من جديد

رحم الله الأمير خليفة بن سلمان

| د. سمر الأبيوكي

هذا‭ ‬مصاب‭ ‬جلل‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬البحرين،‭ ‬فرحيل‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬أرجعنا‭ ‬بالذاكرة‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬يوم‭ ‬فقدنا‭ ‬الأمير‭ ‬الأب‭ ‬الراحل‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراهما‭ ‬ورحمهما‭ ‬برحمته‭ ‬الواسعة‭ ‬وأدخلهما‭ ‬فسيح‭ ‬جناته،‭ ‬ماذا‭ ‬عساي‭ ‬أكتب‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬نمر‭ ‬بها،‭ ‬ففاجعة‭ ‬رحيل‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬ألجمت‭ ‬ألسننا‭ ‬ونقلتنا‭ ‬بالذاكرة‭ ‬لسنوات‭ ‬مضت‭ ‬يوم‭ ‬رحل‭ ‬غالي‭ ‬الذكرى‭ ‬في‭ ‬قلبي‭ ‬خصوصا‭ ‬وفي‭ ‬قلب‭ ‬الجميع‭ ‬عموما‭ ‬أبونا‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭.‬

عشرون‭ ‬سنة‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬بين‭ ‬الفاجعتين،‭ ‬تعلمنا‭ ‬فيها‭ ‬الكثير‭ ‬وأدركنا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬واحد،‭ ‬وتحت‭ ‬قيادة‭ ‬ملك‭ ‬العز‭ ‬والنهضة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬تعلمنا‭ ‬خلالها‭ ‬أننا‭ ‬أسرة‭ ‬واحدة‭ ‬إذا‭ ‬أصابنا‭ ‬مصاب‭ ‬تأثرنا‭ ‬جميعا‭ ‬كجسد‭ ‬واحد،‭ ‬لله‭ ‬درك‭ ‬يا‭ ‬وطن‭ ‬حفظك‭ ‬الرحمن،‭ ‬تودع‭ ‬فقيدك‭ ‬وتواريه‭ ‬الثرى،‭ ‬ولا‭ ‬تنساه‭ ‬من‭ ‬دعائك،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬ينسنا‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬فهكذا‭ ‬تحيا‭ ‬الأوطان‭ ‬بحكمة‭ ‬واقتدار‭ ‬وهكذا‭ ‬تودع‭ ‬الأوطان‭ ‬رجالاتها‭ ‬بذكر‭ ‬مناقبهم‭ ‬ووقفاتهم‭ ‬وسياستهم،‭ ‬وكم‭ ‬لفقيد‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬مناقب‭ ‬ودروس‭ ‬وحكم‭ ‬تعلمنا‭ ‬منها‭ ‬جميعا‭.‬

 

ما‭ ‬يصبر‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬فراق‭ ‬فقيدها‭ ‬هو‭ ‬الإيمان‭ ‬بالقضاء‭ ‬والقدر‭ ‬واحتساب‭ ‬الأجر‭ ‬والصبر‭ ‬والسلوان،‭ ‬والاطمئنان‭ ‬التام‭ ‬بأننا‭ ‬في‭ ‬أيد‭ ‬أمينة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انتقلت‭ ‬الدفة‭ ‬لخير‭ ‬سلف‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬أعانه‭ ‬الله‭ ‬ووفقه‭ ‬فيما‭ ‬يصبو‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬لنفع‭ ‬الأمة‭ ‬والوطن،‭ ‬البحرين‭ ‬بخير‭ ‬تحت‭ ‬دفة‭ ‬قيادتها‭ ‬الحكيمة‭ ‬ورجالها‭ ‬الصادقين،‭ ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬وطيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬ووفقنا‭ ‬جميعا‭ ‬لخير‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭.‬