صور مختصرة

رحم الله أمير القلوب

| عبدالعزيز الجودر

آلمنا‭ ‬وأحزننا‭ ‬جميعا‭ ‬خبر‭ ‬فراقك،‭ ‬وإن‭ ‬العين‭ ‬لتدمع،‭ ‬وإن‭ ‬القلب‭ ‬ليحزن،‭ ‬وإنا‭ ‬على‭ ‬رحيلك‭ ‬يا‭ ‬أمير‭ ‬القلوب‭ ‬لمحزونون،‭ ‬فسموك‭ ‬رحمك‭ ‬الله‭ ‬قامة‭ ‬وطنية‭ ‬كبيرة،‭ ‬ولن‭ ‬ننساك‭ ‬فقد‭ ‬قدمت‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يقدمه‭ ‬غيرك‭ ‬من‭ ‬رؤساء‭ ‬الحكومات‭ ‬الأخرى‭ ‬لدولهم‭ ‬وشعوبهم،‭ ‬ففي‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬الحزين‭ ‬كل‭ ‬العبارات‭ ‬والحروف‭ ‬والجمل‭ ‬تقف‭ ‬حائرة‭ ‬باكية‭ ‬كما‭ ‬بكى‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬وجميع‭ ‬محبيك‭ ‬من‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭.‬

لن‭ ‬ترحل‭ ‬عن‭ ‬قلوبنا‭ ‬أيها‭ ‬الوالد‭ ‬الغالي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬رجل‭ ‬دولة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬معنى،‭ ‬فسموك‭ ‬باني‭ ‬نهضة‭ ‬البلاد‭ ‬الحديثة‭ ‬ورجل‭ ‬المهمات‭ ‬الوطنية‭ ‬الصعبة‭ ‬والحنكة‭ ‬السياسية‭ ‬الفذة‭ ‬والصبر‭ ‬على‭ ‬الشدائد‭ ‬والمحن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المواقف‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬التاريخ‭ ‬وبالذات‭ ‬في‭ ‬نيل‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬البحرين‭ ‬استقلالها‭ ‬ثم‭ ‬المساهمة‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬نهضتها‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬واستقرارها‭ ‬وازدهارها‭ ‬وتنميتها‭ ‬ووصولها‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المكانة‭ ‬الدولية‭ ‬الرفيعة‭ ‬والسمعة‭ ‬العالمية‭ ‬الطيبة‭.‬

للتاريخ‭ ‬نقولها‭... ‬كان‭ ‬أمير‭ ‬القلوب‭ ‬صديق‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية‭ ‬الأول‭ ‬بامتياز،‭ ‬وكان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬يطلع‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ينشر‭ ‬من‭ ‬خلالها،‭ ‬ولا‭ ‬يترك‭ ‬قط‭ ‬شاردة‭ ‬أو‭ ‬واردة‭ ‬كبيرة‭ ‬أو‭ ‬صغيرة‭ ‬خصوصا‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬مباشرة‭ ‬إلا‭ ‬أصدر‭ ‬توجيهاته‭ ‬الفورية‭ ‬بحلها‭ ‬بعد‭ ‬أخذ‭ ‬كامل‭ ‬التفاصيل‭ ‬من‭ ‬الصحيفة‭ ‬نفسها‭ ‬أو‭ ‬الاتصال‭ ‬المباشر‭ ‬بكتاب‭ ‬أعمدتها‭.. ‬كاتب‭ ‬السطور‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬البلاد‭ ‬أو‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬الأخرى‭ ‬تلقى‭ ‬عشرات‭ ‬الاتصالات‭ ‬الهاتفية‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬ديوان‭ ‬سموه‭ ‬يستفسرون‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬عن‭ ‬القضايا‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬نطرحها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬المتواضعة‭ ‬ولا‭ ‬تتسع‭ ‬المساحة‭ ‬لذكرها‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬السرعة‭ ‬يتم‭ ‬حلها‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬الحزين‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬لله‭ ‬ما‭ ‬أخذ‭ ‬وله‭ ‬ما‭ ‬أعطى‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬عنده‭ ‬بأجل‭ ‬مسمى‭ ‬وإنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون،‭ ‬وعظم‭ ‬الله‭ ‬أجرنا‭ ‬جميعا‭.‬