سوالف

تركتَ لنا البحرين أمانة وجوهرة

| أسامة الماجد

“كلكم‭ ‬الدولة‭ ‬والحكومة،‭ ‬وكلكم‭ ‬تخدمون‭ ‬أنفسكم‭ ‬حين‭ ‬تخدمون‭ ‬المواطنين،‭ ‬وكلكم‭ ‬البحرين،‭ ‬وكل‭ ‬مواطن‭ ‬غيور‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خدمة‭ ‬مجتمعه‭ ‬ورفع‭ ‬اسم‭ ‬بلاده‭ ‬عاليا‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز”‭... ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الكلمات‭ ‬الخالدة‭ ‬لسيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأسبوعي‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بتاريخ‭ ‬21‭ / ‬7‭ / ‬1997،‭ ‬فقد‭ ‬اكتسبنا‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬حبا‭ ‬فريد‭ ‬الطعم‭ ‬لأرض‭ ‬البحرين‭ ‬وترابها‭ ‬الطاهر،‭ ‬وأن‭ ‬نعمل‭ ‬بجد‭ ‬واجتهاد‭ ‬وبلا‭ ‬خطأ،‭ ‬لأن‭ ‬العمل‭ ‬لرفع‭ ‬اسم‭ ‬البحرين‭ ‬ليس‭ ‬بحالة‭ ‬مؤقتة‭ ‬إنما‭ ‬دائمة‭.‬

تعلمنا‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬كيف‭ ‬يكون‭ ‬المواطن‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مسيرة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والعمل‭ ‬الوطني‭ ‬الفاعل‭ ‬للرقي‭ ‬والتقدم‭ ‬والازدهار،‭ ‬علمنا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬دائما‭ ‬ستكون‭ ‬بخير‭ ‬وأمان‭ ‬وسوف‭ ‬تمضي‭ ‬قدما‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬بفضل‭ ‬تكاتف‭ ‬أبنائها‭ ‬وتلاحمهم‭ ‬جميعا‭ ‬والسير‭ ‬بثبات‭ ‬وقوة‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬علمنا‭ ‬أن‭ ‬مسيرة‭ ‬التطور‭ ‬ستستمر‭ ‬وأن‭ ‬المستقبل‭ ‬سيكون‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الطموحات‭ ‬والجهد‭ ‬والآمال‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬البحرين‭ ‬نموذجا‭ ‬للدولة‭ ‬الرائدة‭ ‬التي‭ ‬تمضي‭ ‬في‭ ‬خطوات‭ ‬التنمية‭ ‬وفقا‭ ‬لرؤية‭ ‬واضحة‭ ‬وأهداف‭ ‬تتناسب‭ ‬وواقعها‭ ‬وطموحاتها‭.‬

كانت‭ ‬البحرين‭ ‬والمواطن‭ ‬شغله‭ ‬الشاغل‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬وجعل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشعار‭ ‬لواء‭ ‬مرفوعا‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يسقط‭ ‬أبدا،‭ ‬والعمل‭ ‬الذي‭ ‬بدأه‭ ‬لن‭ ‬يتوقف،‭ ‬خاض‭ ‬تحديات‭ ‬كثيرة‭ ‬وأوقاتا‭ ‬عصيبة‭ ‬معقدة،‭ ‬لكنه‭ ‬بحكمته‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬كان‭ ‬أشد‭ ‬عزما‭ ‬واقتدارا‭ ‬قولا‭ ‬وفعلا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬بكل‭ ‬أشكالها‭ ‬وأساليبها،‭ ‬وكرس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البحرين‭ ‬كل‭ ‬طاقته‭ ‬مسترخصا‭ ‬في‭ ‬سبيلها‭ ‬كل‭ ‬عزيز‭ ‬وغال‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬عظيم‭ ‬ينبض‭ ‬بالحب‭ ‬والريادة‭ ‬والتحدي‭.‬

 

إننا‭ ‬اليوم‭ ‬يا‭ ‬سيدي‭ ‬وكما‭ ‬علمتمونا‭ ‬سنحمل‭ ‬كمواطنين‭ ‬مخلصين‭ ‬عنكم‭ ‬الأمانة‭ ‬وسنتقاسم‭ ‬المسؤولية،‭ ‬فنحن‭ ‬ماضون‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬وقادرون‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬البناء‭ ‬والتطوير‭ ‬والانطلاق‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭ ‬وتلاحمنا‭ ‬الوطني‭ ‬يزداد‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬وكلها‭ ‬دروس‭ ‬استنبطناها‭ ‬من‭ ‬مدرستكم،‭ ‬وقد‭ ‬تركت‭ ‬لنا‭ ‬البحرين‭ ‬أمانة‭ ‬وجوهرة‭ ‬ونعاهد‭ ‬الله‭ ‬أنها‭ ‬ستبقى‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل،‭ ‬لأنك‭ ‬أورثتنا‭ ‬روح‭ ‬الطموح‭ ‬والعزيمة‭ ‬يا‭ ‬أروع‭ ‬وأنبل‭ ‬القادة‭.‬