فجر جديد

خليفة بن سلمان... حين يترجل الفرسان

| إبراهيم النهام

نعيش‭ ‬اليوم‭ ‬حزنا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬برحيل‭ ‬الفقيد‭ ‬الكبير‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬الذي‭ ‬ترك‭ ‬بصمات‭ ‬البناء‭ ‬والنهضة‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد،‭ ‬عبر‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والجهد‭ ‬والإخلاص‭ ‬والوفاء‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬بذله‭ ‬فقيد‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬زهرة‭ ‬شبابه‭ ‬خدمة‭ ‬للبحرين،‭ ‬ورفعة‭ ‬لشأن‭ ‬أبنائها،‭ ‬فلقد‭ ‬قدم‭ ‬سموه‭ ‬أنموذجا‭ ‬استثنائيا‭ ‬في‭ ‬وصل‭ ‬الناس،‭ ‬وفي‭ ‬الإنصات‭ ‬لهم،‭ ‬واعتبار‭ ‬رأيهم‭ ‬بوصلة‭ ‬مسار‭ ‬للحكومة‭ ‬وللدولة‭ ‬كلها‭.‬

فلقد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الرائع‭ ‬بحق،‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬مناشدة‭ ‬مواطن،‭ ‬أو‭ ‬مقال‭ ‬كاتب‭ ‬صحافي،‭ ‬أو‭ ‬تغريدة‭ ‬ناشط‭ ‬وهي‭ ‬تطرح‭ ‬للنقاش‭ ‬بجدية‭ ‬بالغة‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬لتتخذ‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬أثرها‭ ‬قرارات،‭ ‬ومواقف‭ ‬وتوجيهات‭.‬

هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الاستثنائية‭ ‬رأيناها‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬سموه‭ ‬الأسبوعي‭ ‬والذي‭ ‬يلتقي‭ ‬به‭ ‬النواب‭ ‬والمواطنين‭ ‬والصحافيين‭ ‬بعفوية‭ ‬تامة،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬نزوله‭ ‬الميداني‭ ‬للناس،‭ ‬وفي‭ ‬عتبه‭ ‬على‭ ‬تأخر‭ ‬بعض‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬الشؤون‭ ‬الخدمية‭ ‬لهم‭.‬

وأيضا‭ ‬في‭ ‬اعتباره‭ ‬سموه‭ ‬ما‭ ‬يُنشر‭ ‬بالمنصات‭ ‬الإعلامية،‭ ‬قنوات‭ ‬مهمة‭ ‬لقياس‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬ومعرفة‭ ‬أولويات‭ ‬المواطن،‭ ‬لتقودنا‭ ‬إلى‭ ‬أمر‭ ‬واحد،‭ ‬بأن‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬كان‭ ‬رجل‭ ‬دولة‭ ‬بامتياز،‭ ‬ووالدا‭ ‬للجميع‭.‬

الراحل‭ ‬الكبير‭ ‬لم‭ ‬يتأخر‭ ‬لوهله‭ ‬عبر‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬وحكيمة‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬زمام‭ ‬الحكومة،‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬صانعا‭ ‬للأمل،‭ ‬ومنجدا‭ ‬للناس،‭ ‬ومناصرا‭ ‬لطلباتهم‭.‬

واليوم‭ ‬يترجل‭ ‬الفارس‭ ‬بشجاعة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قدم‭ ‬ما‭ ‬قدم،‭ ‬وأنجز‭ ‬ما‭ ‬أنجز،‭ ‬بأرث‭ ‬لن‭ ‬يُنسى،‭ ‬فله‭ ‬منا‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬خالص‭ ‬الدعوات‭ ‬بأن‭ ‬يتغمده‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته،‭ ‬وبأن‭ ‬يرزقه‭ ‬مكانة‭ ‬الفردوس‭ ‬الأعلى‭.‬