قهوة الصباح

كبرياءُ مجد

| سيد ضياء الموسوي

وتخطو‭ ‬الجبالُ،‭ ‬تنافسُ‭ ‬مُزنًا،‭ ‬تلامسُ‭ ‬دوْنا،‭ ‬تزاحمُ‭ ‬كونًا،‭ ‬تشعُ‭ ‬وسْنا‭. ‬أفق‭ ‬أنت‭ ‬لأفقٍ،علوٌ‭ ‬أنت‭ ‬لعلوٍ،‭ ‬ورحابٌ‭ ‬للرحاب،‭ ‬وامتدادٌ‭ ‬للامتداد،‭ ‬وسعةٌ‭ ‬للسعة‭. ‬أيها‭ ‬القادمُ‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬صهيلَ‭ ‬مجدٍ،‭ ‬وتعملقَ‭ ‬مشرفيةٍ،‭ ‬وكبرياءَ‭ ‬مهند،‭ ‬وضوءَ‭ ‬أثير،‭ ‬وابتسامة‭ ‬حذيم،‭ ‬وغضبَ‭ ‬حسامٍ،‭ ‬وافتخارَ‭ ‬فيصل‭ ‬وحزمُ‭ ‬عطاف‭. ‬حرفٌ‭ ‬يموجُ‭ ‬مع‭ ‬الموج،‭ ‬وأحرفٌ‭ ‬تكفن‭ ‬من‭ ‬زبد‭ ‬الوجع‭ ‬شراعَ‭ ‬وجع،‭ ‬وسفينةُ‭ ‬حزنٍ‭ ‬تهرب‭ ‬مع‭ ‬الريح،‭ ‬شاطئٌ‭ ‬دامع،‭ ‬وسيفٌ‭ ‬لامع،‭ ‬وزمنٌ‭ ‬سامع‭. ‬ومرفأٌ‭ ‬ينتظرُ‭ ‬النورسَ‭ ‬ودموعٌ‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬الانطفاء،‭ ‬جوهرَ‭ ‬الجوهرِ،‭ ‬وعمقَ‭ ‬العمقِ‭ ‬وبحرَ‭ ‬البحرِ‭ ‬وشمسَ‭ ‬الشمسِ‭ ‬وقمرَ‭ ‬القمر‭. ‬

‭ ‬أبا‭ ‬عليٍ،‭ ‬نخالك‭ ‬القمر‭ ‬مزروعًا‭ ‬بطائرة‭ ‬الرجوع‭ ‬قمرًا‭ ‬مكفّنًا،‭ ‬وتاريخًا‭ ‬مدوّنّا،‭ ‬ولوحة‭ ‬كونٍ‭ ‬تلوّن‭. ‬

أبا‭ ‬عليٍ،‭ ‬ودمعٍ‭ ‬يبحر‭ ‬بسفن‭ ‬العيون‭ ‬أشرعة‭ ‬وجزرًا‭ ‬وأرخبيلات،‭ ‬نزور‭ ‬المحرق،‭ ‬نتلمّسُ‭ ‬أصابعك‭ ‬توزعُ‭ ‬إكليلَ‭ ‬ورد،‭ ‬وفي‭ ‬البديع‭ ‬كتابًا‭ ‬يطيبُ‭ ‬له‭ ‬سرد،‭ ‬وفي‭ ‬الرفاع‭ ‬أغنية‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬كل‭ ‬أغنية‭ ‬شعبية‭ ‬نرد‭ ‬ونرد‭. ‬أغنية‭ ‬أنت‭ ‬تُنشد‭ ‬للصغار،‭ ‬وسنونوٌ‭ ‬يكمل‭ ‬حفيفَ‭ ‬الحدائق،‭ ‬وقنديلٌ‭ ‬يوزّع‭ ‬الضوءَ‭ ‬في‭ ‬ليالي‭ ‬الظلام‭. ‬كيف‭ ‬نمرُ‭ ‬ولا‭ ‬تمرُ،‭ ‬كيف‭ ‬نستنشق‭ ‬عبقًا‭ ‬أنت‭ ‬لست‭ ‬فيه‭ ‬عبقًا،‭ ‬كيف‭ ‬نغازل‭ ‬فرحًا‭ ‬أنت‭ ‬لست‭ ‬فيه‭ ‬فرحًا،‭ ‬كيف‭ ‬نهمس‭ ‬بالأهازيج‭ ‬في‭ ‬مسامع‭ ‬الصغار،‭ ‬وأنت‭ ‬مخبّأ‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬سحبا‭ ‬وكواكبَ‭ ‬ونجوما‭. ‬يا‭ ‬وتدَ‭ ‬الوتد‭ ‬وطودَ‭ ‬الطود،‭ ‬وعصفَ‭ ‬العصف‭ ‬وعاصفةَ‭ ‬العاصفة،‭ ‬وسكونَ‭ ‬السكونِ‭ ‬ودموعَ‭ ‬الدموع‭. ‬نخبّئ‭ ‬وجوهنا‭ ‬في‭ ‬زوايا‭ ‬الغياب،‭ ‬وكل‭ ‬ركنٍ‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬عليك‭ ‬انتحابُ‭ ‬انتحاب‭. ‬

علي،‭ ‬وللابن‭ ‬من‭ ‬أبيه‭ ‬سر‭ ‬امتداد،‭ ‬حكمة‭ ‬تعلو‭ ‬كوتد،‭ ‬وصبر‭ ‬متماسك‭ ‬كنْجد،‭ ‬وعلياء‭ ‬كطوْر،‭ ‬وتسلسل‭ ‬المجد‭ ‬من‭ ‬المجد‭ ‬مجد‭. ‬

عليُ،‭ ‬ودمعك‭ ‬دمع‭ ‬الدمع،‭ ‬ورنة‭ ‬حزنك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬قلبٍ‭ ‬سمع،‭ ‬وكل‭ ‬جرح‭ ‬يسكنه‭ ‬جرح‭ ‬أبيك‭ ‬جمعُ‭ ‬الجمع‭. ‬وتُهطلُ‭ ‬دموعَك‭ ‬دموع،‭ ‬وكل‭ ‬دمعة‭ ‬في‭ ‬أبيك‭ ‬شموع‭ ‬الشموع‭. ‬

أبا‭ ‬عليٍ،‭ ‬وداعًا،‭ ‬ويا‭ ‬ليت‭ ‬الوداع‭ ‬لقاء،‭ ‬وليت‭ ‬الفراق‭ ‬التقاء،‭ ‬وتاريخ‭ ‬أنت‭ ‬فيه‭ ‬ليس‭ ‬فيه‭ ‬انطفاء،‭ ‬وفلسفة‭ ‬مجدك‭ ‬لكل‭ ‬حكيم‭ ‬اصطفاء‭. ‬مغروس‭ ‬حبك‭ ‬جذور،‭ ‬وابتسامتك‭ ‬تسأل‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬عن‭ ‬اسم‭ ‬عائلته‭ ‬غرس‭ ‬تبرعم‭ ‬فيك‭ ‬من‭ ‬طباع‭ ‬الجدود‭. ‬سنبقى‭ ‬نزورك‭ ‬درسًا،‭ ‬ونراك‭ ‬لكل‭ ‬عرس‭ ‬وطنٍ‭ ‬عرسًا،‭ ‬ونقرؤك‭ ‬حروفًا‭ ‬في‭ ‬حديقة‭ ‬الولاء‭ ‬زهرًا‭ ‬وغرسًا‭. ‬

‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬المليك‭ ‬حمد‭ ‬دفء‭ ‬الوطن،‭ ‬وترحم‭ ‬الجَنان،‭ ‬ولفتة‭ ‬الخَلَد،‭ ‬ورقة‭ ‬الروع،‭ ‬وبلسم‭ ‬الاصمعان‭. ‬

وفي‭ ‬سلمان،‭ ‬ولي‭ ‬العهد،‭ ‬عهد‭ ‬السند،‭ ‬وركن‭ ‬العمد،‭ ‬يجمل‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬ويزرع‭ ‬قنديلاً،‭ ‬ويلاطف‭ ‬سماء‭. ‬

نواسيك‭ ‬أبا‭ ‬سلمان،‭ ‬ونواسي‭ ‬العائلة‭ ‬المالكة‭ ‬الكريمة،‭ ‬وللمواساة‭ ‬طعم‭ ‬الوجع،‭ ‬ودموع‭ ‬الدمع‭ ‬واتساع‭ ‬الجرح،‭ ‬ونراك‭ ‬أبا‭ ‬سلمان،‭ ‬ركنَ‭ ‬الركن،‭ ‬وكوكبَ‭ ‬المجرة،‭ ‬وأسد‭ ‬العرين،‭ ‬الأصلَ‭ ‬والأصالةَ‭ ‬والأصيلَ،‭ ‬لكلِ‭ ‬موطنٍ‭ ‬ومَواطِن‭ ‬ومُواطِنٍ‭ ‬ووطن،‭ ‬حكيمَ‭ ‬الحُكم‭ ‬لحُكم‭ ‬الحكيم‭.‬