العالم يعزي البحرين: مناقب العظماء باقية

| كلمة البلاد

تتجلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المقامات‭ ‬الكريمة‭ ‬التي‭ ‬عُرف‭ ‬بها‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭) ‬طوال‭ ‬حياته‭ ‬الحافلة‭ ‬بالإنجازات‭ ‬والعلاقات‭ ‬الطيبة،‭ ‬في‭ ‬مشاهد‭ ‬التعازي‭ ‬عبر‭ ‬المبعوثين‭ ‬والوفود‭ ‬والشخصيات‭ ‬التي‭ ‬تتوافد‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬لتقديم‭ ‬واجب‭ ‬العزاء‭ ‬للقيادة‭ ‬البحرينية‭.‬

ولعل‭ ‬العامل‭ ‬المشترك‭ ‬الأبرز‭ ‬والأكبر‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬عبارة‭ ‬“قائد‭ ‬محنك‭ ‬نهل‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬خبرته‭ ‬ومداركه‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬والعمل‭ ‬كافة،‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المحلي‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي”‭.‬

تلك‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬سعى‭ ‬لبنائها‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬كانت‭ ‬تمثل‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭ ‬طوال‭ ‬حياته‭ ‬أهدافًا‭ ‬سامية،‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬البحرين،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬العالم،‭ ‬ولعلنا‭ ‬حين‭ ‬نرى‭ ‬هذه‭ ‬الوفود‭ ‬وهي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬العرفان‭ ‬والتقدير‭ ‬والثناء،‭ ‬فذلك‭ ‬لأن‭ ‬“خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان”‭ ‬رسم‭ ‬طوال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬منهجًا‭ ‬للتضامن‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬ومسارًا‭ ‬للعمل‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬استقرار‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬والدلائل‭ ‬كثيرة،‭ ‬فالأوسمة‭ ‬والجوائز‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬فقيد‭ ‬الوطن،‭ ‬تمثل‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬جميعًا‭ ‬وسام‭ ‬اعتزاز‭ ‬كبير،‭ ‬لأنها‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬يدي‭ ‬قائد‭ ‬ورجل‭ ‬دولة‭ ‬يُشار‭ ‬له‭ ‬بالبنان،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬بمثابة‭ ‬سجل‭ ‬تاريخي‭ ‬مشرف،‭ ‬فالعظماء‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬يغادرون‭ ‬الدنيا،‭ ‬لكن‭ ‬مآثرهم‭ ‬ومناقبهم‭ ‬ومواقفهم‭ ‬باقية‭.‬

والحال‭ ‬ذاته‭ ‬حين‭ ‬نتأمل‭ ‬مجالس‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬المآتم‭ ‬والحسينيات‭ ‬والمجالس‭ ‬وفي‭ ‬البيوت‭ ‬بل‭ ‬ولدى‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬كأفراد‭ ‬وهم‭ ‬يهدون‭ ‬لروحه‭ ‬الطاهرة‭ ‬ختمات‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬فذلك‭ ‬مداد‭ ‬خير‭ ‬وثواب‭ ‬وزاد‭ ‬كريم‭ ‬لفقيدنا‭ ‬الغالي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أساس‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬هو‭ ‬الغرس‭ ‬والذكر‭ ‬الطيب‭ ‬والحب‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬غرسه‭ ‬في‭ ‬قلوبنا‭ ‬“أبا‭ ‬علي”،‭ ‬ومن‭ ‬الواجب‭ ‬أن‭ ‬نبادله‭ ‬هذا‭ ‬الحب‭ ‬عرفانًا‭ ‬وثناءً‭ ‬وتبجيلا،‭ ‬بثواب‭ ‬يجعل‭ ‬قبره‭ ‬نورًا‭ ‬وريحانا‭ ‬وسلاما‭.‬

أيها‭ ‬الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬العزيز‭.. ‬أبا‭ ‬علي‭.. ‬لك‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬الملك‭ ‬القدوس‭ ‬السلام،‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬الجنان‭ ‬والسلام‭.. ‬ستبقى‭ ‬في‭ ‬القلوب‭ ‬”مجدًا‭ ‬يعلو‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬محبيه”،‭ ‬و‭ ‬“رمزًا”‭ ‬يسير‭ ‬على‭ ‬نهجه‭ ‬أبناء‭ ‬وطن‭ ‬لم‭ ‬تدخر‭ ‬جهدًا‭ ‬في‭ ‬حياتك‭ ‬لأن‭ ‬ترفعهم‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬مراتب‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬الطيبة‭.‬