إنا لله وإنا إليه راجعون

| عبدعلي الغسرة

فقدت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬وشعبها‭ ‬والأمتان‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والإنسانية‭ ‬ابن‭ ‬البحرين‭ ‬البار‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭ ‬والأمة‭ ‬العربية‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جنته‭.‬

لقد‭ ‬غيب‭ ‬الموت‭ ‬قائدًا‭ ‬مُلهمًا‭ ‬ورئيسًا‭ ‬للوزراء،‭ ‬حكيمًا‭ ‬وأبًا‭ ‬رؤوفًا‭ ‬وسندًا‭ ‬منيعًا،‭ ‬رحل‭ ‬الرجل‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬شمخ‭ ‬بقيمه‭ ‬ومُثله‭ ‬وسياسته‭ ‬ونهجه،‭ ‬المدافع‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬وسيادتها‭ ‬وعروبتها،‭ ‬الراحل‭ ‬الذي‭ ‬كافح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عِزَّ‭ ‬البحرين‭ ‬وفي‭ ‬سبيل‭ ‬نهضتها،‭ ‬كان‭ ‬قائدًا‭ ‬كرس‭ ‬حياته‭ ‬لخدمة‭ ‬وطنه‭ ‬وشعبه،‭ ‬لم‭ ‬يَكل‭ ‬يومًا‭ ‬ولم‭ ‬يَمل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬عروبة‭ ‬البحرين،‭ ‬واستبسل‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬استقلالها‭ ‬الوطني‭ ‬وسيادتها‭ ‬العربية‭ ‬وصيانة‭ ‬كرامة‭ ‬شعبها‭.‬

كان‭ ‬سموه‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الملمات‭ ‬والصعاب‭ ‬جنديًا‭ ‬مُقاتلًا،‭ ‬ومؤمنًا‭ ‬بالشراكة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬قيادة‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬والأزمات،‭ ‬فأعطى‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬عُمره‭ ‬وجسده‭ ‬وقلبه‭ ‬وعقله‭ ‬الكثير‭ ‬لبلاده‭ ‬وشعبه‭ ‬ولترتفع‭ ‬راية‭ ‬البحرين‭ ‬شامخةً‭ ‬عالية،‭ ‬وجاهد‭ ‬وكافح‭ ‬بالعمل‭ ‬قبل‭ ‬الكلام‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البحرين‭.. ‬إن‭ ‬سجل‭ ‬سموه‭ ‬الحافل‭ ‬يشهد‭ ‬له‭ ‬بما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬ومهنية‭ ‬وحقوقية‭ ‬ونسوية‭ ‬وتربوية‭.‬

غرف‭ ‬من‭ ‬نهج‭ ‬والده‭ ‬حُب‭ ‬العمل‭ ‬وتقدير‭ ‬كل‭ ‬العاملين،‭ ‬فتحمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وطنه‭ ‬الكثير،‭ ‬كان‭ ‬حافظًا‭ ‬للعهد‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬أخيه‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬واستمر‭ ‬عطاؤه‭ ‬بإخلاص‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الملك‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭. ‬كان‭ ‬قريبًا‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬شعبه‭ ‬يجتمع‭ ‬معهم‭ ‬أينما‭ ‬كانوا،‭ ‬يتحدث‭ ‬مع‭ ‬كبيرهم‭ ‬ويفرح‭ ‬لحديث‭ ‬صغيرهم،‭ ‬فهو‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬يتسع‭ ‬قلبه‭ ‬للجميع،‭ ‬لا‭ ‬يُفرق‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬ولا‭ ‬بين‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين،‭ ‬ويسعده‭ ‬كثيرًا‭ ‬لقاء‭ ‬المقيمين‭ ‬بمختلف‭ ‬أديانهم‭ ‬وأعراقهم،‭ ‬فيلتقي‭ ‬بهم‭ ‬ويستمع‭ ‬منهم‭ ‬ويستأنس‭ ‬بآرائهم‭. ‬كان‭ ‬مؤمنًا‭ ‬بعروبته‭ ‬ومدركًا‭ ‬لمسؤولياته‭ ‬الوطنية،‭ ‬وعاش‭ ‬مجاهدًا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وطنه،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬متطلبات‭ ‬نهضته‭ ‬وتقدمه،‭ ‬ولسموه‭ ‬وقفات‭ ‬خالدة‭ ‬مع‭ ‬الصحافة‭ ‬والعمال‭ ‬والمرأة‭ ‬والأطباء‭ ‬والمعلمين‭ ‬والطلبة‭ ‬والتجار‭ ‬والصناعيين‭ ‬وكل‭ ‬أبناء‭ ‬شعبه،‭ ‬وقفات‭ ‬عزٍ‭ ‬وتكريم‭ ‬بجوائز‭ ‬تحمل‭ ‬اسمه‭ ‬الكريم‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬جائزة‭ ‬سموه‭ ‬للطبيب‭ ‬البحريني‭ ‬التي‭ ‬فازت‭ ‬بها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الطبيبات‭.‬

لقد‭ ‬فقدنا‭ ‬خليفة‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يفرح‭ ‬لفرح‭ ‬أبنائه‭ ‬المواطنين،‭ ‬ويحزنه‭ ‬ما‭ ‬يحزنهم،‭ ‬ويسره‭ ‬كثيرًا‭ ‬تحقيق‭ ‬كل‭ ‬تطلعاتهم‭ ‬وتوفير‭ ‬احتياجاتهم،‭ ‬فاليوم‭ ‬يوم‭ ‬الحزن‭ ‬والأسى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬وأسرة،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬البحرين‭ ‬ومختلف‭ ‬أماكنها،‭ ‬والحزن‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬كل‭ ‬رجل‭ ‬وامرأة،‭ ‬فقدنا‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬رمزًا‭ ‬لنا‭ ‬ومجدًا‭ ‬لوطننا،‭ ‬وسيبقى‭ ‬معنا‭ ‬دائمًا‭ ‬بنهجه‭ ‬وفكره‭ ‬ومبادئه،‭ ‬وسيبقى‭ ‬الكوكب‭ ‬المضيء‭ ‬دائمًا‭ ‬لنا‭ ‬ولأجيالنا‭ ‬القادمة‭. ‬فرحمك‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬من‭ ‬أسعدت‭ ‬شعبك‭ ‬وبلغت‭ ‬المجد‭ ‬بعطائك‭.‬