عناصر‭ ‬الإنتاج‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الخمسة‭ ‬المعروفة،‭ ‬وهي‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬والموارد‭ ‬الرأسمالية‭ ‬والموارد‭ ‬التنظيمية‭ ‬وأخيرا‭ ‬الموارد‭ ‬المعلوماتية‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الاتصالاتية‭.‬

سنركز‭ ‬اليوم‭ ‬وربما‭ ‬الأسبوع‭ ‬القادم‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭ ‬والذي‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬يعتبر‭ ‬الأهم‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الموارد‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬كل‭ ‬اقتصاد‭ ‬وطني‭ ‬كبر‭ ‬أم‭ ‬صغر‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬بقعة‭ ‬من‭ ‬بقاع‭ ‬العالم،‭ ‬خلال‭ (‬1956‭ - ‬2020‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬عينه‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ - ‬والده‭ - ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ ‬آنذاك‭ (‬1942‭ - ‬1961‭) ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬المعارف‭ (‬1956‭) ‬وعمره‭ ‬21‭ ‬عاماً،‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬المسؤولية‭ ‬الرسمية‭ ‬الأولى‭ ‬للنهوض‭ ‬بقطاع‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬وتنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬وتحديثه‭ ‬ليتماشى‭ ‬ومتطلبات‭ ‬البحرين‭ ‬لتنمية‭ ‬كوادرها‭ ‬الوطنية‭ ‬وتمكينها‭ ‬من‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السلك‭ ‬المهم‭ ‬والذي‭ ‬تطلبه‭ ‬الإدارة‭ ‬الحكومية‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬الصناعي‭ ‬والمالي‭ ‬والخدمي،‭ ‬كصناعة‭ ‬النفط‭ ‬المتمثلة‭ ‬بشركة‭ ‬نفط‭ ‬البحرين‭ ‬بابكو‭ ‬نموذجا،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬وفي‭ ‬مستهل‭ ‬العام‭ ‬التالي‭ (‬1957‭) ‬أصبح‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬رئيساً‭ ‬للمجلس‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬الأثر‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬تأهل‭ ‬جيل‭ ‬الخمسينات‭ ‬والستينات‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭.‬

تستذكر‭ ‬أنجيلا‭ ‬كلارك‭ ‬في‭ ‬كتابها،‭ ‬البحرين‭ ‬ودور‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬Bahrain Oil and Development،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الستينات‭ ‬ومن‭ ‬منطلق‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬بابكو‭ ‬وحكومة‭ ‬البحرين‭ ‬لتوظيف‭ ‬الشباب‭ ‬المتخرجين‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬لاسيما‭ ‬المدارس‭ ‬الصناعية‭ ‬الفنية‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬النفطي،‭ ‬كان‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬رئيس‭ ‬دائرة‭ ‬مالية‭ ‬الحكومة،‭ ‬عندما‭ ‬قام‭ ‬بتأسيس‭ ‬قنوات‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬المدراء‭ ‬التنفيذيين‭ ‬في‭ ‬شركتي‭ ‬بابكو‭ ‬وكالتكس‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ (‬1966‭)‬‭ ‬لتذليل‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تواجه‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬سعيها‭ ‬لمساهمة‭ ‬مواردها‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬المتوقع‭ ‬والسريع‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬سكان‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬بين‭ ‬ذلك‭ ‬التعداد‭ ‬السكاني‭ ‬الرابع‭ (‬1965‭) ‬التابع‭ ‬لدائرة‭ ‬المالية‭ ‬أيضاً،‭ ‬ما‭ ‬تمخض‭ ‬عن‭ ‬تشكيل‭ ‬“مجموعة‭ ‬دراسة‭ ‬البحرين”‭ ‬ككيان‭ ‬من‭ ‬بابكو‭ ‬وكالتكس‭ ‬يضم‭ ‬في‭ ‬عضويته‭ ‬المرحوم‭ ‬يوسف‭ ‬الشيراوي‭ ‬وزير‭ ‬التنمية‭ ‬والصناعة‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ - ‬لاحقاً‭ - ‬وهيوج‭ ‬ستوري‭ ‬مساعد‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للعمليات‭ ‬في‭ ‬بابكو‭ ‬للقيام‭ ‬بعمل‭ ‬البحوث‭ ‬والمسوحات‭ ‬المطلوبة‭ ‬–‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ (‬1966‭) ‬ومستهل‭ (‬1967‭)‬،‭ ‬وتمت‭ ‬التوصية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬دراسة‭ ‬البحرين‭ ‬بإنشاء‭ ‬“مكتب‭ ‬التنمية”‭ ‬الدائم‭ ‬لتكون‭ ‬مهمته‭ ‬تفعيل‭ ‬خطط‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬القطاعات‭ ‬الصناعية‭ ‬الواعدة‭ ‬وتشغيل‭ ‬الخريجين‭ ‬المؤهلين‭ ‬من‭ ‬المواطنين،‭ ‬وتمت‭ ‬دراسة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬مؤسسة‭ ‬صناعية‭ ‬وتحويلية‭ ‬وتم‭ ‬اختيار‭ ‬قائمة‭ ‬من‭ ‬36‭ ‬مشروعا‭ ‬لتنفيذها‭ ‬وتوظيف‭ ‬قوى‭ ‬عاملة‭ ‬محلية‭ ‬من‭ ‬مجاميع‭ ‬كبيرة‭ ‬ستدخل‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭. ‬وللموضوع‭ ‬تكملة‭.‬